إذا تطلعنا الى الشجاعة المحمودة في الأقوال والأفعال، الشجاعة في القاء كلمات الحق والشجاعة في ميدان القتال وفي مواطن النزال، والشجاعة في حسم الأمور وفي اتخاذ القرار، والشجاعة في كل ما يحتاج الى اقدام، فعلينا ان ننظر الى اشجع الناس وهو الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم دائم التعوذ من الجبن ومحذرا الجبناء. ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات”.
اخرج البخاري ومسلم من حديث انس ايضا قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم احسن الناس واجود الناس واشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قبل الصوت فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس الى الصوت وهو يقول: “لم تراعوا لم تراعوا”، وهو على فرس لأبي طلحة ما عليه سرج في عنقه سيف فقال: “لقد وجدته بحرا أو إنه لبحر”. أي وجدت الفرس واسع الخطى سريع الجري.
في مقدمة الصفوف
أما شجاعته في القتال، وفي ميادين النزال، فلندع المجال لأصحابه الأبطال ليصفوا لنا كم كانت شجاعة النبي المقدام صلى الله عليه وسلم.
ففي صحيح مسلم قال البراء بن عازب رضي الله عنهما: “كنا والله اذا احمر البأس نتقي به، وان الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي صلى الله عليه وسلم”.
ونحوه عند احمد من حديث علي رضي الله عنه، قال: “كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه”.
وهكذا كان اصحابه يحتمون به صلى الله عليه وسلم اذا اشتد القتال، وحمي وطيس المعركة، وكان صلى الله عليه وسلم دائما في مقدمة الصفوف ليكون أول من يواجه الأعداء. ولذا عد النبي صلى الله عليه وسلم التولي والفرار يوم الزحف من الموبقات.
ففي الحديث الذي اخرجه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اجتنبوا السبع الموبقات”، قالوا: ما هن؟ قال: “الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”.
ويوم حنين يكمن له اعداؤه، ويفرح المسلمون بعددهم وعدتهم فلما تمكن منهم أعداؤهم انفض الناس، وتركوا رسول يواجه الموقف وحده، لا يجد حوله إلا قلة قليلة من اصحابه، فإذا به صلى الله عليه وسلم يتقدم نحو القوم وهو يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب.
وعلى الرغم من شجاعته وبسالته وبطولته صلى الله عليه وسلم إلا إنه لم يقتل في حياته إلا رجلا واحدا فقط، وهو أبي بن خلف الذي رآه في مكة سابقا يجهز فرسه ويقول: لأقتلك عليه يا مذمم، فقال صلى الله عليه وسلم: “بل أنا اقتلك عليه ان شاء الله” وتمر الأيام والسنون، ويقبل أبي بن خلف بحربته تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصيح: محمد لا نجوت إن نجا. يقول علي رضي الله عنه: “فانتفض رسول الله صلى الله عليه وسلم انتفاضة واخذ مني حربتي واستقبل ابيا بضربة شديدة فقتله”.
إنها حقا شجاعة نادرة، فلم يجبن، ولم يفر، ولم يهرب صلى الله عليه وسلم وإنما واجه الموقف بشجاعة وصرامة.
وفي هذا الموقف اشارة للعالم كله الى قيام الساعة، ان هذا النبي الشجاع المقدام، لم يستخدم شجاعته وبطولاته في سفك الدماء بغير حق.
الشجاعة العقلية
كانت تلك شواهد شجاعته القلبية والبدنية صلى الله عليه وسلم، أما شجاعته العقلية فنكتفي فيها بشاهد واحد، فإنه يكفي عن ألف شاهد ويزيد، وهو موقفه من تعنت سهيل بن عمرو وهو يملي وثيقة صلح الحديبية، اذ تنازل صلى الله عليه وسلم عن كلمة “باسم الله” الى “باسمك اللهم”،
وعن كلمة “محمد رسول الله” الى كلمة “محمد بن عبدالله” وقد استشاط اصحابه غيظا، وبلغ الغضب حدا لا مزيد عليه، وهو صابر ثابت حتى انتهت، وكانت بعد ايام فتحا مبينا، فضرب صلى الله عليه وسلم بذلك المثل الأعلى في الشجاعتين القلبية والعقلية، مع بعد النظر وأصالة الرأي واصابته
وكان صلى الله عليه وسلم دائم التعوذ من الجبن ومحذرا الجبناء. ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات”.
اخرج البخاري ومسلم من حديث انس ايضا قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم احسن الناس واجود الناس واشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قبل الصوت فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس الى الصوت وهو يقول: “لم تراعوا لم تراعوا”، وهو على فرس لأبي طلحة ما عليه سرج في عنقه سيف فقال: “لقد وجدته بحرا أو إنه لبحر”. أي وجدت الفرس واسع الخطى سريع الجري.
في مقدمة الصفوف
أما شجاعته في القتال، وفي ميادين النزال، فلندع المجال لأصحابه الأبطال ليصفوا لنا كم كانت شجاعة النبي المقدام صلى الله عليه وسلم.
ففي صحيح مسلم قال البراء بن عازب رضي الله عنهما: “كنا والله اذا احمر البأس نتقي به، وان الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي صلى الله عليه وسلم”.
ونحوه عند احمد من حديث علي رضي الله عنه، قال: “كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه”.
وهكذا كان اصحابه يحتمون به صلى الله عليه وسلم اذا اشتد القتال، وحمي وطيس المعركة، وكان صلى الله عليه وسلم دائما في مقدمة الصفوف ليكون أول من يواجه الأعداء. ولذا عد النبي صلى الله عليه وسلم التولي والفرار يوم الزحف من الموبقات.
ففي الحديث الذي اخرجه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اجتنبوا السبع الموبقات”، قالوا: ما هن؟ قال: “الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”.
ويوم حنين يكمن له اعداؤه، ويفرح المسلمون بعددهم وعدتهم فلما تمكن منهم أعداؤهم انفض الناس، وتركوا رسول يواجه الموقف وحده، لا يجد حوله إلا قلة قليلة من اصحابه، فإذا به صلى الله عليه وسلم يتقدم نحو القوم وهو يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب.
وعلى الرغم من شجاعته وبسالته وبطولته صلى الله عليه وسلم إلا إنه لم يقتل في حياته إلا رجلا واحدا فقط، وهو أبي بن خلف الذي رآه في مكة سابقا يجهز فرسه ويقول: لأقتلك عليه يا مذمم، فقال صلى الله عليه وسلم: “بل أنا اقتلك عليه ان شاء الله” وتمر الأيام والسنون، ويقبل أبي بن خلف بحربته تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصيح: محمد لا نجوت إن نجا. يقول علي رضي الله عنه: “فانتفض رسول الله صلى الله عليه وسلم انتفاضة واخذ مني حربتي واستقبل ابيا بضربة شديدة فقتله”.
إنها حقا شجاعة نادرة، فلم يجبن، ولم يفر، ولم يهرب صلى الله عليه وسلم وإنما واجه الموقف بشجاعة وصرامة.
وفي هذا الموقف اشارة للعالم كله الى قيام الساعة، ان هذا النبي الشجاع المقدام، لم يستخدم شجاعته وبطولاته في سفك الدماء بغير حق.
الشجاعة العقلية
كانت تلك شواهد شجاعته القلبية والبدنية صلى الله عليه وسلم، أما شجاعته العقلية فنكتفي فيها بشاهد واحد، فإنه يكفي عن ألف شاهد ويزيد، وهو موقفه من تعنت سهيل بن عمرو وهو يملي وثيقة صلح الحديبية، اذ تنازل صلى الله عليه وسلم عن كلمة “باسم الله” الى “باسمك اللهم”،
وعن كلمة “محمد رسول الله” الى كلمة “محمد بن عبدالله” وقد استشاط اصحابه غيظا، وبلغ الغضب حدا لا مزيد عليه، وهو صابر ثابت حتى انتهت، وكانت بعد ايام فتحا مبينا، فضرب صلى الله عليه وسلم بذلك المثل الأعلى في الشجاعتين القلبية والعقلية، مع بعد النظر وأصالة الرأي واصابته