[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مصطفى سيد أحمد المقبول مختار عمر الأمين سلفاب.
من قرية ود سلفاب ـ الجزيرة ـ عام 1953 م.
قدم جده الأمين سلفاب من شمال السودان ، منطقة الشايقية وأستقر جنوب غرب الحصاحيصا على بعد 7 كيلومتر منها ، وغرب أربجى بحوالى 13 كيلومتر " أربجى القديمة " والتى تقع آثارها على النيل مباشرة ، ثم تأسست أربجى الحديثة بحيث تكون القديمة بينها وبين النيل ، وكان قدوم الأمين ود سلفاب للمنطقة حوالى عام 1700 م.
وأستقر فى مكان قرية ود سلفاب الحالية والتى كانت أصلاً قرية للدينكا ، أبادهم وباء الجدرى وما زالت هياكلهم العظمية ترقد تحت تراب القرية ، إلاّ إذا أخرجها حفر المطامير أو أساسات المبانى العميقة المعاصرة فتخرج مع حفنات من السكسك والخرز .
عمل سكان ود سلفاب بالزراعة المطرية لبعدهم عن النيل ولوفرة الأمطار وكان ذلك قبل مشروع الجزيرة ، وبعد قيام المشروع توفر الرى الصناعى والموروث من المعرفة بالزراعة القادمة معهم من شمال السودان لذلك كان والده فلاحاً بالفطرة ، إحتقنت دماؤه بعاطفة الأرض والزراعة فكان محصلة لها بمصطلحاتها النوبية القديمة فيعتقد فى إرتباط الحياة فى الأرض بالنجوم وحركاتها وبالرغم من أنه كان يتمرد كثيراً على التعاليم الرسمية والجدولة الزمنية التى كان مفتشو الغيط يطلبون تطبيقها ، إلاّ أنه كان دائماً وقت الحصاد يكون من أوفر الناس إنتاجاً .. ولكن كان إعتقاده دائماً أن ذلك يتم فى إطار قاموس الطبيعة .. وتكملة لهذا القاموس وإلتزاماً به كليةً كان ينفق فائض الإنتاج على المحتاجين حتى لا يتبقى منه ما يقابل إنتاج العام الجديد .. لم يتخرج فى كلية غردون التذكارية بل كان أمياً ولكنه علمنا ما ما لا نجده فى دور العلم .
ويقول مصطفى : بل أحمل فى داخلى منه الزاد الذى لا ينفذ فى كل مراحل عمرى ..
ويقول : لدى سبع شقيقات وأخ شقيق واحد توفى فى عام 1970 م ، وكان عمره سبعة وعشرين عاماً وكان يكتب الشعر ويغنى وتنبأ منذ وقت مبكر بأنى سأكتب الشعر أيضاً وأغنى أفضل مما كان يغنى .. وكان صوته جميلاً ..
وفى حوالى عام 1965 وفى مناسبة زواج أحد أبناء القرية من فتاة فى قرية " العيكورة " وفى الحفل الذى أقيم فى هذا الزواج سمعت مغنياً من القرية شارك فى الحفل يشدو بأغنية شعبية ميزت منها فى ذلك الوقت " الفريق أصبح خلا .. جانى الخبر جانى البلا .." وملامح اللحن كانت مشحونة بالعاطفة .. وفى لحظة صفا ذكرت لشقيقى المقبول ملامح اللحن والمعانى التى تدور حولها القصيدة وأخبرته أن هناك إحساساً قوياً يهزنى فى هذا اللحن وهذه المعانى وقد وافق ذلك فيه ظرفاً نفسياً خاصاً فكتب نص أغنية " السمحة قالو مرحّلة ".
أثبت هذه المعلومة إحقاقاً للحق وتوضيحاً للغموض الذى قد يحسه من لهم صلة بالأغنية القديمة عندما فاجأتهم الأغنية الجديدة .. كانت أول كتاباتى بعد أن توفى شقيقى " المقبول " وأول قصيدة مكتملة كانت فى رثائه .
درس الأولية والمتوسطة " المدارس الصناعية " وكان مبرزاً حيث جاء ثانى السودان على مستوى الشهادة الفنية ... لم يواصل فى المدارس الفنية حيث إلتحق بمدرسة " بورتسودان الثانوية " ومنها لمعهد إعداد المعلمين بأم درمان ، حيث تخرج فيه وأصبح مدرساً بالمدارس الثانوية العامة .
إلى جانب ما أشتهر عنه من ممارسته لهواية الغناء ، أيام دراسته بمدينة بورتسودان ، كان موهوباً فى مجال الرسم وفنون التشكيل ...عندما لم يسمح له أثناء عمله بالتدريس بالإلتحاق بمعهد الموسيقى والمسرح قدم إستقالته وعمل فترة مصمماً للأقمشة بمصنع النسيج ببحرى .
إلتحق بمعهد الموسيقى والمسرح وأكمل خمس سنوات بقسم الموسيقى " قسم الصوت " إلاّ أنه لم ينتظر حتى ينال شهادته الأكاديمية .
متزوج وله طفلان " سامر وسيد أحمد " له من الأخوات سبع وشقيق توفى عام 1970 م " المقبول " وهو شاعر غنى له مصطفى .
عانى من المرض كثيراً فقد لازمه الفشل الكلوى مدة طويلة " 15 عاماً" أجرى خلالها عملية زراعة كلى بروسيا أواخر الثمانينات إلاّ أنه تعرض لإنتكاسة جديدة بداية عام 1993 بالقاهرة وإنتقل منها للعلاج بالدوحة حيث ظل هناك يباشر عملية الغسيل الكلوى ثلاث مرات فى الإسبوع إلى أن توفاه الله مساء الأربعاء 17 يناير 1996م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
* من كتاب " مصطفى سيد أحمد ـ الراحل فى مسام الخلايا " صلاح عثمان شعيب
غيم الأمل الشارد .... يوصل
مصطفى سيدأحمد
يا من وهبتنا الحس ،،، والأحساس
غيم الأمل الشارد ... متمدد أنت فى كل شبر فى
هذه الأرض ( التغطت بالتعب ) ،،،،،،،،،صوتك ( الطالع
من نفس طورية ضامّة الطـين ) ........( ومن دمـعـة وجع
طوّل ) .. سيظــل خــالـداً فى وجــــدان هذا الشعب الذى
غنيته هــماً .... وقـضيـة ... وعندما تكون الكلـــمة بحجـم
مـعـاناة جـيل وبـمــرارة الواقـع ...الفجـيعة - يبقى المغنى
الحـقـيـقى مـن يتمسـك بشـــرف الكلمة .. ونقولها للتاريخ
أننا ( بعد المشاوير... البقت ممدودة فى نبض التعب) ......
.. عدنا - ووجدناك - حافظاً للوداد زمناً صعب.
**************************
مصطفى
لا مهرب من الحزن إلاّ إلى صوتك .. ولا مفر من صــوتك
إلاّ إلى الحزن ... ذلـــك الذى ( لا يتخير الدمع ثيـــاباً كى
يسمى ....فى القواميس ... بكاء )
فأنت ،،،( آخر الخيول
فرس الرهان الماكبا
وهج الشموس .. الإشتعال
وإنكسار المستحيل .. شقيتو بى سيل الحروف
الطالعة دابا .. من الصدف ... مجرى البحر
تيارو والموج ،،، الرجوع
أديتو حيل مدّو الزمان كان إنحسر
غيرت فى الزمن الملامح
طعم الكلام ... لون الغنا ...
طبع البذور ... كيميا التراب
طقس المطر)
*********************************
أوغـلـنا فى أعـماق ( مشاعـرك المرهفة ) .. فأمتلكت
قلـوبـنا المـثقـلة بجـراحات جيل رضع الهزيمة من أثداء
الساسة المتاجرون بأكسجين العافية .. ورغيف الخبز !
أتيتنا ( فارساً يشق صمت المتاهة .. الطال)
وعدتنا ( بى حكاوى الشوق ..
وبى شمساً وراها .. منال )
ولكن ...
ـــ أليس بعد الإشـراق .. إلاّ أفولٌ حزين!؟
فلتعلم ... أن جـبروت الأرض ــ بـعـدك ــ قد طال طيـور
السماء .. فطالبها بإبراز جـواز سفر .. فى ترحالها نحو
شموس الإستواء،،
ــــ أولم تكن تعلم ،،، يا شاهد زمن البكاء
.... ( أن الوطن متسعٌ كالسماء.....وضيقٌ كالكفن )...
*********************************
ويتواصل الإخلاص
مصطفى سيد أحمد المقبول مختار عمر الأمين سلفاب.
من قرية ود سلفاب ـ الجزيرة ـ عام 1953 م.
قدم جده الأمين سلفاب من شمال السودان ، منطقة الشايقية وأستقر جنوب غرب الحصاحيصا على بعد 7 كيلومتر منها ، وغرب أربجى بحوالى 13 كيلومتر " أربجى القديمة " والتى تقع آثارها على النيل مباشرة ، ثم تأسست أربجى الحديثة بحيث تكون القديمة بينها وبين النيل ، وكان قدوم الأمين ود سلفاب للمنطقة حوالى عام 1700 م.
وأستقر فى مكان قرية ود سلفاب الحالية والتى كانت أصلاً قرية للدينكا ، أبادهم وباء الجدرى وما زالت هياكلهم العظمية ترقد تحت تراب القرية ، إلاّ إذا أخرجها حفر المطامير أو أساسات المبانى العميقة المعاصرة فتخرج مع حفنات من السكسك والخرز .
عمل سكان ود سلفاب بالزراعة المطرية لبعدهم عن النيل ولوفرة الأمطار وكان ذلك قبل مشروع الجزيرة ، وبعد قيام المشروع توفر الرى الصناعى والموروث من المعرفة بالزراعة القادمة معهم من شمال السودان لذلك كان والده فلاحاً بالفطرة ، إحتقنت دماؤه بعاطفة الأرض والزراعة فكان محصلة لها بمصطلحاتها النوبية القديمة فيعتقد فى إرتباط الحياة فى الأرض بالنجوم وحركاتها وبالرغم من أنه كان يتمرد كثيراً على التعاليم الرسمية والجدولة الزمنية التى كان مفتشو الغيط يطلبون تطبيقها ، إلاّ أنه كان دائماً وقت الحصاد يكون من أوفر الناس إنتاجاً .. ولكن كان إعتقاده دائماً أن ذلك يتم فى إطار قاموس الطبيعة .. وتكملة لهذا القاموس وإلتزاماً به كليةً كان ينفق فائض الإنتاج على المحتاجين حتى لا يتبقى منه ما يقابل إنتاج العام الجديد .. لم يتخرج فى كلية غردون التذكارية بل كان أمياً ولكنه علمنا ما ما لا نجده فى دور العلم .
ويقول مصطفى : بل أحمل فى داخلى منه الزاد الذى لا ينفذ فى كل مراحل عمرى ..
ويقول : لدى سبع شقيقات وأخ شقيق واحد توفى فى عام 1970 م ، وكان عمره سبعة وعشرين عاماً وكان يكتب الشعر ويغنى وتنبأ منذ وقت مبكر بأنى سأكتب الشعر أيضاً وأغنى أفضل مما كان يغنى .. وكان صوته جميلاً ..
وفى حوالى عام 1965 وفى مناسبة زواج أحد أبناء القرية من فتاة فى قرية " العيكورة " وفى الحفل الذى أقيم فى هذا الزواج سمعت مغنياً من القرية شارك فى الحفل يشدو بأغنية شعبية ميزت منها فى ذلك الوقت " الفريق أصبح خلا .. جانى الخبر جانى البلا .." وملامح اللحن كانت مشحونة بالعاطفة .. وفى لحظة صفا ذكرت لشقيقى المقبول ملامح اللحن والمعانى التى تدور حولها القصيدة وأخبرته أن هناك إحساساً قوياً يهزنى فى هذا اللحن وهذه المعانى وقد وافق ذلك فيه ظرفاً نفسياً خاصاً فكتب نص أغنية " السمحة قالو مرحّلة ".
أثبت هذه المعلومة إحقاقاً للحق وتوضيحاً للغموض الذى قد يحسه من لهم صلة بالأغنية القديمة عندما فاجأتهم الأغنية الجديدة .. كانت أول كتاباتى بعد أن توفى شقيقى " المقبول " وأول قصيدة مكتملة كانت فى رثائه .
درس الأولية والمتوسطة " المدارس الصناعية " وكان مبرزاً حيث جاء ثانى السودان على مستوى الشهادة الفنية ... لم يواصل فى المدارس الفنية حيث إلتحق بمدرسة " بورتسودان الثانوية " ومنها لمعهد إعداد المعلمين بأم درمان ، حيث تخرج فيه وأصبح مدرساً بالمدارس الثانوية العامة .
إلى جانب ما أشتهر عنه من ممارسته لهواية الغناء ، أيام دراسته بمدينة بورتسودان ، كان موهوباً فى مجال الرسم وفنون التشكيل ...عندما لم يسمح له أثناء عمله بالتدريس بالإلتحاق بمعهد الموسيقى والمسرح قدم إستقالته وعمل فترة مصمماً للأقمشة بمصنع النسيج ببحرى .
إلتحق بمعهد الموسيقى والمسرح وأكمل خمس سنوات بقسم الموسيقى " قسم الصوت " إلاّ أنه لم ينتظر حتى ينال شهادته الأكاديمية .
متزوج وله طفلان " سامر وسيد أحمد " له من الأخوات سبع وشقيق توفى عام 1970 م " المقبول " وهو شاعر غنى له مصطفى .
عانى من المرض كثيراً فقد لازمه الفشل الكلوى مدة طويلة " 15 عاماً" أجرى خلالها عملية زراعة كلى بروسيا أواخر الثمانينات إلاّ أنه تعرض لإنتكاسة جديدة بداية عام 1993 بالقاهرة وإنتقل منها للعلاج بالدوحة حيث ظل هناك يباشر عملية الغسيل الكلوى ثلاث مرات فى الإسبوع إلى أن توفاه الله مساء الأربعاء 17 يناير 1996م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
* من كتاب " مصطفى سيد أحمد ـ الراحل فى مسام الخلايا " صلاح عثمان شعيب
غيم الأمل الشارد .... يوصل
مصطفى سيدأحمد
يا من وهبتنا الحس ،،، والأحساس
غيم الأمل الشارد ... متمدد أنت فى كل شبر فى
هذه الأرض ( التغطت بالتعب ) ،،،،،،،،،صوتك ( الطالع
من نفس طورية ضامّة الطـين ) ........( ومن دمـعـة وجع
طوّل ) .. سيظــل خــالـداً فى وجــــدان هذا الشعب الذى
غنيته هــماً .... وقـضيـة ... وعندما تكون الكلـــمة بحجـم
مـعـاناة جـيل وبـمــرارة الواقـع ...الفجـيعة - يبقى المغنى
الحـقـيـقى مـن يتمسـك بشـــرف الكلمة .. ونقولها للتاريخ
أننا ( بعد المشاوير... البقت ممدودة فى نبض التعب) ......
.. عدنا - ووجدناك - حافظاً للوداد زمناً صعب.
**************************
مصطفى
لا مهرب من الحزن إلاّ إلى صوتك .. ولا مفر من صــوتك
إلاّ إلى الحزن ... ذلـــك الذى ( لا يتخير الدمع ثيـــاباً كى
يسمى ....فى القواميس ... بكاء )
فأنت ،،،( آخر الخيول
فرس الرهان الماكبا
وهج الشموس .. الإشتعال
وإنكسار المستحيل .. شقيتو بى سيل الحروف
الطالعة دابا .. من الصدف ... مجرى البحر
تيارو والموج ،،، الرجوع
أديتو حيل مدّو الزمان كان إنحسر
غيرت فى الزمن الملامح
طعم الكلام ... لون الغنا ...
طبع البذور ... كيميا التراب
طقس المطر)
*********************************
أوغـلـنا فى أعـماق ( مشاعـرك المرهفة ) .. فأمتلكت
قلـوبـنا المـثقـلة بجـراحات جيل رضع الهزيمة من أثداء
الساسة المتاجرون بأكسجين العافية .. ورغيف الخبز !
أتيتنا ( فارساً يشق صمت المتاهة .. الطال)
وعدتنا ( بى حكاوى الشوق ..
وبى شمساً وراها .. منال )
ولكن ...
ـــ أليس بعد الإشـراق .. إلاّ أفولٌ حزين!؟
فلتعلم ... أن جـبروت الأرض ــ بـعـدك ــ قد طال طيـور
السماء .. فطالبها بإبراز جـواز سفر .. فى ترحالها نحو
شموس الإستواء،،
ــــ أولم تكن تعلم ،،، يا شاهد زمن البكاء
.... ( أن الوطن متسعٌ كالسماء.....وضيقٌ كالكفن )...
*********************************
ويتواصل الإخلاص
_________________
أنا الـــــــــذي نظر الأعمى إلى أدبـــــــــــــي
وأســـــــــمعت كلماتي من به صـــــــــــــمم