في حالة نشر مواضيع تحض على السحر والشعوذه والدجل أو تحض على الكراهية والعنصرية أو الإساءة للأديان والشعوب ستحذف عضويتك بدون تردد وستحذف مواضيعك نهائيا من دون الرجوع إليك أو تحذيرك.. للإعلان على الشريط المتحرك يرجى التواصل على الإيميل : hisha76@gmail.com
السكن و المودة والرحمة هما أساسالعلاقة بين الرجل والمرأة ، فالزوجة هى السكن ، وبغياب المودة والرحمةينهار السكن . السكن هو سكينة النفس وطمأنينتها واستقرارها، السكن هو الحمايةوالأمن والسلام والراحة والظل والارتواء والشبع والسرور، السكن قيمة معنوية وليسقيمة مادية. ولأن السكن قيمة معنوية فإن الزوج يجب أن يدفع فيه أشياء معنوية، وهو نيتبادل المودة والرحمة مع الزوجة. فهذا السكن يقام على المودة والرحمة، فالمودةوالرحمة هما الأساس والهيكل والمحتوى والهواء ، وبغياب المودة والرحمة ينهار السكن ،فلماذا جعلت الزوجة هي السكن؟الإجابة تأتي من نفس الآية الكريمة (ومن آياتهأن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها) الروم: 21تقول: (خلق لكم منأنفسكم أزواجاً) انتبه إلى كلمة أزواجاً ولم يقل نساء، أي لا يتحقق إلا منعلاقة زواج. لا يتحقق إلا إذا تحولت المرأة إلى زوجة. إذن الأصل في الحياة أنيكون هناك زواج. رجل مؤهل لأن يكون زوجاً وامرأة مؤهلة لأن تكون زوجة. يذهب الرجلإلى المرأة لتصبح زوجته ليسكن إليها. فإذا لم تكن زوجته فإنه من المستحيل أن تصبحسكناً حقيقياً له.
ولذلك لا تصح العلاقة بين الرجل والمرأة إلا بالزواج،
ولا يمكنللرجل أن ينعم بالسكن إلا من خلال الزواج. ونكمل الآية الكريمة : (وجعل بينكممودة ورحمة). جاء السكن سابقاً على المودة والرحمة. إذ لابد للإنسان أن يسكنأولاً ، أن يختار المرأة الصالحة ويتقدم إليها ويتزوجها ليتحقق السكن. فإذا قامالسكن جعلت المودة والرحمة. إذن لا يمكن أن تقوم المودة والرحمة إلا من خلال وفيإطار سكن، أي من خلال وفي وإطار زواج. والكلمات الربانية البليغة تقول: (وجعلبينكم) أي أن الله هو الذي جعل، أي لابد أن يكون. فطالما أنه زواج فلابد أن يستمرعلى المودة والرحمة. هذا ضمان من الله لكل مَن أراد الزواج. فإذا أردت أن تسكنفلابد أن تتزوج. وإذا تزوجت فلابد أن تنعم بالمودة والرحمة. وتأمل الكلمةالربانية الدقيقة (بينكم) لم يقل عزوجل: (جعل لكم وإنما بينكم. وهي تعني أنهامسألة تبادلية، أي يتبادلها الزوج والزوجة أي أن المودة والرحمة لا تتحققان إلا منالطرفين. أي لا يمكن أن تكون من طرف واحد. لم يجعل الله الرجل وداداً رحيماً وحده، ولم يجعل المرأة ودادة رحيمة وحدها. هذا لا يكفي، إنما لابد من الإثنين معاً. ويتجهالرجل نحو المرأة طمعاً في السكن. ومَن الذي يسكن؟ ليس الجسد، وإنما الروح، فروحالرجل تسكن إلى روح المرأة، ثم يطمع في المودة والرحمة، مودة المرأة ورحمتها،فتهبها له. ومن أسماء الله الحسنى أنه الودود وهو الرحمن وهو الرحيم. إذن المودةوالرحمة هما من بعض صفاته سبحانه وتعالى. ولذلك لا حدود لمعاني المودة والرحمة وهوشيء يفوق الحب. شيء فوق الحب بمراحل كثيرة. كالمسافة بين الأرض والسماء. كالفرق بينالثرى والثريا. والمودة مطلوبة في السراء والرحمة مطلوبة في الضراء. وهذه هيحكمة اجتماع الكلمتين في أمر الزواج. وهذا إشارة إلى أن الزوجين سيواجهان صعوباتالحياة معاً. هناك أيام سهلة وأيام صعبة وأيام سارة وأيام محزنة. أيام يسيرة وأيامعسيرة. المودة مطلوبة في الأيام السهلة السارة اليسيرة، والرحمة مطلوبة في الأيامالصعبة والمحزنة والعسيرة. والمودة هي اللين والبشاشة والمؤانسة والبساطة والتواضع والصفاء والرقة والألفة والتآلف، وإظهار الميل والرغبة والانجذاب، والتعبير عن الاشتياق، وفي ذلك اكتمال السرور والانشراح والبهجة والنشوى. أماالرحمة فهي التسامح والمغفرة وسعة الصدر والتفهم والتنازل والعطف والشفقة والاحتواءوالحماية والصبر وكظم الغيظ والسيطرة على الغضب والابتعاد كلية عن القسوة والعنفوالعطاء بلا حدود والعطاء بدون مقابل والتحمل والسمو والرفعة والتجرد تماماً منالأنانية والتعالي والغرور والنرجسية. وهي معان تعلو على المودة وتؤكد قمة التحامالروح
وقمة الترابط الأبدي الخالد. المرأة مؤهلة بحكم تكوينها لتجسيد كل هذهالمعاني الأصلية وبذلك فهي السكن الحقيقي، ولا تصلح للسكن إلا مَن كانت مؤهلة لذلك. فإذا كانت هي السكن فهي المودة والرحمة. وهي قادرة على تحريك قدرة الرجل على المودةوالرحمة. فالبداية من عندها، الاستجابة من عند الرجل ليبادلها مودة بمودة ورحمةبرحمة. ويظل الزواج باقياً ومستمراً ما استمرت المودة والرحمة. ولحظة الطلاق هيلحظة الجفاف الكامل للمودة والرحمة وانتزاعها من القلوب. وهناك قلوب كالحجر أوأشد قسوة، وهي قلوب لا تصلح أن تكون مستقراً لأي مودة ورحمة، وبالتالي فهي لا تصلحللزواج. وإذا تزوجت فهو زواج تعس ولابد أن ينتهي إلى الطلاق. الزواج يحتاج إلىقلوب تفيض بالمودة والرحمة. * يقولون إن الزواج سترة للبنت. ولكنه في الحقيقةسترة للرجل أكثر. وحين يموت الزوج يستمر البيت قائماً، تظل الزوجة ويظل الأولاد منحولها ثم يتفرقون ولكنهم يذهبون ويأتون ولكن إذا ماتت الزوجة فإن البيت ينهار، والزوج وحده لا يستطيع أن يدير بيتاً ولا يستطيع أن يعمر سكناً.