أحد أبنائه يعيش في السعودية
حصل معه موقف
فأخبر به والده
قال يا أبي
خرجت ذات ليلة
في وقت متأخر في سيارتي
وكنت مستعجلا بعض الشيء
فدخلت شارعا ضيقا
وقد اصطفت فيه السيارات
عن اليمين وعن الشمال
وبالكاد تمر السيارة في هذا الشارع
قال فمررت بمكان ضيق جدا
فشعرت بأن سيارتي قد لامست سيارة
أخرى واقفة على يمين الطريق
فنزلت فإذا بسيارتي قد أحدثت خطا أسود
بالسيارة الأخرى بسبب الملامسة
قال
نظرت في الشارع يمينا وشمالا
عساني أرى أحدا
أسأله عن صاحب السيارة
فلم أر أحدا لأن الوقت بعد منتصف الليل
فلما أعيتني الحيلة
كتبت ورقة
فيها اسمي وعنواني وأرقام هواتفي
وقلت فيها
أنا الذي صدم سيارتك
أرجو الاتصال
وألصقتها بالسيارة
وفي الصباح
اتصل معي رجل
وقال أنت فلان
قلت نعم
قال أنا صاحب السيارة التي صدمتها
فقلت له بلهفة أرجوك سامحني
فأنا مستعد بدفع ما يترتب علي
ووووو
ثم قال لا تكمل حديثك
يجب أن تحضر إلى عندي
مكتبي في المكان الفلاني
أنا انتظرك
قال الشاب
وذهبت على الفور
ودخلت على الرجل
لأعتذر إليه ونحل المشكلة
فسلمت عليه وبدأت بالحديث والاعتذار
وأبديت استعدادي لإصلاح ما أفسدت
فقال يا بني لا تعتذر
ولا تنحرج
وأنا لم أدعك إلى مكتبي
من أجل أن آخذ منك تكاليف تصلح السيارة
بل دعوتك لأراك فقط
معقول الدنيا لا يزال بها شباب مثلك
في الأمانة والخوف من الله
لم يرك أحد ولم يطلع عليك سوى الله
وبإمكانك أن تسكت على الموضوع
"ولا من شاف ولا من دري"
ومع ذلك أصررت أنت على البحث
والله يا بني أنا كنت قاطع الأمل
من شباب هذه الأيام
ولكنك
أنت أعدت لي الأمل من جديد
فاعتبرني مثل والدك
وأي شيء تحتاجه أنا ألبيه لك
......
قال الشيخ والد الشاب
وهو يروي هذه القصة
والله يا إخوان
عندي هذا الموقف من ولدي
يعدل الدنيا بما فيها
الأمل الرحلالجمعة 27 أبريل 2012, 8:38 pm