نخرج من المرحلة الثانوية وكلنا أمل بالدخول إلى الجامعة.. لكن! أول ما يتبادر إلى أذهاننا هي قصص الحب المنتشرة بين أروقتها! فنحلم أن نعيش هكذا قصةً مليئة بالحب والشوق والحنين، مفعمة بالأمل، وكلنا أمل بالنهاية السعيدة! وكيف لا؟! ونحن مفطورين على الحب... ولا يمكننا التحكم بعواطفنا؟!
وهكذا، فمنذ أول يوم يدخل فيه الشاب/ الفتاة إلى الجامعة يتجه التفكير إلى هدف رئيسي هو كيف يقيم علاقة غرامية مع الحب الآخر؟ وغالباً ما تختلف هذه العلاقات من حيث الشكل والمضمون، جزء منها ينتهي "نهايات سعيدة"، والجزء الأكبر بالألم والمأساة! ولا يبقى منها سوى الذكرى..!! لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما رأي الشباب بالحب في الجامعة؟ ولماذا أغلب العلاقات العاطفية تتكلل بالفشل؟! وما هي الأسباب التي جعلت من الحب في الوسط الجامعي خال من المصداقية؟!
المجتمع مسؤول..
يقول نبراس، طالب سنة رابعة اقتصاد: "الحب موجود في الجامعة، ولا يوجد سبب يمنع وجوده. ولم لا.. مادام الوعي موجود بين الطرفين! لكن فشل هذا الحب يعود إلى التربية والفصل بين الجنسين، واعتبار الفتاة خط أحمر ممنوع الاقتراب منها! فعندما يدخل الشاب الجامعة ويجد نفسه أمام الحب الآخر، يقيم علاقات لا من أجل الحب، إنما من أجل التسلية وسد الفراغ العاطفي! قد تكون العلاقات جدية، لكن ظروف الحياة والمعيشة تحول دون الوصل إلى غايتها.
وأحب أن أضيف أن مشكلة الأديان والاختلاف بينها، وكذلك الاختلاف بين طوائف من دين واحد تؤثر تأثيراً كبيراً باتجاه فشل هذه العلاقات! فوجود علاقة حب بين شخصين من طائفتين مختلفتين أو من دينين مختلفين ستكون حتما فاشلة، رغم صدقها، بسبب الرفض التام من قبل الأهل وعدم تقبل المجتمع لهكذا علاقات، تحول دون ذلك.. "
لا للحب في الجامعة!
أما لجين، سنة تانية اقتصاد، فتقول: "أنا ضد الحب في الجامعة! لأن أغلب العلاقات تكون من أجل المظاهر. فالشاب يتفاخر بعدد الفتيات اللواتي يتكلمن معه، وعدد العلاقات التي أقامها في الجامعة، وقد تتحول المسألة إلى رهان بين الشبان، بمعنى (بتتحدى إنو هذه الفتاة رح تحكي معي!!) وإذا وجد علاقات حب جدية، وهي نادرة! فمصيرها على الأغلب الفشل لظروف خارجة عن إرادة الطرفين متل: (تأمين المستقبل، رضاء الأهل والكثير منها..)"
مجرد عواطف!
غازي، طالب سنة رابعة حقوق، يعلق قائلا: "لا اعتقد بوجود الحب في الجامعة لأنه عادة ما يكون الطالب / الطالبة بحاجة إلى قرين آخر من جنس آخر ليكمل بعضهما الآخر، فهي مجرد عواطف ومشاعر جياشة، لا توجد جدية في هذه العلاقات. فمعظم الشباب لها أهداف وغاية أخرى، بالإضافة إلى التسلية.. وتعود الأسباب إلى نقص التربية والوعي والثقافة وانعدام الضوابط بين الحبين.."
الحب ليس حباً..
هبة، خريجة حقوق، تحكي قصة مرت بها فتقول: "أنا كنت سنة أولى عندما أحببت شاب، كان حب مراهقة، من طرف واحد، لم يكن يعلم الشاب بالبداية بحبي له مع أننا كنا أصدقاء. لكن، بعد فترة اتضحت له الأمور، فابتعد!.. وصارحني بعد فترة أنه من عائلة محافظة لا تأخذ إلا من بعضها أو من نفس منطقتها...!! للأسف كانت صدمة وجرح كبيرة بالنسبة لإلي.. " وتضيف: "الحب شيء جميل جدا لكن يجب أن يمارس بالشكل الصحيح، فأغلب الشباب تأخذ الحب من أجل الجنس يعني بالعامية (بدو يمسك إيدها، ياخد بوسة، أو ضمة من فتاة..) من أجل إرضاء شعوره فقط ثم يبحث عن آخرى لتعطيه المزيد.. هذه مشكلة جدا خطيرة لا يتحدث عنها الكثيرون مع أنها موجودة بكثرة وتعود الأسباب للترتبة ونقص الثقافة الحبية لدينا.."
راحت.. أو راحت عليها!
فاطمة، سنة ثالثة حقوق، تقول: "الحب نوعين إما من أجل التسلية وملىء الفراغ العاطفي خلال السنين الدراسية، ثم تنتهي صلاحية الفتاة/ الشاب، ويملّ كل واحد من الآخر! فيبحث كل واحد منهما عن جديد!... أو تكون فعلا علاقات جدية يحب الشاب بكل عواطفه وكذلك الفتاة ليتفاجأ كل منهما، وبالأخص الشاب، أنه أمام كم هائل من المسؤليات فلديه الجيش وتأمين البيت والعمل والمستقبل ولا يستطيع التقدم لهذه الفتاة! وكما نقول بالعامية (يا بتكون الفتاة راحت، ياراحت عليها)؟!
الحب في الجامعة.. حاجة إنسانية
داني، سنة ثانية اقتصاد، يقول: "الحب يأتي فجأة.. لايستطيع أي إنسان أن يتحكم به ولكن الظروف لا تسمح بإتمام هذا الحب! وبرأيي نحن بحاجة للحب في الجامعة، وقد يكون الكبت العاطفي هو السبب وراء سعي الشباب في الجامعة لإقامة علاقات عاطفية لمجرد التسلية والتعرف على الحب الآخر.." ويضيف: "أنا أحببت فتاة من نفس سنتي الدراسية لكننا لن نكمل مع بعض لأننا مدركين أننا لا نستطيع أن نقف معا... أنا مشواري طويل، وهي لا تستطيع الانتظار، وإن تقدم لها الرجل المناسب صاحب المال والجاه فسوف يقبل أهلها فورا..!!"
قرأنا الآراء التي تتحدث عن الحب في الجامعة.. ويبدو أن ملئ الفراغ العاطفي، هو أحد الدوافع الهامة. حيث أن الإنسان يمر بمراحل نمو متعددة. ويواجه المراهق/ المراهقة في مرحلة الدراسة الثانوية مشكلة أن مراهقتهم متزامنة مع امتحانات الثانوية العامة التي تحرمه من ممارسة مراهقته! فتتنقل معه هذه المشاعر المؤجلة إلى مرحلة الجامعة. لذلك، وبما أنه إنسان له احتياجاته النفسية والعقلية والعاطفية، يطلق العنان لعواطفه المكبوتة في جو مفتوح، ويجد نفسه قد تحرر من كل القيود التي كانت تكبل مشاعره وتحرمه من التعبير عن عواطفه، فتبدأ مرحلة التلاعب بالمشاعر، وعندها تميل الفتاة بطبيعتها الرومانسية للكلام المعسول! أما بالنسبة للشاب فغالبا ما تكون المسألة بالنسبة له أن يجرب ويتسلى فقط! فهو يعلم أنه لا مستقبل لهذه العلاقة!! لكن وبنفس الوقت هو بحاجة إليها!!
وكذلك الفضول، فمن أهم الأسباب التي تجعل الشباب يرتبطون عاطفيا في الجامعة أن كل من الطرفين لديه فضول شديد للتعرف على الطرف الآخر، والجامعة تمنح الدور الأكبر لكل شاب وفتاة لتعرف على الحب الآخر حيث أصبح شعار الشبان في الجامعة: "... الكل يعشق بكل قوة... ويستمتع بكل لحظة.. ويعيش يومه وهو مدرك تماما أن قصة حبه إلى الزوال لا محال... " لأنه مدرك تماما أنه لن يستطيع الاستمرار وإن كان صادقا بحبه (وهذا قليل الوجود) بسبب الظروف المادية وتأمين المال، أو بسبب عدم الرغبة في الحب الحقيقي وعدم وجوده بالأساس وهذه العلاقات ليست سوى تجارب عابرة كما تسمى!!
ولا ننسى إهمال الأسرة هو السبب الأساسي وراء علاقات الحب في الجامعة فالفتاة عندما لا تجد من يستمع إليها أو يهتم بها من أفراد أسرتها، ستبحث عمن يهتم بها بالخارج (الجامعة) وهنا يقوم الشبان بتمثيل هذا الدور بإحكام، وكذلك الأمر عندما لا تمنح الفتاة حقها أن تشعر بثقتها بنفسها وقدرتها على تسيير أمور حياتها بنفسها. فأصبحت تحتاج، في كل تحركاتها، إلى ولي أمر يقف إلى جانبها وهو غالبا يكون الشاب الذي ترتبط به.. أو قد يكون الأهل متشددين لدرجة تجعل الفتاة بحاجة لأي شخص يخرجها من حالتها تلك، فلا تفكر بالشاب إن كان الشخص المناسب أم لا إنما تريد فقط الخروج من واقعها والعيش بالأحلام والتمتع بلذة الحب وكلامه المعسول...
إن كبت مشاعر الفتاة أو الشاب من الطفولة مرورا بفترة المراهقة إلى الجامعة من قبل الأسرة تؤثر سلبيا على نفسياتهم، حيث يجد كل من الشاب والفتاة أنفسهم أمام جو منفتح، مختلط، فيشعرون بكم هائل من المشاعر والعواطف تجتاحهم وتسيطر عليهم لدرجة أنهم يخطئون التصرف لأنهم مع الأسف قد تعودوا على العيش بمعزل عن الحب الآخر فعندما يجدوا أنفسهم أمام بعضهم البعض وهم في مرحلة شبابهم بل إن كثيرا منهم ليمارس مراهقته في الجامعة فتحدث القصص الكثيرة والحوادث المؤلمة..!!
وبالتالي فإن فشل العلاقات العاطفية في الجامعة تؤثر تأثيرا سلبيا على تحصيل الطلاب/ الطالبات العلمي، وعلى مستقبلهم/! بل تكاد تنحصر نشاطاتهم وأحلامهم وطموحتهم المهنية والعملية والاجتماعية إلى حد يصبحون في عزلة اجتماعية يعانون مرارة الفشل!
لا بد إذاً من توعية كبيرة من قبل الأهل أولا، من خلال فهم الأساس في بناء شخصية متوازنة ليست متعطشة للمشاعر والأحاسيس، وقادرة على التحكم بعواطفها وعيشها بصدق وعفوية.. وبعد ذلك يأتي دور إدارة الجامعات التي عليها أن تهتم بتنظيم المناخ الاجتماعي لتوجيه هذه العواطف، والتعامل معها بطريقة تربوية تساعد على تنمية شخصيات الطلاب من الحبين بأسلوب راق، وتحت إشراف ورعاية الأساتذة والمسؤولين عن رعاية الشباب. ويمكن تحقيق ذلك من خلال ملء فراغهم وتنمية شخصياتهم الوصول إلى شخصيات متوازنة ومتكاملة ومتفاعلة مع المجتمع...
وهكذا، فمنذ أول يوم يدخل فيه الشاب/ الفتاة إلى الجامعة يتجه التفكير إلى هدف رئيسي هو كيف يقيم علاقة غرامية مع الحب الآخر؟ وغالباً ما تختلف هذه العلاقات من حيث الشكل والمضمون، جزء منها ينتهي "نهايات سعيدة"، والجزء الأكبر بالألم والمأساة! ولا يبقى منها سوى الذكرى..!! لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما رأي الشباب بالحب في الجامعة؟ ولماذا أغلب العلاقات العاطفية تتكلل بالفشل؟! وما هي الأسباب التي جعلت من الحب في الوسط الجامعي خال من المصداقية؟!
المجتمع مسؤول..
يقول نبراس، طالب سنة رابعة اقتصاد: "الحب موجود في الجامعة، ولا يوجد سبب يمنع وجوده. ولم لا.. مادام الوعي موجود بين الطرفين! لكن فشل هذا الحب يعود إلى التربية والفصل بين الجنسين، واعتبار الفتاة خط أحمر ممنوع الاقتراب منها! فعندما يدخل الشاب الجامعة ويجد نفسه أمام الحب الآخر، يقيم علاقات لا من أجل الحب، إنما من أجل التسلية وسد الفراغ العاطفي! قد تكون العلاقات جدية، لكن ظروف الحياة والمعيشة تحول دون الوصل إلى غايتها.
وأحب أن أضيف أن مشكلة الأديان والاختلاف بينها، وكذلك الاختلاف بين طوائف من دين واحد تؤثر تأثيراً كبيراً باتجاه فشل هذه العلاقات! فوجود علاقة حب بين شخصين من طائفتين مختلفتين أو من دينين مختلفين ستكون حتما فاشلة، رغم صدقها، بسبب الرفض التام من قبل الأهل وعدم تقبل المجتمع لهكذا علاقات، تحول دون ذلك.. "
لا للحب في الجامعة!
أما لجين، سنة تانية اقتصاد، فتقول: "أنا ضد الحب في الجامعة! لأن أغلب العلاقات تكون من أجل المظاهر. فالشاب يتفاخر بعدد الفتيات اللواتي يتكلمن معه، وعدد العلاقات التي أقامها في الجامعة، وقد تتحول المسألة إلى رهان بين الشبان، بمعنى (بتتحدى إنو هذه الفتاة رح تحكي معي!!) وإذا وجد علاقات حب جدية، وهي نادرة! فمصيرها على الأغلب الفشل لظروف خارجة عن إرادة الطرفين متل: (تأمين المستقبل، رضاء الأهل والكثير منها..)"
مجرد عواطف!
غازي، طالب سنة رابعة حقوق، يعلق قائلا: "لا اعتقد بوجود الحب في الجامعة لأنه عادة ما يكون الطالب / الطالبة بحاجة إلى قرين آخر من جنس آخر ليكمل بعضهما الآخر، فهي مجرد عواطف ومشاعر جياشة، لا توجد جدية في هذه العلاقات. فمعظم الشباب لها أهداف وغاية أخرى، بالإضافة إلى التسلية.. وتعود الأسباب إلى نقص التربية والوعي والثقافة وانعدام الضوابط بين الحبين.."
الحب ليس حباً..
هبة، خريجة حقوق، تحكي قصة مرت بها فتقول: "أنا كنت سنة أولى عندما أحببت شاب، كان حب مراهقة، من طرف واحد، لم يكن يعلم الشاب بالبداية بحبي له مع أننا كنا أصدقاء. لكن، بعد فترة اتضحت له الأمور، فابتعد!.. وصارحني بعد فترة أنه من عائلة محافظة لا تأخذ إلا من بعضها أو من نفس منطقتها...!! للأسف كانت صدمة وجرح كبيرة بالنسبة لإلي.. " وتضيف: "الحب شيء جميل جدا لكن يجب أن يمارس بالشكل الصحيح، فأغلب الشباب تأخذ الحب من أجل الجنس يعني بالعامية (بدو يمسك إيدها، ياخد بوسة، أو ضمة من فتاة..) من أجل إرضاء شعوره فقط ثم يبحث عن آخرى لتعطيه المزيد.. هذه مشكلة جدا خطيرة لا يتحدث عنها الكثيرون مع أنها موجودة بكثرة وتعود الأسباب للترتبة ونقص الثقافة الحبية لدينا.."
راحت.. أو راحت عليها!
فاطمة، سنة ثالثة حقوق، تقول: "الحب نوعين إما من أجل التسلية وملىء الفراغ العاطفي خلال السنين الدراسية، ثم تنتهي صلاحية الفتاة/ الشاب، ويملّ كل واحد من الآخر! فيبحث كل واحد منهما عن جديد!... أو تكون فعلا علاقات جدية يحب الشاب بكل عواطفه وكذلك الفتاة ليتفاجأ كل منهما، وبالأخص الشاب، أنه أمام كم هائل من المسؤليات فلديه الجيش وتأمين البيت والعمل والمستقبل ولا يستطيع التقدم لهذه الفتاة! وكما نقول بالعامية (يا بتكون الفتاة راحت، ياراحت عليها)؟!
الحب في الجامعة.. حاجة إنسانية
داني، سنة ثانية اقتصاد، يقول: "الحب يأتي فجأة.. لايستطيع أي إنسان أن يتحكم به ولكن الظروف لا تسمح بإتمام هذا الحب! وبرأيي نحن بحاجة للحب في الجامعة، وقد يكون الكبت العاطفي هو السبب وراء سعي الشباب في الجامعة لإقامة علاقات عاطفية لمجرد التسلية والتعرف على الحب الآخر.." ويضيف: "أنا أحببت فتاة من نفس سنتي الدراسية لكننا لن نكمل مع بعض لأننا مدركين أننا لا نستطيع أن نقف معا... أنا مشواري طويل، وهي لا تستطيع الانتظار، وإن تقدم لها الرجل المناسب صاحب المال والجاه فسوف يقبل أهلها فورا..!!"
قرأنا الآراء التي تتحدث عن الحب في الجامعة.. ويبدو أن ملئ الفراغ العاطفي، هو أحد الدوافع الهامة. حيث أن الإنسان يمر بمراحل نمو متعددة. ويواجه المراهق/ المراهقة في مرحلة الدراسة الثانوية مشكلة أن مراهقتهم متزامنة مع امتحانات الثانوية العامة التي تحرمه من ممارسة مراهقته! فتتنقل معه هذه المشاعر المؤجلة إلى مرحلة الجامعة. لذلك، وبما أنه إنسان له احتياجاته النفسية والعقلية والعاطفية، يطلق العنان لعواطفه المكبوتة في جو مفتوح، ويجد نفسه قد تحرر من كل القيود التي كانت تكبل مشاعره وتحرمه من التعبير عن عواطفه، فتبدأ مرحلة التلاعب بالمشاعر، وعندها تميل الفتاة بطبيعتها الرومانسية للكلام المعسول! أما بالنسبة للشاب فغالبا ما تكون المسألة بالنسبة له أن يجرب ويتسلى فقط! فهو يعلم أنه لا مستقبل لهذه العلاقة!! لكن وبنفس الوقت هو بحاجة إليها!!
وكذلك الفضول، فمن أهم الأسباب التي تجعل الشباب يرتبطون عاطفيا في الجامعة أن كل من الطرفين لديه فضول شديد للتعرف على الطرف الآخر، والجامعة تمنح الدور الأكبر لكل شاب وفتاة لتعرف على الحب الآخر حيث أصبح شعار الشبان في الجامعة: "... الكل يعشق بكل قوة... ويستمتع بكل لحظة.. ويعيش يومه وهو مدرك تماما أن قصة حبه إلى الزوال لا محال... " لأنه مدرك تماما أنه لن يستطيع الاستمرار وإن كان صادقا بحبه (وهذا قليل الوجود) بسبب الظروف المادية وتأمين المال، أو بسبب عدم الرغبة في الحب الحقيقي وعدم وجوده بالأساس وهذه العلاقات ليست سوى تجارب عابرة كما تسمى!!
ولا ننسى إهمال الأسرة هو السبب الأساسي وراء علاقات الحب في الجامعة فالفتاة عندما لا تجد من يستمع إليها أو يهتم بها من أفراد أسرتها، ستبحث عمن يهتم بها بالخارج (الجامعة) وهنا يقوم الشبان بتمثيل هذا الدور بإحكام، وكذلك الأمر عندما لا تمنح الفتاة حقها أن تشعر بثقتها بنفسها وقدرتها على تسيير أمور حياتها بنفسها. فأصبحت تحتاج، في كل تحركاتها، إلى ولي أمر يقف إلى جانبها وهو غالبا يكون الشاب الذي ترتبط به.. أو قد يكون الأهل متشددين لدرجة تجعل الفتاة بحاجة لأي شخص يخرجها من حالتها تلك، فلا تفكر بالشاب إن كان الشخص المناسب أم لا إنما تريد فقط الخروج من واقعها والعيش بالأحلام والتمتع بلذة الحب وكلامه المعسول...
إن كبت مشاعر الفتاة أو الشاب من الطفولة مرورا بفترة المراهقة إلى الجامعة من قبل الأسرة تؤثر سلبيا على نفسياتهم، حيث يجد كل من الشاب والفتاة أنفسهم أمام جو منفتح، مختلط، فيشعرون بكم هائل من المشاعر والعواطف تجتاحهم وتسيطر عليهم لدرجة أنهم يخطئون التصرف لأنهم مع الأسف قد تعودوا على العيش بمعزل عن الحب الآخر فعندما يجدوا أنفسهم أمام بعضهم البعض وهم في مرحلة شبابهم بل إن كثيرا منهم ليمارس مراهقته في الجامعة فتحدث القصص الكثيرة والحوادث المؤلمة..!!
وبالتالي فإن فشل العلاقات العاطفية في الجامعة تؤثر تأثيرا سلبيا على تحصيل الطلاب/ الطالبات العلمي، وعلى مستقبلهم/! بل تكاد تنحصر نشاطاتهم وأحلامهم وطموحتهم المهنية والعملية والاجتماعية إلى حد يصبحون في عزلة اجتماعية يعانون مرارة الفشل!
لا بد إذاً من توعية كبيرة من قبل الأهل أولا، من خلال فهم الأساس في بناء شخصية متوازنة ليست متعطشة للمشاعر والأحاسيس، وقادرة على التحكم بعواطفها وعيشها بصدق وعفوية.. وبعد ذلك يأتي دور إدارة الجامعات التي عليها أن تهتم بتنظيم المناخ الاجتماعي لتوجيه هذه العواطف، والتعامل معها بطريقة تربوية تساعد على تنمية شخصيات الطلاب من الحبين بأسلوب راق، وتحت إشراف ورعاية الأساتذة والمسؤولين عن رعاية الشباب. ويمكن تحقيق ذلك من خلال ملء فراغهم وتنمية شخصياتهم الوصول إلى شخصيات متوازنة ومتكاملة ومتفاعلة مع المجتمع...