( تعدد الزوجات )
ومن تلك المفاهيم الخاطئة قولهم : " لا ينبغي للرجل أن يعدد في الزوجات من غير سبب " ، أو بمعنى آخر " أن التعدد شُرع للضرورة والحاجة " ثم يفسرون تلك الضرورة والحاجة بمرض المرأة كالعقم ونحوه .
أقول : بطلان هذا القول ظاهر – بفضل الله وبحمده – لكل من لم يتأثر بالحضارات الغربية وما يبثه أعداء الملة الإسلامية من شبه حول التعدد ، ذلك أن الله – عز وجل – حينما شرع التعدد في الزوجات إلى أربع لم يعلقه بالضرورة والحاجة بل أباحه لعباده منَّة منه وفضلا ، فهو – سبحانه - أعلم بما يَصلُح لعباده ويُصلِحهم ، فقال – سبحانه - : { فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } .
قال ابن زمنين المالكي – رحمه الله - : " كان الرجل في الجاهلية يتزوج العشر فما دون ذلك ، فأحل الله له أربعا ، فقال : { فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع } يقول : إن خفت ألا تعدل في أربع فانكح ثلاثا ، فإن خفت ألا تعدل في ثلاث فانكح اثنتين ، فإن خفت ألا تعدل في اثنتين فانكح واحدة " التفسير (1/346) ، وبه قال الجصاص الحنفي " أحكام القرآن : 2/346 " ، وغيرهما من المفسرين .
فانظر أخي القارئ إلى بحث هذه المسألة عند المفسرين ، أو غيرهم من العلماء ، فلا تجد لشرط الضرورة أو الحاجة أثر في مصنفاتهم ، بل مدار القول بحلية التعدد عندهم هو القدرة على العدل بين الزوجات ، وأن لا يتعدى الجمع بين أربع زوجات .
وما زال المسلمون يعددون منذ عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – والصحابة والتابعين وتابع التابعين إلى يومنا هذا دون أن يشترطوا في جواز تعددهم ما اشترطه بعض المعاصرين ممن وقعوا تحت ضغط الهجوم الاستشراقي ، وهالهم انتقاد الأوروبيين لتعدد الزوجات ، فأرادوا تبرير موقف الإسلام من هذه القضية ، وغيرها من القضايا التي ينتقد فيها الغربُ الإسلام . بل إن بعضهم ذهب يؤيد تقييد التعدد ، وسن التشريعات لتحقيق ذلك .
فسبحان الله ! كم من شرائع الدين بُدل وغُير بسب ذلك ؟!
ولكن حسبنا أن نعلم بأن هذا كان ناشئا عن خور وذلة فكرية وعقدية ، وتزلف إلى من قال الله فيهم : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير }.
قال ابن جرير الطبري – رحمه الله - : " يعني بقوله جل ثناؤه : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } وليست اليهود ، يا محمد ، ولا النصارى براضية عنك أبدا ، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم ، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق ، فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الاجتماع فيه معك على الألفة والدين القيم ، ولا سبيل لك إلى إرضائهم باتباع ملتهم ... فالزم هدى الله الذي لجميع الخلق إلى الألفة عليه سبيل " .
ولتعلم أخي القارئ أن في مقدمة الفوائد التي يجنيها المجتمع من نظام تعدد الزوجات هي تلك الفوائد الأخلاقية والقيم النبيلة التي يجني ثمارها من جراء العلاقة المشروعة بين الرجال والنساء ، ... والذين منعوا التعدد أو قيدوه بقيود جعلته أقرب إلى الحظر منه إلى الإباحة جنوا على أنفسهم ومجتمعاتهم بفتح أبواب الرذيلة وذبح الفضيلة ، وما يترتب على ذلك من الدمار الذي يلحق بالأمة ، وما ينشأ من ذلك من أمراض وأوبئة أفقدت الإنسان كل معاني النبل والنخوة ، وأصبح الحياء والعفة شيئا عزيزا ، والغيرة عملة صعبة لا تكاد تجد لها سوقا في المجتمعات التي تدعي التحضر...
ولم يبعد من قال : " أن التعدد في هذا الزمن أصبح ضرورة من الضرورات فيه تسد منابع الرذيلة وتوءد الفتنة ليعيش المجتمع في أمن من الانحراف "
اللهم أهدنا لأحسن الأخلاق لايهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت
حَيَّ على الزواج
ليس من داءٍ إلا جعل الله له دواءً.. كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر عليه الصلاة والسلام؛ فكذلك هذه المشكلة الاجتماعية لها حلول متيسرة بحمد الله أو تحتاج بعض العناء والجهد ؛ فمنها:
1. العناية بالدعوة الإسلامية نشراً وتعميماً على أن يأخذ البعد الاجتماعي فيها حيزاً مهماً.
2. إشاعة الثقافة الشرعية والعلمية في المجتمع من خلال عدة منافذ.
ومن تلك المفاهيم الخاطئة قولهم : " لا ينبغي للرجل أن يعدد في الزوجات من غير سبب " ، أو بمعنى آخر " أن التعدد شُرع للضرورة والحاجة " ثم يفسرون تلك الضرورة والحاجة بمرض المرأة كالعقم ونحوه .
أقول : بطلان هذا القول ظاهر – بفضل الله وبحمده – لكل من لم يتأثر بالحضارات الغربية وما يبثه أعداء الملة الإسلامية من شبه حول التعدد ، ذلك أن الله – عز وجل – حينما شرع التعدد في الزوجات إلى أربع لم يعلقه بالضرورة والحاجة بل أباحه لعباده منَّة منه وفضلا ، فهو – سبحانه - أعلم بما يَصلُح لعباده ويُصلِحهم ، فقال – سبحانه - : { فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } .
قال ابن زمنين المالكي – رحمه الله - : " كان الرجل في الجاهلية يتزوج العشر فما دون ذلك ، فأحل الله له أربعا ، فقال : { فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع } يقول : إن خفت ألا تعدل في أربع فانكح ثلاثا ، فإن خفت ألا تعدل في ثلاث فانكح اثنتين ، فإن خفت ألا تعدل في اثنتين فانكح واحدة " التفسير (1/346) ، وبه قال الجصاص الحنفي " أحكام القرآن : 2/346 " ، وغيرهما من المفسرين .
فانظر أخي القارئ إلى بحث هذه المسألة عند المفسرين ، أو غيرهم من العلماء ، فلا تجد لشرط الضرورة أو الحاجة أثر في مصنفاتهم ، بل مدار القول بحلية التعدد عندهم هو القدرة على العدل بين الزوجات ، وأن لا يتعدى الجمع بين أربع زوجات .
وما زال المسلمون يعددون منذ عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – والصحابة والتابعين وتابع التابعين إلى يومنا هذا دون أن يشترطوا في جواز تعددهم ما اشترطه بعض المعاصرين ممن وقعوا تحت ضغط الهجوم الاستشراقي ، وهالهم انتقاد الأوروبيين لتعدد الزوجات ، فأرادوا تبرير موقف الإسلام من هذه القضية ، وغيرها من القضايا التي ينتقد فيها الغربُ الإسلام . بل إن بعضهم ذهب يؤيد تقييد التعدد ، وسن التشريعات لتحقيق ذلك .
فسبحان الله ! كم من شرائع الدين بُدل وغُير بسب ذلك ؟!
ولكن حسبنا أن نعلم بأن هذا كان ناشئا عن خور وذلة فكرية وعقدية ، وتزلف إلى من قال الله فيهم : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير }.
قال ابن جرير الطبري – رحمه الله - : " يعني بقوله جل ثناؤه : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } وليست اليهود ، يا محمد ، ولا النصارى براضية عنك أبدا ، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم ، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق ، فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الاجتماع فيه معك على الألفة والدين القيم ، ولا سبيل لك إلى إرضائهم باتباع ملتهم ... فالزم هدى الله الذي لجميع الخلق إلى الألفة عليه سبيل " .
ولتعلم أخي القارئ أن في مقدمة الفوائد التي يجنيها المجتمع من نظام تعدد الزوجات هي تلك الفوائد الأخلاقية والقيم النبيلة التي يجني ثمارها من جراء العلاقة المشروعة بين الرجال والنساء ، ... والذين منعوا التعدد أو قيدوه بقيود جعلته أقرب إلى الحظر منه إلى الإباحة جنوا على أنفسهم ومجتمعاتهم بفتح أبواب الرذيلة وذبح الفضيلة ، وما يترتب على ذلك من الدمار الذي يلحق بالأمة ، وما ينشأ من ذلك من أمراض وأوبئة أفقدت الإنسان كل معاني النبل والنخوة ، وأصبح الحياء والعفة شيئا عزيزا ، والغيرة عملة صعبة لا تكاد تجد لها سوقا في المجتمعات التي تدعي التحضر...
ولم يبعد من قال : " أن التعدد في هذا الزمن أصبح ضرورة من الضرورات فيه تسد منابع الرذيلة وتوءد الفتنة ليعيش المجتمع في أمن من الانحراف "
اللهم أهدنا لأحسن الأخلاق لايهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت
حَيَّ على الزواج
ليس من داءٍ إلا جعل الله له دواءً.. كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر عليه الصلاة والسلام؛ فكذلك هذه المشكلة الاجتماعية لها حلول متيسرة بحمد الله أو تحتاج بعض العناء والجهد ؛ فمنها:
1. العناية بالدعوة الإسلامية نشراً وتعميماً على أن يأخذ البعد الاجتماعي فيها حيزاً مهماً.
2. إشاعة الثقافة الشرعية والعلمية في المجتمع من خلال عدة منافذ.