جاء رجلا لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقال له: يا أمير المؤمنين أريدك أن تكتب لي عقد شراء بيتا" بخط يدك. فذهب الرجل ثم رجع بعد يوم فوجد أن أمير المؤمنين قد كتب له أن فلان يريد شراء مقبرة. فقال له: ما هذا يا أمير المؤمنين أتيتك لتكتب لي عقد شراء بيت فتكتب لي عقد شراء مقبره.
فبكي علي كرم الله وجهه وقال له:
يا هذا:
النفس تبكي علي الدنيا وقد علمت .... أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها .... إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه .... وإن بناها بشر خاب بانيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة .... حتي سقاها بكأس الموت ساقيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها .... ودورنا لخراب الدهر نبنيها
كم من مدائن في الآفاق قد بنيت .... أمست خرابا وأفني الموت أهليها
إن المكارم أخلاق مفصلة .... الدين أولها والعقل ثانيها
والحلم ثالثها والجود رابعها .... والعف خامسها والعلم ساديها
قصورها ذهب والمسك طينتها .... والزعفران حشيش نابت فيها
والطير تجري علي الأغصان عاكفة .... تسبح الله جهرا" في مغانيها
من أراد الدار .... الآخرة بركعة في ظلام الليل يحيها
فبكي علي كرم الله وجهه وقال له:
يا هذا:
النفس تبكي علي الدنيا وقد علمت .... أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها .... إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه .... وإن بناها بشر خاب بانيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة .... حتي سقاها بكأس الموت ساقيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها .... ودورنا لخراب الدهر نبنيها
كم من مدائن في الآفاق قد بنيت .... أمست خرابا وأفني الموت أهليها
إن المكارم أخلاق مفصلة .... الدين أولها والعقل ثانيها
والحلم ثالثها والجود رابعها .... والعف خامسها والعلم ساديها
قصورها ذهب والمسك طينتها .... والزعفران حشيش نابت فيها
والطير تجري علي الأغصان عاكفة .... تسبح الله جهرا" في مغانيها
من أراد الدار .... الآخرة بركعة في ظلام الليل يحيها