الشكوى :
أنا فتاة عمري 23 سنة ناجحة في عملي ولا يؤرقني الا مشكلة وحيدة سببت لي الكثير من الاحراج وقد لا زمتني منذ طفولتي غير أنها اليوم أدهى وأمر لا سيما وقد ازدادت مسؤلياتي في الحياة فأنا أعاني من تقص التركيز والتشتت وقلة الملاحظة وصعوبة التمييز بين الاشياء المتشابهة وقد سعيت كثيرا للبحث عن حل لهذه المشكلة حتى أدركت أن مصدرها جميعا شئ واحد وهو قلة الثقة في النفس في بعض الجوانب كما أعتقد لحد كبير بأن سبب كل مابي هو الماضي الأليم والخبرات السيئة حيث عشت طفولة قاسية ......الا أن سؤالي الآن : هل يمكن أن أشفى مما بي ؟ كيف أفعل ؟ أرشدوني للحل
الجواب :
عزيزتي السائلة
هناك عوامل كثيرة ومتعددة تؤثر على عمليات الدماغ وفعالياته وبضمنها التذكر والنسيان والتشتت وعدم التركيز وما تشكين منه أنت ايضا . تؤثر الحالة النفسية للفرد على سير تلك الفعاليات ومن هذه المؤثرات الشعور بالقلق والتوتر وعدم الثقة بالنفس وضغوط العمل وارتباكه ، وفقدان التنظيم والترتيب للاعمال التي يمارسها وغيرها وغيرها .
نعم اتفق معك فيما ذكرتيه عن مرحلة الطفولة التي اثرت عليك وذلك لاهمية التنشئة الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد منذ الطفولة فالاحتفاظ بالخبرة الماضية والاثار المختلفة التي تتركها هذه الخبرة والتي نطلق عليها بالذكريات والنشاط الذهني والنفسي الذي يتصف به الانسان والتي لها ابلغ الاثر على سلوكه في مختلف مراحل العمر . في هذه العجالة يمكن ان نلخص بعض العوامل التي تتدخل في مجالات التذكر والنسيان والتشتت كما يأتي :
1 ـ الاستعداد والنمو العقلي : يلعب النمو العقلي والاستعدادات والقدرات المختلفة لدى الفرد دورا مهما في هذا الجانب . ويمكن ان نركز في هذا المجال على التذكر والنسيان الذي نحن بصدده . تعتبر الذاكرة فعالية عقلية تنمو وتتطور حسب مراحل النمو التي يمر بها الفرد ويعتمد هذا التطور على طبيعة التنشئة الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد في مختلف مراحل النمو من حيث الايجابية والسلبية وكلما كانت التنشئة الاجتماعية سليمة كلما ادى الى النضج العقلي له ومساعدته على ادراك العلاقات للمواقف التي يتعرض لها ، و كلما مر الفرد بتجارب ايجابية كلما ساعدته على التمكن من طرائق الحفظ والتذكر وهذا بدوره يساعد على تقليل حدوث النسيان وعدم التركيز لديه .
2 ـ الفهم : تشير الابحاث المختلفة الى ان نسبة النسيان تكون كبيرة للمواد التي تكون بعيدة عن رغبات الفرد وحاجاته ، كما ان الامور التي لا يدركها يصيبها النسيان اسرع من غيرها . ومن هذا المنطلق عليك تفعيل رغباتك والاستفادة منها وخلق رغبات اخرى وتنميتها وكلما كانت رغباتك كثيرة وممكنة التحقيق كلما اصبحت ذاكرتك قوية ونشطة . على سبيل المثال من تكون رغبته في التحصيل قوية فإنه بالتالي يحقق درجات عالية في الامتحانات لانه عمل على شحذ ذاكرته في هذا المجال والامثلة كثيرة يضيق المجال لذكرها .
3 ـ التنظيم : يحتاج المرء الى تنظيم افكاره واعماله ووضع خطة عمل يومية او اسبوعية او شهرية بحيث يسير عليها بشكل منظم وكلما كانت اعماله منظمة كلما سلم من الارتباك والقلق . كما ان التنظيم وربط المواقف وعناصرها بعضها بالبعض الاخر هو الاخر يساعد على الحفظ وقلة النسيان والعكس بالعكس . عليك تنظيم اعمالك كي تتخلصي من الارتباك والقلق والحيرة في ممارسة عملك .
4 ـ النشاط الادراكي : يلعب وضوح ونشاط الادراك دورا مهما في التركيز والحفظ وتثبيت المعلومات ويعتمد هذا على كيفية استعمال الحواس المختلفة في عملية الادراك هذه خاصة حاسة البصر والسمع . عليك استعمال حواسك بشكل مركز خاصة حاستي البصر والسمع مما يساعدك ذلك على التركيز وتميز الاشياء المتشابهة كما تحميك هذه الطريقة وتساعدك على التخلص من صعوبة التركيز على الاشياء المتشابهة ، من الطبيعي يحتاج الامر الى مران وتدريب ووقت .
5 ـ الانتباه : يلعب الانتباه دورا مهما في توضيح الادراك وتركيزه وتعميقه اما التشتت وقلة الانتباه فهما العدوان اللدودان لهذا الادراك والتركيز على المواقف والامور التي يتعرض لها الفرد . عليك استعمال طرق التدريب على الانتباه وبشكل مستمر على سبيل المثال عندما تذهبين للعمل حاولي ان تركزي على الاشياء التي تشاهدينها في الطريق والالوان وملابس الناس المارة والدكاكين وغيرها من الامور التي تمر امام ناظرك وكرري هذه العملية التي تساعد مناطق المخ على العمل والنشاط مما يؤدي الى قوة الانتباه لديك .
6 ـ العوامل الانفعالية : تلعب العوامل الانفعالية دورا مهما في الانتباه والتركيز و عملية الحفظ والنسيان وتعتبر دوافع الفرد هي المحرك القوي لهذه الجوانب . فالتوتر والغضب والضغوط والقلق وعدم الراحة والتعب والملل وغيرها من الامور الانفعالية التي يشعر بها الفرد كثيرا ما تؤدي الى تدمير أو ضعف الانتباه والتركيز لدى الفرد وتؤدي سلبية الانفعالات الى اعاقة الادراك واحداث خلل في تثبيت المعلومات في مناطق المخ المختلفة . عليك التخلص قدر الامكان من القلق والتوتر والغضب وذلك بممارسة تمارين الاسترخاء وتمارين التنفس ، حاولي ان تقرئي عنها في اسلام اون لاين . اضافة الى قراءة اية الكرسي او سور قصيرة من القرآن الكريم لتضفي عليك الراحة .
7 ـ الذكاء : يلعب الذكاء دورا مهما في الادراك للمعلومات والمواقف التي يتعرض لها الفرد ومن هذا المنطلق ينبغي وضع خطة مدروسة لشحذ الادراك والانتباه وخلق الدوافع لذلك . وقد ذكرت بأنك ناجحة في عملك و يعتبر النجاح في العمل مؤشرا على الذكاء وهذا يعني انه لا ينقصك الذكاء وهو موجود لديك .
8 ـ التخطيط العقلي : يعتمد نشاط المرء العقلي على وضع برنامج ورسم خارطة معينة للموضوع المراد حفظه وذلك لتسهيل عملية الحفظ وخزن المعلومات في الذاكرة اضافة الى استعمال وسيلة التركيز على المعلومات وتكرار استرجاعها مع اخذ استراحة معينة بين كل مرحلة من مراحل الحفظ وذلك لاتاحة الفرصة للمادة ان تخزن في خلايا المخ اي في منطقة الذاكرة . حاولي ان تضعي لك برنامجا مناسبا لك في هذا الخصوص .
9 ـ الفهم : يساعد الفهم ووضوح الموضوع على الاستيعاب والتميز بين المواد والمواقف . حاولي ان تساعدي ذاكرتك بفهم الموضوع وبتأن بعيدا عن الاستعجال الذي يؤدي الى تشابك المعلومات واختلاطها مما يؤدي بالتالي الى صعوبة التركيز على الاشياء المتشابهة التي تشكين منها .
10 ـ النوم : ولا تنسي النوم والراحة التي يحتاج اليها جسمك وتكون ساعات النوم حسب حاجتك اليها . يعتبر النوم عاملا مهما لاعادة توازن السيروتونين في الجسم لما لهذا الهرمون من مفعول كبير في راحة الفرد وعدمه فنقصانه وزيادته تؤدي الى امراض عديدة واهمها الاصابة بالكأبة .
11 ـ كان سؤالك (هل يمكن أن أشفى مما بي ؟ كيف أفعل ؟
بعون الله يمكن ذلك وحاولي ان تتبعي الارشادات التي ذكرتها لك وستجدين نفسك وقد تغيرتي لما يرضيك ويسعدك ان شاء الله .
اتمنى لك التوفيق
أنا فتاة عمري 23 سنة ناجحة في عملي ولا يؤرقني الا مشكلة وحيدة سببت لي الكثير من الاحراج وقد لا زمتني منذ طفولتي غير أنها اليوم أدهى وأمر لا سيما وقد ازدادت مسؤلياتي في الحياة فأنا أعاني من تقص التركيز والتشتت وقلة الملاحظة وصعوبة التمييز بين الاشياء المتشابهة وقد سعيت كثيرا للبحث عن حل لهذه المشكلة حتى أدركت أن مصدرها جميعا شئ واحد وهو قلة الثقة في النفس في بعض الجوانب كما أعتقد لحد كبير بأن سبب كل مابي هو الماضي الأليم والخبرات السيئة حيث عشت طفولة قاسية ......الا أن سؤالي الآن : هل يمكن أن أشفى مما بي ؟ كيف أفعل ؟ أرشدوني للحل
الجواب :
عزيزتي السائلة
هناك عوامل كثيرة ومتعددة تؤثر على عمليات الدماغ وفعالياته وبضمنها التذكر والنسيان والتشتت وعدم التركيز وما تشكين منه أنت ايضا . تؤثر الحالة النفسية للفرد على سير تلك الفعاليات ومن هذه المؤثرات الشعور بالقلق والتوتر وعدم الثقة بالنفس وضغوط العمل وارتباكه ، وفقدان التنظيم والترتيب للاعمال التي يمارسها وغيرها وغيرها .
نعم اتفق معك فيما ذكرتيه عن مرحلة الطفولة التي اثرت عليك وذلك لاهمية التنشئة الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد منذ الطفولة فالاحتفاظ بالخبرة الماضية والاثار المختلفة التي تتركها هذه الخبرة والتي نطلق عليها بالذكريات والنشاط الذهني والنفسي الذي يتصف به الانسان والتي لها ابلغ الاثر على سلوكه في مختلف مراحل العمر . في هذه العجالة يمكن ان نلخص بعض العوامل التي تتدخل في مجالات التذكر والنسيان والتشتت كما يأتي :
1 ـ الاستعداد والنمو العقلي : يلعب النمو العقلي والاستعدادات والقدرات المختلفة لدى الفرد دورا مهما في هذا الجانب . ويمكن ان نركز في هذا المجال على التذكر والنسيان الذي نحن بصدده . تعتبر الذاكرة فعالية عقلية تنمو وتتطور حسب مراحل النمو التي يمر بها الفرد ويعتمد هذا التطور على طبيعة التنشئة الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد في مختلف مراحل النمو من حيث الايجابية والسلبية وكلما كانت التنشئة الاجتماعية سليمة كلما ادى الى النضج العقلي له ومساعدته على ادراك العلاقات للمواقف التي يتعرض لها ، و كلما مر الفرد بتجارب ايجابية كلما ساعدته على التمكن من طرائق الحفظ والتذكر وهذا بدوره يساعد على تقليل حدوث النسيان وعدم التركيز لديه .
2 ـ الفهم : تشير الابحاث المختلفة الى ان نسبة النسيان تكون كبيرة للمواد التي تكون بعيدة عن رغبات الفرد وحاجاته ، كما ان الامور التي لا يدركها يصيبها النسيان اسرع من غيرها . ومن هذا المنطلق عليك تفعيل رغباتك والاستفادة منها وخلق رغبات اخرى وتنميتها وكلما كانت رغباتك كثيرة وممكنة التحقيق كلما اصبحت ذاكرتك قوية ونشطة . على سبيل المثال من تكون رغبته في التحصيل قوية فإنه بالتالي يحقق درجات عالية في الامتحانات لانه عمل على شحذ ذاكرته في هذا المجال والامثلة كثيرة يضيق المجال لذكرها .
3 ـ التنظيم : يحتاج المرء الى تنظيم افكاره واعماله ووضع خطة عمل يومية او اسبوعية او شهرية بحيث يسير عليها بشكل منظم وكلما كانت اعماله منظمة كلما سلم من الارتباك والقلق . كما ان التنظيم وربط المواقف وعناصرها بعضها بالبعض الاخر هو الاخر يساعد على الحفظ وقلة النسيان والعكس بالعكس . عليك تنظيم اعمالك كي تتخلصي من الارتباك والقلق والحيرة في ممارسة عملك .
4 ـ النشاط الادراكي : يلعب وضوح ونشاط الادراك دورا مهما في التركيز والحفظ وتثبيت المعلومات ويعتمد هذا على كيفية استعمال الحواس المختلفة في عملية الادراك هذه خاصة حاسة البصر والسمع . عليك استعمال حواسك بشكل مركز خاصة حاستي البصر والسمع مما يساعدك ذلك على التركيز وتميز الاشياء المتشابهة كما تحميك هذه الطريقة وتساعدك على التخلص من صعوبة التركيز على الاشياء المتشابهة ، من الطبيعي يحتاج الامر الى مران وتدريب ووقت .
5 ـ الانتباه : يلعب الانتباه دورا مهما في توضيح الادراك وتركيزه وتعميقه اما التشتت وقلة الانتباه فهما العدوان اللدودان لهذا الادراك والتركيز على المواقف والامور التي يتعرض لها الفرد . عليك استعمال طرق التدريب على الانتباه وبشكل مستمر على سبيل المثال عندما تذهبين للعمل حاولي ان تركزي على الاشياء التي تشاهدينها في الطريق والالوان وملابس الناس المارة والدكاكين وغيرها من الامور التي تمر امام ناظرك وكرري هذه العملية التي تساعد مناطق المخ على العمل والنشاط مما يؤدي الى قوة الانتباه لديك .
6 ـ العوامل الانفعالية : تلعب العوامل الانفعالية دورا مهما في الانتباه والتركيز و عملية الحفظ والنسيان وتعتبر دوافع الفرد هي المحرك القوي لهذه الجوانب . فالتوتر والغضب والضغوط والقلق وعدم الراحة والتعب والملل وغيرها من الامور الانفعالية التي يشعر بها الفرد كثيرا ما تؤدي الى تدمير أو ضعف الانتباه والتركيز لدى الفرد وتؤدي سلبية الانفعالات الى اعاقة الادراك واحداث خلل في تثبيت المعلومات في مناطق المخ المختلفة . عليك التخلص قدر الامكان من القلق والتوتر والغضب وذلك بممارسة تمارين الاسترخاء وتمارين التنفس ، حاولي ان تقرئي عنها في اسلام اون لاين . اضافة الى قراءة اية الكرسي او سور قصيرة من القرآن الكريم لتضفي عليك الراحة .
7 ـ الذكاء : يلعب الذكاء دورا مهما في الادراك للمعلومات والمواقف التي يتعرض لها الفرد ومن هذا المنطلق ينبغي وضع خطة مدروسة لشحذ الادراك والانتباه وخلق الدوافع لذلك . وقد ذكرت بأنك ناجحة في عملك و يعتبر النجاح في العمل مؤشرا على الذكاء وهذا يعني انه لا ينقصك الذكاء وهو موجود لديك .
8 ـ التخطيط العقلي : يعتمد نشاط المرء العقلي على وضع برنامج ورسم خارطة معينة للموضوع المراد حفظه وذلك لتسهيل عملية الحفظ وخزن المعلومات في الذاكرة اضافة الى استعمال وسيلة التركيز على المعلومات وتكرار استرجاعها مع اخذ استراحة معينة بين كل مرحلة من مراحل الحفظ وذلك لاتاحة الفرصة للمادة ان تخزن في خلايا المخ اي في منطقة الذاكرة . حاولي ان تضعي لك برنامجا مناسبا لك في هذا الخصوص .
9 ـ الفهم : يساعد الفهم ووضوح الموضوع على الاستيعاب والتميز بين المواد والمواقف . حاولي ان تساعدي ذاكرتك بفهم الموضوع وبتأن بعيدا عن الاستعجال الذي يؤدي الى تشابك المعلومات واختلاطها مما يؤدي بالتالي الى صعوبة التركيز على الاشياء المتشابهة التي تشكين منها .
10 ـ النوم : ولا تنسي النوم والراحة التي يحتاج اليها جسمك وتكون ساعات النوم حسب حاجتك اليها . يعتبر النوم عاملا مهما لاعادة توازن السيروتونين في الجسم لما لهذا الهرمون من مفعول كبير في راحة الفرد وعدمه فنقصانه وزيادته تؤدي الى امراض عديدة واهمها الاصابة بالكأبة .
11 ـ كان سؤالك (هل يمكن أن أشفى مما بي ؟ كيف أفعل ؟
بعون الله يمكن ذلك وحاولي ان تتبعي الارشادات التي ذكرتها لك وستجدين نفسك وقد تغيرتي لما يرضيك ويسعدك ان شاء الله .
اتمنى لك التوفيق