الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتبعاه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا مما يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة المؤمنون:
حديث اليوم أخرجه الإمام مسلم والإمام مالك وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا.
أيها الأخوة الأكارم:
هذا الحديث الشريف أيضاً من أصول الإسلام، قلت لكم في درس سابق إن النملة حشرة اجتماعية، بمعنى أنك إذا عزلتها عن أخواتها تموت ولو وفرت لها كل شيء، الغذاء والمأوى، والمسكن والتهوية والرطوبة والهواء، إذا عزلت عن أخواتها تموت، والإنسان كائن اجتماعي، ومعنى كائن اجتماعي، يعني حياته متوقفة على وجوده مع أخيه الإنسان، كلكم يعلم أن الإنسان يتقن شيئاً واحداً، له مهنة، له حرفة، لكنه بحاجة إلى آلاف آلاف المهن والحرف، هذا الزر الذي في قميصك معامل ومهندسون واختصاصات، هذا القميص الذي ترتديه، هذه الحاجات التي تستخدمها فالإنسان يتقن شيئاً وبحاجة إلى آلاف آلاف الحرف والمهن.
إذاً الإنسان في أصله كائن اجتماعي، ماذا يعنينا من أنه كائن اجتماعي، يعنينا أنه في علاقاته مع أخيه الإنسان في علاقاته، في علاقات مالية، في علاقات فكرية، في علاقات أسرية، في علاقات قرابة في علاقات أخذ وعطاء، في علاقات إقناع، في علاقات دعوة، في علاقات كثيرة جداً مع أخيه الإنسان، من خلال هذه العلاقات لابد من أن تنتشر الأفكار، لابد من أن تقتبس الأفكار، من خلال هذه العلاقات لابد من أن تنتشر المبادئ، ولا بد من أن تقتبس المبادئ، من خلال هذه العلاقات لابد من أن تنتشر العادات، وأنماط السلوك، ولابد من أن تقتبس يعني هناك تفاعل دائم بين الإنسان وأخيه الإنسان، شاء أو أبى، رضي أو لم يرض، الطفل يقلد والديه، في المدرسة يقلد معلمه، الصانع في المحل التجاري يقلد صاحب المحل، يراه كبيراً، الموظف يقلد مديره العام فأنت بشكل أو بآخر تعطي وتأخذ، تعطي أفكار، تعطي معتقدات، تعطي مبادئ، تعطي قيم، تعطي علاقات، وتأخذ أيضاً من أخيك هذه الأفكار وهذه المبادئ، الأصح أن نقول هناك تفاعل مستمر بين الإنسان وبين أخيه الإنسان.
المشكلة أنك إذا عرفت الله عز وجل، أنك إذا عرفت أمره، أنك إذا أقبلت عليه، وسعدت بقربه، أنت الآن عندك أفكار، عندك عقيدة عندك فلسفة للحياة، فلسفة للكون، فلسفة لوجودك في هذه الدنيا، فلسفة لمَ قبل الحياة، لمَ ما بعد الحياة، هذا يعبر عنه بأصول الدين، عقيدة المسلم لماذا هو في الأرض، أين هو ذاهب، ما المصير، ما حقيقة الحياة، ما حقيقة الموت، ما حقيقة الخير، ما حقيقة الشر، ما العمل الذي يقبل ما الذي العمل الذي لا يقبل، متى يرضى الله، متى يسخط الله، أنت إذا عرفت الله، وعرفت أمره، وأقبلت عليه، وذقت من لذة قربه، وأنت كائن في مجتمع، أنت أب، الحد الأدنى عندك زوجة وأولاد، أنت معلم في مدرسة عندك خمسين طالب، أنت طبيب في مستشفى وعندك ممرضين وعندك مساعدون، أنت صاحب متجر عندك موظفين أنت شئت أم أبيت موجود في مجتمع، صغير أو كبير، الآن إذا تكلمت هناك من يقتبس منك إذا قلت رأي كذا في هذا الموضوع هناك من يقلدك، هناك من يصدقك هناك من يقتدي بك، هناك من يراك كبيراً.
كما يقولون المرأة والولد الصغير يحسبان الرجل على كل شيء قدير.
فأنت وضعك الله عز وجل في موضع القيادة، ولو بأوسع معانيها الآن يجب أن تأخذ كلام رسول الله مأخذاً جدياً، يعني أنت إذا استهزأت بحقيقة دينية أمام أولادك ولو كنت مازحاً هل تدري ماذا فعلت غرست فيهم إمكانية أن يكون في الدين شيء باطل، أنت إذا مدحت إنساناً لا يستحق المدح غرست في نفوس أولادك مبدأ النفاق، إذا كذبت المرأة على زوجها على مرأى من أولادها غرست في أولادها معنى الكذب فالشيء الخطير هو أنك قدوة لأولادك، لطلابك، لزبائنك، لموظفيك لمن هم دونك، لمن هم حولك، لمن يراقبك، إذا أمنت أن هذا الكلام كلام رسول الله، وأن كلام رسول الله هو من عند الله، وإنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، إذا أمنت بهذا فاستمع إلى ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام:
من دعا إلى هدى، يعني قلت لابنك، أو لإخوانك، أو لموظفيك أو لطلابك، أو لمن هم دونك أن الأمر بيد الله لا بيد زيد أو عبيد، دعوت إلى التوحيد، دعوت إلى الهدى، أنت إذا رآك من حولك عفيفاً عن المحارم، عفيفاً عن المطامع، إن في سلوكك، وإن في كلامك، دعوت إلى هدى، إذا غضضت بصرك عن محارم الله، وأمرت بغض البصر عن محارم الله، دعوت إلى هدى، إنك إن صليت الصلاة في وقتها وأديت خصائصها ووجباتها من خشوع وقيام وقعود وركوع وسجود وأمرت أهلك بالصلاة دعوت إلى هدى، إنك إن ربيت ابنتك على مكارم الأخلاق، وعلى حب الله ورسوله، وعلى تلاوة القرآن وعلى معرفة حقوق الزوج دعوت إلى هدى، وإنك إن زوجتها من شاب مؤمن دين، ثم نشب بينهما خلاف وقفت موقفاً محقاً، وقفت موقفاً مشرفاً، وفقت بينهما ولم تفرق، لم تأخذك العزة بالإثم، لم تأمرها أن تأتي إلى البيت، وأن تدع زوجها كي تكسر رأسه، ما فعلت هذا، وفقت بينهما، حسنت الزوج في نظر الزوجة، أثنيت عليه بما هو أهله بينت لها أخلاق الأزواج الشريرين، دعوت إلى هدى، يعني يجب أن تعلم أن كل حركة و سكنة فيها دعوة إلى هدى أو دعوة إلى ضلالة شئت أو أبيت، إلا في حالة واحدة، أنك إذا ذهبت إلى قمة جبل وبنيت غرفةً وسكنت وحدك، إذا اعتزلت عن الناس يمكن أن تتعطل عن الدعوة إلى هدى، أو إلى ضلال أما إذا كنت في أسرة، مع صديق لك، مع أخٍ، في محل تجاري، في معمل، في متجر، في مزرعة، في التعليم، طبيب، محامي، مهندس موظف، بأي مكان إذا معك إنسان آخر فأنت شئت أم أبيت، أحببت أم كرهت، رضيت أم لم ترض لابد من أن تدعو إلى هدى، ولا بد من أن تدعو إلى ضلال، شيء خطير الذي لا يصدق، هو يصدق لأن النبي قاله لكن أقول لا يصدق لعظم النتائج، أنك إذا فعلت معصية، فعلك للمعصية دعوة إليها، والأنكى من ذلك أن تدعو إلى فعل هذه المعصية، طبعاً ما من إنسان يتكلم إلا بشيء من المنطق، أنت شاب أول حياتك لا تكون متقوقع، لا تكون انعزالي، لا تكون جاهل بالحياة، تعلم كل شيء مارس الأمور، اعرفها عن كثب، يعني الحديث لفت نظري أنه من أصول الدين وأنا والله الذي لا إله إلا هو أقرا لكم أكثر من مائة حديث كي أعثر على حديث شريف يعد من أصول الدين، في أحاديث كثيرة، وكلها شريفة في أحاديث متعقلة بالبيوع فقط، بموضوع محدد جداً، هذا يعنى به الفقهاء ولكن أنا أتمنى أن اصل إلى أحاديث التي لها علاقة بأصول الدين، فأنت عندك حالتان إما أن تعيش وحدك بلا زوجة ولا ولد ولا أهل ولا عمل وهذا شيء مستحيل، ونادر جداً، وإما أن تعيش في مجتمع، أصغر حلقة فيه بيتك وأكبر حلقة فيه أن يوليك الله على قوم، يعني معلم عندك 55 طالب، مدير مدرسة عندك 700 طالب، مدير مشفى، مدير معمل عندك ثمانين عامل، كلما اتسعت دائرة من تشرف عليهم زادت مسئوليتك عند الله عز وجل، إذاً أنت أمام خيار صعب، إما أن تعيش وحدك في هذه الحياة، وعندئذٍ لست مضطراً لا أن تدعو إلى هدى، ولا إلى ضلالة أما إذا كنت عضواً في مجتمع مهما بدا صغيراً فإنك مقهور على أن تدعو إلى هدى أو إلى ضلالة، من حيث تريد أو لا تريد، من حيث ترضى أو لا ترضى.
أيها الأخوة الكرام:
من معاني الدعوة إلى الهدى أو إلى الضلالة السلوك، لو كان معك ابنك، ومرت امرأة سافرة متهكتة، وملئت عينيك من جمالها على مرأى من ابنك الصغير هل تدري أنك دعوت إلى ضلالة وأنت لا تدري، وأنت لا تشعر، إذا وزنت في محلك التجاري لإنسان ولم تأتِ العين على العين على مرأى من ابنك، أو صانعك، أو إنسان يقتدي بك دعوت إلى ضلالة وأنت لا تدري، يعني سنقول لو بقيت ساكتاً، لو نذرت للرحمن صوماً فلم تكلم إنسياً، لو فعلت هذا إنك داعية إلى الهدى أو الضلال شئت أم أبيت أحببت أم كرهت، لأن فعلك وحده دعوة إلى هدى، إنك إن صليت العشاء في جماعة، أو صليت الصبح في جماعة، أو سلكت السلوك الإسلامي الصحيح، إن دعوت الله حينما تدخل بيتك، إن دعوت الله حينما تقدم على عمل خطير، إن دعوت دعاء السفر على مسمع من ابنك فقد دعوت إلى هدى، يعني الطفل يرى أباه، حركاته، تثاؤبه، إذا تثاءب الأب ولم يضع يده على فمه دعوت إلى ضلال وأنت لا تدري، ماذا فعلنا يا أخي ابنك ينظر إليك، فتحت فمك على مصراعيه ولم تضع يدك على فمك يعني يجب أن تعلموا أن كل حركة و سكنة وكلمة وتصرف وموقف على مرأى من أي إنسان، إن ابنك، أو أخوك، أو صديقك، أو عاملك، أو صانعك، أو موظفك، فأنت بهذا تدعو إلى هدى أو تدعو إلى ضلالة.
من منا يصدق أنك إذا دعوت إلى هدى طبعاً أنا أضعكم أمام الموقف الطبيعي، إنسان ليس بداعية ولا شيء، ولا عالم، فقط من عامة الناس، عنده أسرة وعنده عمل، حتى على هذا المستوى الحديث ينطبق عليه، أم أن تقف بالناس خطيباً، أن تقف بالناس مدرساً، داعية هذا في حساب عسير جداً، أن هناك القدوة مركزة جداً، لك مظهر ديني لك، لك هوية دينية، لك خلفية دينية، لك شخصية دينية، لك انتماء ديني، لك دعوتك، لك كذا، تحاسب على السكنة.
﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً﴾
(سورة البقرة: 124 ).
متى جعله إماماً، بالزعبرة ؟
(( فأتمهن ))
﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا﴾
( سورة السجدة: 24 )
﴿ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)﴾
( سورة ياسين: 20 ـ21)
في هدى، إذاً هذا الحديث ينطبق على كل مسلم، مهما بدا شأنه صغيراً، مهما بدا خاملاً، مهما بدا ضعيفاً، مهما بدا على هامش الحياة أليس له أولاد ؟ أليس له جيران، صاحب متجر أليس عنده صانع ؟ معلم ابتدائي ما عنده طلاب، فلذلك اعلم علم اليقين أنك إذا دعوت إلى هدى إما بسلوكك، وإما بلسانك، أو دعوت إلى الهدى دعوة مركزة، اجتمع الناس حولك، وألقيت فيهم كلمة، وقفت فيهم خطيباً، جلست فيهم مدرساً، اعلم أنك إذا دعوت إلى هدى واحد من تلاميذك إذا قبل دعوتك واستوعبها وفهمها، وتمثلها، وطبقها، وسعد بها، مثلاً أنت بعالم التجارة ممكن أن تقول لواحد خذ هذا البيت يربح، تقول له، يشتري البيت، أخذه بـ 30 ألف قبل عشرين سنة صار بـ 15 مليون، ممكن، ممكن لأنك قلت له اشترِ هالبيت يأتيك 15 مليون ربح، غير ربحه، مستحيل في عالم التجار هي، إذا أنت تاجر ونصحت إنسان بشراء قطعة أرض أو شراء بيت، أو شراء هذه البضاعة، وربحت أضعاف مضاعفة، يعني واردة بالتجارة أنه بعد يومين، أو بعد شهر، يبعث لك 15 مليون الربح الذي ربحه، مبلغ يكافئ ربحه ويعطيك إياه هذا شيء مستحيل، والله الذي لا إله إلا هو في الدين ليس مستحيلاً، والدليل، إلا إذا ما صدقنا النبي، أما إذا صدقنا النبي عليه الصلاة والسلام، كلام رسول الله، أخرجه الإمام مسلم، لا ينطق عن الهوى، ما سمعت حديث من رسول الله إلا علمت أنه حق من الله تعالى، اسمع: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه أبداً، كل الأجر الذي كتب لهذا الشاب في أول حياته، وفي وسط حياته وفي خريف حياته، كل أعماله الصالحة نسخة طبق الأصل توضع في إضبارة الداعي.
لو فرضنا الناس سألوا كيف هي بالمصاري التي معنا، أنت قلت له اشتري ذهب، هذا مثلاً اشتري بيوت، هذا اشتري أراضي، هذا اشتري بضاعة، وذهبوا كلهم واشتروا حسب توجيهاتك، لك أنت حساب جاءك كذا مليون من فلان أرباحه نفسها لعندك، أرباح هذا لعندك، أرباح هذا لعندك، هذا كلام مضحك لا يصدق، أما في الدين يصدق، فأنت انتبه لأولادك، انتبه لجيرانك، انتبه لإخوانك، انتبه لأصحابك، لزملائك لمن يلوذ بك، النبي الكريم ما كان خطيب، ولا كان داعية، ماذا كان ؟
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾
( سورة الأحزاب: 21 )
يعني أعظم لقب لقبه الله إياه أنه أسوة حسنة، قدوة كان، فأنت لو أردت أن تسكت وكنت وفق أمر الله ونهيه دعوت إلى هدى، وهؤلاء الذين قلدوك، هؤلاء الذين اتبعوك، هؤلاء الذين أحبوا سيرك بالحياة، هؤلاء الذين أحبوا عقيدتك، اعتنقوها، هؤلاء الذين أحبوا مبدئك فتبنوه، هؤلاء لهم أجر ولك مثل أجرهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيء أجورهم هي هي، والمبلغ نفسه يحول إلى الذي دلهم على هذا الخير.
هذا كرم الله عز وجل، هذا من كرم الله عز وجل، من كرم الله عز وجل أن يعطيك مثل ما أعطاهم، وأن يهبك مثل ما وهب لهم، وأن يكرمك مثل ما أكرمهم، مثلاً لو فرضنا عندك بنت صغيرة، اعتنيت بها عناية فائقة، اهتممت بصلاتها، الآن يخافون على أسنانها أن يكون في عيب خلقي، يقول لك تقويم أسنان، حتى إذا غداً تزوجت، على العين والرأس، كلام صحيح، يقول لك دفعت 60 ألف ليرة، ماشي الحال حتى الخطيب لا ينفر منها، ما لك خائف على دينها، على صلاتها مالك خائف، على عقيدتها مالك خائف، أتسمح لهذه الفتاة أن تأتيها ثقافة غريبة عن ثقافة الدين، أن تغذى تغذية غير إسلامية، تنشأ نشأة لا تحب أن تكون مسلمة طاهرة، تحب أن تكون فتاة عصرية مثلاً، هذا الشيء رخيص عليك، لو فرضنا إنسان اعتنى ببناته عناية فائقة بعقيدة بناته بصلاة بناته، بسلوك بناته، بثياب بناته، ثياب الإسلامية الفضفاضة كما ذكرنا قبل درسين، وزوج هذه الفتاة من شاب مؤمن، وهذه الأسرة الصالحة أنجبت أولاد صالحين، هل تصدق أن هذه الأسرة أعمالها كلها خيراتها كلها، طهارتها، عفافها، استقامتها كلها في صحيفتك، هذا الذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام:
(( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ))
(أخرجه البخاري في الأدب ومسلم والثلاثة [أبو داود، الترمذي، النسائي)
والله وجدت هذا الحديث فيه من التشجيع على العمل الصالح ما لا نهاية له.
شيء ثاني: أقول هذا كثيراً ولعلكم تعذروني في ذلك، يعني أنت ما لك عند الله، ليس لك عند الله إلا ما لله عندك، إذا أردت أن تعرف ما لك عند الله فانظر ما لله عندك، أنت ماذا قدمت، ما العمل الذي تلقى الله به، يعني أنت ترضى أن تتعلم العلم وأن تكتفي بذلك، أنت اهتديت وعلى الدنيا السلام، والناس هم وشأنهم، يعني أنت حجمك عند الله بحجم عملك، ومن أكبر حجوم الأعمال الصالحة أن تسهم بهداية إنسان هذا المسعى الطويل، يعني لك قريب توسمت به الصلاح، عنده حياء عنده خجل، لكنه لا يصلي، تقربت منه، وزرته، وأقنعته، وبينت له ما لك سمعان في حديث أنت عن الصلاة، يعني الذي يريد أن يكون داعية يجب أن يكتب ويسجل ويحفظ، أنت تحضر درس علم وتارك زوجتك وأولادك وبيتك، ماذا تكلم في الدرس، تكلم الحديث الفلاني، اكتب عندك الحديث وتذكر تفسيره، يجب أن تكون زاد عندك، شاهدت إنسان فيه خير، بين له، بين له شيء من كتاب الله، تفسير آية، تفسير حديث، آية كونية تأثرت بها، موقف من مواقف الصحابة المشرف، في عندك آيات كونية في عندك آيات قرآنية، في عندك سنة نبوية، في عندك السيرة النبوية في عندك قصة، في عندك مواقف كثيرة جداً، إذا يهمك أمر أخرتك يهمك أن يكتب لك أجر مثل أجور الذين اهتدوا بهديك، افعل هذا، فكلما كثر الذين دعوتهم إلى الله عز وجل واستفادوا منك كلما كبر حجمك عند الله عز وجل.
﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾
( سورة الأحقاف: 19 )
﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾
( سورة المجادلة: 11 )
لك أنت درجة عند الله بقدر علمك وبقدر عملك، فالواحد ما يكون همه هو سمع الحق وانتهى الأمر، وهمه شغله، وكسب المال، والسنة ربحنا كذا، وعملنا جرد، وربحنا وما ربحنا، في قضية أخطر من ذلك الربح الحقيقي:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ﴾
( سورة الصف: 10 ـ 11 )
يعني الذي أتمناه عليكم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
((ما أحدث رجل أخا في الله إلا أحدث الله له درجة في الجنة.))
[ أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن أنسر ضي الله عنه ]
أنت بقدر ما تقنع الناس بالحق، تدعوهم إلى الهدى، في عقيدتهم في تصوراتهم، في عبادتهم، في معاملاتهم، في أخلاقهم، كلما قربتهم من الله عز وجل، كلما حببت الله إليهم، كلما دفعتهم إلى طاعته، كلما دفعتهم إلى فعل الخيرات، وترك المنكرات، كلما فعلوا خيراً في صحيفتك.
إذاً: يجب أن تعرف أن الدعوة إلى الله عز وجل، وأن هداية الخلق هي صنعت الأنبياء، وصنعت الأنبياء أعلى صنعة في الأرض ما من صنعة أشرف منها، لأن هذا الذي خلق الكون هؤلاء جميعاً عباده وهو يحبهم جميعاً فإذا قربت أحدهم إليه أزحت عنه كابوس الشرك، والشك أزحت عنه شقاء العقيدة الفاسدة، أزحت عنه شقاء الشرك، أزحت عنه الضلال، أزحت عنه كابوس البعد عن الله عز وجل، أزحت عنه الجفوة مع الله عز وجل، قربته من الله عز وحل، يعني والله لا أبالغ، إن شاء الله لا أبالغ، لو إنسان حصل تجارة يعني بالعام الواحد حققت ربح ألف مليون والله لا تعدل أن تهدي واحد إلى الله عز وجل، لأن الألف مليون لن تأخذها معك إلى القبر، لكن هذا الذي هديته إلى الله هذا يسعدك إلى الأبد، هذا زادك إلى الله، أنا أقول هذه الكلمة دائماً، إذا لاحظت أخ يعتني بأخ مهتم به. يعني مثلاً الحقيقة أن ممكن الإنسان يلقي درسين وإنسان يستمع ويمشي، واردة هذه، في كل مراحل التعليم ليس هناك علاقة بين الطالب والمعلم، لكن لو أخ من أخوانا حضران الدرس ولاحظ أن في أخ ما حضر اليوم، وكلف خاطره وسأل عنه، إما بمخابرة إما باتصال، إما بزيارة، يعني هذا السؤال لا تعرف مقدار تأثيره، يعني أنا لهذه الدرجة غالي على أخواني، معناها أنا عايش بأسرة ما لي عايش بمكان عام، أنا لي أسرة معناها، معنى عدم حضوري أقلق بعض أخواني معناها أنا لي قيمة عندهم، أنت تعرف لو سالت عنه هذا السؤال كم تشده إلى المسجد، هذه واحدة منهم، من دعا إلى هدى، تفقدت إخوانك، أنا لا أكلفك أن تتفقد الإخوان كلهم، واحد، تآخيا اثنين اثنين، هذا فلان أخي في الله، تفقد أموره بغيابه وبحضوره، لا سمح الله مرض، إذا أنت عرفت أنه مريض وزرته وأخذت له معك عرقين ورد، أو من دون شيء لأنك زرته أمام أهله أمام زوجته، والله جاء فلان زارك، وفلان كمان زارك، فلان زارك، يشعر الزوج بمكانته عند أهله، معناها والله هذا زوجي مهم، مانا عرفانين لهذه الدرجة أنه مهم، إذا كان زاروه عشرة إذا كان غاب درس قام عشرة زاروه، لم يعد يغيب أبداً، عشر فناجين قهوة مشكلة، هذه واحدة، تفقد أخوك إذا كان تغيب عن الدرس عمل صالح، أولاً ينمي العلاقات الأسرية، يجعلك عضو في أسرة أنت مو موضوع درس عام حضرناه ومشينا، أخ مريض إخوانه كلهم زاروه.
(( انتهى الوجه الأول من الشريط ))
الحلويات والفواكه، المزاح الطرائف، هذا حلو كثير، لكن في أيام زيارات مكلفة، لك أخ ساكن بالقدم، والله من باص لباص بدي شي ساعة لأصل لعنده، أنت لا تبحث عن الشيء الممتع، عن الشيء المؤجر في كثير من النشاط الممتع ما لك عليه أجر إطلاقاً، والله عاملين دور كل ثلاثاء، والله إخوانك وتحبهم، وسهرة وفي مزح وفي طرافة هذه مالك فيها أجر، أما أن تزور مريض في طرف المدينة، وتكلف خاطرك ثلاث ساعات لتصل له، تأخذ معك عرقين ورد، أو علبة شوكولا، أو كيلو فاكهة مثلاً، ألفت قلبه، وجبرت خاطره، شاف حاله له قيمة على إخوانه رفعت معنوياته، وبثيت به الحماس، والله شيء حلو الدين، أنا لست وحدي أعيش، أنا أعيش بين أسرة، هذه واحدة منهم، من دعا إلى هدى مرض وتفقدته، لزمه مساعدة ساعدته، أنا لا أشوف عمل أعظم، لازمه حاجة وأنت خبير فيها، من وقتك الثمين اذهب أنا أخذها لك، درت أنت وإياه من محل لمحل حتى أخذت له غرض سعره معتدل ونوعه جيد، يقول لك الله يجزيك الخير أنا لا أعرف بهذا الشيء و الله، يريد غرفة نوم وأنت عندك خبرة بغرف النوم، هو غشيم يعطونه غرفة كلها نشارة، باع طقم كنبات بياع، اشتراه شخص، أول ما جاءه ضيوف خفس، ركض لعنده قال له هذا خفس، قال له قعدتم عليه الظاهر، إذا كان غشيم يأكلها الواحد، إذا كان لك صديق يعرف بغرف الضيوف يعرف بغرف النوم عاونك، ليست الحياة كلها صلاة وصوم وحج وزكاة، الدين كله مساعدة قال عليه الصلاة والسلام:
(( لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا .))
[ أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج طب عن ابن عمر ].
في أعمال غير منظورة، تعاون أخ في تأمين دواء أحياناً، عنده بنت معها التهاب سحايا ويلزمها دواء، ولا يوجد أحد، وأنت عندك سيارة قلت له على عيني، درت من مكان لمكان لمكان وجلبت له الدواء، ليس كل الدين صوم وصلاة، بالعكس الصوم والصلاة والزكاة والحج هذه عبادات شعائرية، هذه العبادات عبارة عن محك للعبادة التعاونية لا تقدر أن تصلي إذا ما كان عملك طيب، وإلا الصلاة شكلية تصبح، والله حركات وسكنات لا تعني شيئاً، طقوس، يعني حركات إيمائية تصبح الصلاة، إذا ما في عمل صالح، فليس كل الحياة صوم وصلاة، جوهر الدين خدمة الخلق، لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا.
أنت بالرياضيات متفوق، ولك أخ حالته المادية رقيقة، وعنده ابن عاونته بدرسين ثلاثة وجهته جبرت خاطره، ما بدك الله يرضى عنك هذه دعوت إلى هدى، لكن لا تنسى، ما بتقدر تحكي عن الله كلمة إذا عملك سيئ، مكشوف لأنك والناس ما في أحد مغفل، كل الناس أذكياء إذا كان ظننتهم مغفلين أنت مغفل هذه خذها قاعدة، من ظن أن الناس مغفلون فهو المغفل، لا بتقدر تحكي عن الله كلمة إذا لم يكن عملك طيب هذه واحدة، ولا تفتح قلب الإنسان بلسانك، قلب الإنسان لا يفتح إلا بعملك الصالح، افتحه بعملك الصالح حتى ينفتح عقله بكلامك، أنا أجد المؤمن همه الأول، شغله الشاغل، اهتمامه الكبير أن يسهم في هداية الخلق ولكن أقول لكم هذه الكلمة وهي خطيرة جداً. ورد بإحياء علوم الدين قول للإمام الغزالي، أما هو قول غريب، يقول الإمام أبو حامد الغزالي، يعني العوام، معنى العوام ؛ قد تكون طبيب أنت، قد تكون بأعلى درجة علمية لكن معلوماتك الدينية ضعيفة جداً، فأنت عامي في الدين، وأنا هذا العبد الفقير أعطني ورقة تخطيط قلب أنا عامي فيها، يا ترى ماذا يوجد معه هذا، طبيب القلب ينظر إلى التخطيط يقول لك ما فيه شيء، أو تجده تغير لونه يقول لك عندك بعض الاضطراب بالنظم أو في عندك ارتجاف أذيني من نظرة الطبيب، أما جيب إنسان ما له طبيب بالقلب، وأطلعه على ورقة التخطيط لا يفهم شيء بها، نقول هذا عامي في هذا الموضوع، ليس معناها عامي يعني جاهل، قد يكون طبيب، قد يكون مهندس، قد يكون له مرتبة علمية كبيرة، لكن معلوماته الدينة ضعيفة، فإذا أراد أن يدعو إلى الله على كيفه، على تفسيره الشخصي قد يلقي ضلالات وهو لا يدري ماذا قال الإمام أبو حامد الغزالي العوام لئن يرتكبوا الكبائر أهون من أن يتكلموا على الله ما لا يعلمون، أين مجال العمل الصالح، إذا واحد معلوماته الدينة وسط، أنت أحسن له حتى يحبك، وادعيه للجامع، في واحد مختص بالحل يكفي عنك، الذي تعرفه صحيح تكلم فيه، المتأكد منه تكلم فيه، آية كونية، حكى لنا الأستاذ عن النملة مثلاً، ما فيها شيء واضحة، آية قرآنية محكمة ارويها له، حديث شريف محكم ارويه له أما أن تغوص بمسائل متعلقة بالعقيدة، والقضاء والقدر، وبصفات الله وبأسمائه الحسنى، وأنت ما عندك تمكن، تعطيه معلومات غلط، ويفهمها منك غلط، ويكفروك الناس، مسألة خطيرة جداً، إذا أنت ما لك متأكد من المعلومات، إياك أن تلقيها على الناس، لأنه يحصل خطأ كبير، لهذا من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، مو لازم الإنسان أن يكون مستهلك، يقول لك مستهلكين يقول لك سعر المستهلك على كل شغلة، أيام يكون المستهلك مستَهلك، هو نفسه استهلك، كيف يكون هذا المستهلك مستهلك يعني إذا كانت الحياة استهلكته، الحياة روتينية ما لها معنى، نوم طعام عمل راحة، ما في شيء بحياته جديد، ما له رسالة بالحياة، ما له هدف كبير، الموت خارج حساباته كلها، طيب هذا إنسان مستهلك انتهى، استهلكته الحياة همه بطنه همه رزقه، همه دخله، همه تجارته، ربنا عز وجل قال:
﴿وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)﴾
( سورة فاطر: 22 )
كأن هذا الإنسان في قبر، أنا أتمنى عليكم ألا تستهلكوا من قبل الحياة، الواحد يومه كأمسه كغده، عمل مستمر، أعمال كبيرة، يعني رجل أعمال، ما عنده وقت إطلاقاً مواعيد مغلقة كلها، يعني ما قيمة هذا الشيء، كنت ضربت على ذلك مثلا، لو أنت ذهبت إلى بلد أجنبي لتأخذ الدكتوراه، ومعلق آمال كبرى جداً على نيل هذه الشهادة، ولو حصلتها لكنت في مستوى رفيع جداً، أنت بحاجة إلى ألف فرنك فرنسي تعيش منهم وجدت شغلة ساعتين بألف فرنك بالشهر، وعندك ثمان ساعات دراسة ممتازة هذه الشغلة، جاءك عمل ثاني قال لك ألفين فرنك لكن أربع ساعات بالدوام، شيء مغري، أخذتهم، عمل ثالث ثلاث آلاف فرنك لكن ستة ساعات بالدوام، كل ما كثر دوام العمل نقص وقت الدراسة، جاءتك شغلة أربع وعشرين ساعة الدوام إقامة بالمعمل، لكن مائة ألف فرنك، لو أعطوك مهما أعطوك مادام هذا العمل استغرق وقتك كله أنت الخاسر الأكبر، لأن ضيعت الهدف الأكبر، الآن أي عمل إذا امتص كل وقتك ما خلاك تلتفت لربك، وأهملت صلواتك، وأهملت عبادتك، وأهملت قراءة القرآن الكريم، وأهملت مجالس العلم، هذا العمل خسارة كبيرة مهما عاد عليك بالربح الجليل.
القسم الثاني من الحديث:
ومن دعا إلى ضلالة.
يعني أقنعت الناس أن دارون محق بنظريته، الإنسان أصله قرد والله الآن أصبح قرد، دعوت إلى عقيدة فسدة، دعوت إلى ضلالة دعوت إلى أن فلان هو كل شيء، المال كل شيء، أخي الدراهم مراهم هذه ضلالة من قال لك مراهم، في عند ربنا مليون مرض لو معك مليون مرهم لا يصنعون شيء، في أمراض لا تحلها الدراهم، ضلالة هذه تقول مثلاً يعني إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب، هذه ضلالة هي، عال والله شو هذه المبادئ هي ، إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب، ضلالة هذه، أخي فلان لأن مليح الله ابتلاه، كمان ضلالة هذه، بدك تشجع على الطاعة فمن دعا إلى ضلالة، اعتقاديه، أو روى قصة فيها ظلم شديد، وما وجهها توجيه صحيح، ما قال لك هذا المظلوم قد يكون ظالم بمجال آخر أيام يكون شريك ظالم وشريك آخر مظلوم، بس هذا المظلوم كمان قد يكون في بيته ظالم، ما بتعرف، قد يكون ماله حرام، فالله أرسل له هذا الشريك الظالم تحكم فيه، فإذا أنت رويت قصة انتبه، في قصص لها مؤدى خطير، لها مؤدى يتناقض مع مبادئ الدين، لا تروي كل شيء إذا القصة تخدم هدف ديني ارويها وإلا قل لا أعرف والله، لعلها تكن لها خلفية ثانية، في فصل لا أعلمه فيها، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثار من اتبعه، لا ينقص من آثامهم شيء.
إذاً: من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها، ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها.
يعني واحدة نصيب وواحدة كفالة، فإذا شفعت، دللت واحد على معصية بهذه الطريقة تربح، هذه الطريقة فيها غش، هذه فيها تدليس هذه فيها كذب، إذا دللت على عقيدة فاسدة، أو على طريقة فاسدة، أو على سلوك فاسد، أو على معصية، أو على مخالفة، أو شجعته، أو فعلته، أحد أنواع الدعوة أن تفعل هذه المعصية، فعلتها، أو أوحيت أنها لا بأس بها، أو شجعت عليها، أو أقررتها، كان عليه من الإثم مثل آثار من اتبعه لا ينقص من آثامهم شيئا، خذوا الحديث مرة ثانية بدقة.
((عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثار من اتبعه، لا ينقص من آثامهم شيئا ))
[أخرجه مسلم ومالك وأبو داوود والترمذي].
وهذا الحديث كما قلت لكم أصل من أصول الدين.
في كتاب الجامع الصغير وهو من أحاديث البشير النذير، كتاب أحاديث جمعه السيوطي، وأحاديثه مرتبة وفق حروف المعجم، مرة قرأت بعض الأحاديث التي أولها حق المسلم على المسلم، حق الأخ على أخيه حق الجار على جاره، حق الزوجة على زوجها، حق الزوج على زوجته حق الوالد على ولده، حق الولد على والده، يعني أحاديث كثيرة، لكن حديثاً واحداً قرأته فقشر جلدي، حق المسلم على الله، الآن لا يحضرني حديث الجامع الصغير، أما الرواية الثانية.
ثلاثة حق على الله عونهم، حق على الله عونهم، من هؤلاء الثلاثة الناكح الذي يريد العفاف، يعني شاب يحب ألا يعصي الله عز وجل يريد أن يعف نفسه عن الحرام، هذه نيته، هذا إقراره، بظروف صعبة جداً والأبواب كلها مغلقة، والطرق كلها مسدودة، والأمور معقدة جداً لكن مال ما في عنده، مثل هذا الشاب إذا أراد أن يتزوج ليعف نفسه عن الحرام، وعنده إصرار شديد ألا يعصي الله عز وجل، فهذا الشاب حق على الله، أن يعينه إذا أراد العفاف، حق على الله، قلت لكم 12 حديث المسلم على المسلم، والجار على جاره، والأخ على أخيه، والصديق على صديقه، والابن على أبوه، والأب على ابنه، والزوجة على زوجها والزوج على زوجته، إلا حديث واحد حق المسلم على الله، يعني إذا أراد النكاح ليتعفف أن يعينه، والقصص التي تروى في هذا المجال لا تعد ولا تحصى، الله يسر له منزل يعني مأوى في طرف المدينة، في رأس الجبل في مكان آخر، يسر له زوجة صالحة، يسر له بعض المال، إخوانه عاونوه، فالواحد لا يحجم، النبي الكريم يقول:
من ترك التزويج مخافة العليلة فليس منا.
يعني معقول، الله عز وجل أمر ونهى، وأنت حريص على أن تأتمر بأمره، وأن تنتهي عما عنه نهى، وألا يعينك ؟ تريد أن تتزوج والزنا حرام، وإطلاق البصر حرام، والوقت وقت فتنة، والله ما يعينك لذلك ليس على الإنسان أن يسعى، وليس عليه إدراك النجاح، عليه أن يسعى، عليه أن يخطو الخطوة الأولى.
الدليل: قال عليه الصلاة والسلام: أو من شمائل النبي عليه الصلاة والسلام:
أنه ما شكى إليه أحد ضيق ذات يده إلا قال له اذهب فتزوج.
يعني وداويها بالتي كانت هي الداء، هو لحاله مو ماشي حاله، ما شكى إلى النبي عليه الصلاة والسلام واحد ضيق ذات يده إلا قال له اذهب فتزوج.
يعني إذا واحد كان وكيل على إطعام جماعة، فالجهة التي موكلته كم واحد عندك، عندي ثلاثة، يعطيه ثلاثة، خمسة خمسة هذا الشي بديهي، فإذا كان رب العالمين هو الرزاق، وأنت تزوجت، أصبحنا اثنين يا رب، كنا واحد أصبحنا اثنين، ثلاث أصبحنا، ومعروفة هذه إذا واحد جاءته بنت واستقبلها بقبول وبرضا، ورآها هدية من الله والنبي الكريم لما جاءته السيدة فاطمة، ضمها وشمها وقال ريحانة أشمها وعلى الله رزقها في ناس يقطب جبينه، ويكن كنة، بتلاقيه انزعج من زوجته، ما دخلها الزوجة ؟ هذه جاهلية، موقف جاهلي، المؤمن غير هيك، هذه البنت هدية، أهداه الله إياها، قد تأتي ويأتي رزقها معها وقد يأتي صهر لك أغلى عليك من أولادك، وأنت لا تدري، لا تعلم أين الخير، هذا الحديث تشجيع للشباب، يعني أنت اخطوا أول خطوة، وعلى الله الباقي.
((ثلاثة حق على الله عونهم، من هؤلاء الثلاثة: الناكح الذي يريد العفاف ))
[رواه الترمذي واللفظ له قال حديث حسن صحيح ]
والحديث الآخر:
إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي.
يعني باب كبير من أبواب المعاصي أغلقه وارتاح منه، يعني إطلاق البصر معصية، والزواج كما قال النبي أغض للبصر، فإذا إنسان مؤمن تزوج صار أقدر على غض البصر، هو المؤمن يغض بصره بكل الحالات، لكن في غض بصر عن غض بصر يختلف، واحد مكتفي واحد ما اكتفى، هذا المكتفي يعني قضية ارتاح منها قامها من باله، التفت لشيء ثاني، هذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام: إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي.
والحديث الثالث:
من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي.
والحديث الذي قلته قبل قليل: من ترك التزويج، ما قال الزواج لو قال من ترك الزواج لنصرف الحديث إلى الشباب، أما لمن قال من ترك التزويج انصرف الحديث إلى أولياء الفتيات والفتيان، والشباب والشابات:
من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منا.
في حكم فقهي صغير أردت أن أنهي به الدرس، هذا الحكم هو النميمة، تعريف النميمة كشف ما يكره كشفه، التعريف الدقيق كشف ما يكره كشفه، سواء كرهه المنقول إليه، أو المنقول عنه، أو كرهه ثالث أنت تكلمت كلمة، يعني أنا........... أن إنسان، أخ كريم حدثني عن قصة وقعت، شخص له محل تجاري في أحد أسواق دمشق وله جار، هذا الجار عنده فتيات في سن الزواج، جاء خاطب لهذه الفتيات، فهذا الخاطب ذهب إلى جار والد مخطوبته وسأله ما قولك في هذه الأسرة فقال له والله الناس كلهم خير وبركة، دعني من هذا يا أخي اسأل غيري أصر عليه، استحلفه بالله، أكد عليه، فأبدا هذا الجار أن والله لا ترتاح كثير، وهذا واجب، بالزواج واجب، قال له أستحلفك بالله، لو أن عندك شاب أتزوج هذا الشاب من هذه الفتاة، قال له لا والله، يبدو أنه مطلع على شيء لا يليق أن إنسان يكون زوج من هذه الأسرة، هذا السائل ذهب إلى والد الفتاة وبلغه ذلك، أن والله سألنا جارك قال هيك، فما عاد لنا مصلحة، السلام عليكم، الأمر تفاقم وتفاقم وصل إلى مستويات خطيرة في المجتمع، يعني قصة طويلة كثير، أبعادها خطيرة، أنت سألته ونصحك أليس هذا حمقاً، تنقل للطرف الثاني ما قاله الأول فيه، من هذه القصة خطر في بالي أن أعطيكم معنى النميمة، سواء، قال كشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول إليه أو المنقول عنه، أو كرهه ثالث، يعني نصحك هو، لكن يزعجه أن تنقل الكلام عنه، يزعجه جداً، طيب هذا الذي نقلت الكلام، هذا لا يزعجه، تكلم، أنا هذا رأي تكلم لفلان، المنقول له يزعجه، أحياناً المنقول عنه يزعجه، في أحيان أخرى المنقول له يزعجه وفي أحيان لا هذا ولا ذاك،، شخص ثالث، كان له مصلحة بعقد شراكة مع فلان قام ما عاد له مصلحة، عملت أنت فساد كبير، فلذلك سواءٌ كانت بالقول، أو الإشارة، أو الكتابة، تعريف النميمة بالضبط، كشف ما يكره كشفه، سواءٌ كرهه المنقول إليه، أو المنقول عنه، أو كرهه ثالث وسواءً كانت بالقول، أو بالإشارة، لم يتكلم، رفع حواجبه، قال لي والله رفع لي حواجبه بصراحة، نفس الشيء، هو لم يتكلم، رفع لي حواجبه نفض ثوبه، أيضاً هذه نميمة، قال سوءً بالقول أو بالإشارة أو بالكتابة وسواءً كان المنقول من الأقوال، أو الأعمال، وسواءً كان عيباً أو نقصاً حقيقة النميمة، إفشاء السر، وهتك السر عما يكره كشفه، قال من أدب المسلم أن يسكت عن كل ما يراه من أحوال الناس، إلا ما في حكايته فائدة لمسلم، انعقد مجلس وصار فيه تداول على سفك دم، أو على نهب مال أو على هتك عرض، هذه المجالس الثلاثة يجب أن تخبر عنها، هنا ما في أخي نميمة لا أقدر أن أتكلم، شو ما تتكلم، روحتهم سفك دم، أو هتك عرض، أو نهب مال، هذه المجالس التي يتداول فيها في هذه الموضوعات هذه لا غيبة فيها، ولا نميمة فيها، لأنك إن سكت أوقعت إضراراً بالمسلمين، لذلك وينبغي أن يسكت عن كل ما يراه من أحوال الناس إلا ما في حكايته فائدة لمسلم، أو دفع لمعصية، أو دفع لضرر فيختار أخف الضررين. واحد يشارك فلان وتعرفه فلان نصاب كبير أخي أنا لا أريد أن أغتاب أحد، آسف، يجب أن تغتابه، لكن ما له حق أن يسألك من قال لك هذا الكلام ، موضوع زواج، موضوع شراكة موضوع تجارة، موضوع تعامل، موضوع جوار، تعرف هذا البيت أساسه ضعيف، وكان في أمر بإخلائه، والشاري لا يدري والشاري مؤمن، لا يصح أن تخبي عنه، نبهه، هذا البيت فيه مشكلة تعرف بهذا الشيء في عيب خطير، وتعرف هذه السيارة غير صحيحة، أوراقها غير نظامية، والمظهر ما كشفه الشاري، لو اشتراها كان وقع في بلاء كبير جداً، بدك تبين له، هكذا حق المسلم على المسلم، إذاً إلا ما في حكايته فائدة لمسلم، أو دفع لمعصية، أو دفع لضرر فيختار أخف الضررين وأهون الشرين.
وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم النميمة هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد، يروا قصة مشهورة عن قاضي ذهب ليشتري عبد فوجد عبد رخيص كثير، وذكي وشاطر، ببلاش هذا، قال له لكنه نمام، قال لا يهم، هاته جاء لعند السيدة زوجة القاضي قال لها هذا زوجك يحب واحدة غيرك، أنا أنبهك وبلغه أنها عاملة له سحر تنوي أن تذبحك في الليل، عمل طريقة القصة طويلة ومعقدة هي ستأخذ شعرة من ذقنه في الليل ومعها مقص، وهو عنده علم أنها ستذبحه، قام ذبحها ودخل السجن، بقى رخيص طلع العبد مو غالي.
فالنميمة هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد وهي حرام قال الله تعالى:
﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11)﴾
( سورة القلم: 10 ـ 11)
وعن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه قال
(( سمعت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:لا يدخل الجنة قتات))
والقتات هو النمام، معنى ذلك أن النميمة من الكبائر، لا يدخل الجنة قتات، أي نمام، فإن كان ما ينم به نقصاً وعيباً بالمحكي عنه كان قد جمع بين الغيبة والنميمة، إذا كان نقل خبر فيه عيب أو نقص أصبح هذا النقد غيبة مع نميمة.
وقال الحسن من نم إليك نم عليك، هذه قاعدة.
_________________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كن أسـدا تــأكل الـثـعـالــب من بـقـايـاك *** و لا تكن ثـعـلـبـاً يــأكل من بـقـايــا الأسـد
اللهم إنا نسألك العفو والعافيه والمعافاه في الدنيا والآخــره
أيها الأخوة المؤمنون:
حديث اليوم أخرجه الإمام مسلم والإمام مالك وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا.
أيها الأخوة الأكارم:
هذا الحديث الشريف أيضاً من أصول الإسلام، قلت لكم في درس سابق إن النملة حشرة اجتماعية، بمعنى أنك إذا عزلتها عن أخواتها تموت ولو وفرت لها كل شيء، الغذاء والمأوى، والمسكن والتهوية والرطوبة والهواء، إذا عزلت عن أخواتها تموت، والإنسان كائن اجتماعي، ومعنى كائن اجتماعي، يعني حياته متوقفة على وجوده مع أخيه الإنسان، كلكم يعلم أن الإنسان يتقن شيئاً واحداً، له مهنة، له حرفة، لكنه بحاجة إلى آلاف آلاف المهن والحرف، هذا الزر الذي في قميصك معامل ومهندسون واختصاصات، هذا القميص الذي ترتديه، هذه الحاجات التي تستخدمها فالإنسان يتقن شيئاً وبحاجة إلى آلاف آلاف الحرف والمهن.
إذاً الإنسان في أصله كائن اجتماعي، ماذا يعنينا من أنه كائن اجتماعي، يعنينا أنه في علاقاته مع أخيه الإنسان في علاقاته، في علاقات مالية، في علاقات فكرية، في علاقات أسرية، في علاقات قرابة في علاقات أخذ وعطاء، في علاقات إقناع، في علاقات دعوة، في علاقات كثيرة جداً مع أخيه الإنسان، من خلال هذه العلاقات لابد من أن تنتشر الأفكار، لابد من أن تقتبس الأفكار، من خلال هذه العلاقات لابد من أن تنتشر المبادئ، ولا بد من أن تقتبس المبادئ، من خلال هذه العلاقات لابد من أن تنتشر العادات، وأنماط السلوك، ولابد من أن تقتبس يعني هناك تفاعل دائم بين الإنسان وأخيه الإنسان، شاء أو أبى، رضي أو لم يرض، الطفل يقلد والديه، في المدرسة يقلد معلمه، الصانع في المحل التجاري يقلد صاحب المحل، يراه كبيراً، الموظف يقلد مديره العام فأنت بشكل أو بآخر تعطي وتأخذ، تعطي أفكار، تعطي معتقدات، تعطي مبادئ، تعطي قيم، تعطي علاقات، وتأخذ أيضاً من أخيك هذه الأفكار وهذه المبادئ، الأصح أن نقول هناك تفاعل مستمر بين الإنسان وبين أخيه الإنسان.
المشكلة أنك إذا عرفت الله عز وجل، أنك إذا عرفت أمره، أنك إذا أقبلت عليه، وسعدت بقربه، أنت الآن عندك أفكار، عندك عقيدة عندك فلسفة للحياة، فلسفة للكون، فلسفة لوجودك في هذه الدنيا، فلسفة لمَ قبل الحياة، لمَ ما بعد الحياة، هذا يعبر عنه بأصول الدين، عقيدة المسلم لماذا هو في الأرض، أين هو ذاهب، ما المصير، ما حقيقة الحياة، ما حقيقة الموت، ما حقيقة الخير، ما حقيقة الشر، ما العمل الذي يقبل ما الذي العمل الذي لا يقبل، متى يرضى الله، متى يسخط الله، أنت إذا عرفت الله، وعرفت أمره، وأقبلت عليه، وذقت من لذة قربه، وأنت كائن في مجتمع، أنت أب، الحد الأدنى عندك زوجة وأولاد، أنت معلم في مدرسة عندك خمسين طالب، أنت طبيب في مستشفى وعندك ممرضين وعندك مساعدون، أنت صاحب متجر عندك موظفين أنت شئت أم أبيت موجود في مجتمع، صغير أو كبير، الآن إذا تكلمت هناك من يقتبس منك إذا قلت رأي كذا في هذا الموضوع هناك من يقلدك، هناك من يصدقك هناك من يقتدي بك، هناك من يراك كبيراً.
كما يقولون المرأة والولد الصغير يحسبان الرجل على كل شيء قدير.
فأنت وضعك الله عز وجل في موضع القيادة، ولو بأوسع معانيها الآن يجب أن تأخذ كلام رسول الله مأخذاً جدياً، يعني أنت إذا استهزأت بحقيقة دينية أمام أولادك ولو كنت مازحاً هل تدري ماذا فعلت غرست فيهم إمكانية أن يكون في الدين شيء باطل، أنت إذا مدحت إنساناً لا يستحق المدح غرست في نفوس أولادك مبدأ النفاق، إذا كذبت المرأة على زوجها على مرأى من أولادها غرست في أولادها معنى الكذب فالشيء الخطير هو أنك قدوة لأولادك، لطلابك، لزبائنك، لموظفيك لمن هم دونك، لمن هم حولك، لمن يراقبك، إذا أمنت أن هذا الكلام كلام رسول الله، وأن كلام رسول الله هو من عند الله، وإنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، إذا أمنت بهذا فاستمع إلى ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام:
من دعا إلى هدى، يعني قلت لابنك، أو لإخوانك، أو لموظفيك أو لطلابك، أو لمن هم دونك أن الأمر بيد الله لا بيد زيد أو عبيد، دعوت إلى التوحيد، دعوت إلى الهدى، أنت إذا رآك من حولك عفيفاً عن المحارم، عفيفاً عن المطامع، إن في سلوكك، وإن في كلامك، دعوت إلى هدى، إذا غضضت بصرك عن محارم الله، وأمرت بغض البصر عن محارم الله، دعوت إلى هدى، إنك إن صليت الصلاة في وقتها وأديت خصائصها ووجباتها من خشوع وقيام وقعود وركوع وسجود وأمرت أهلك بالصلاة دعوت إلى هدى، إنك إن ربيت ابنتك على مكارم الأخلاق، وعلى حب الله ورسوله، وعلى تلاوة القرآن وعلى معرفة حقوق الزوج دعوت إلى هدى، وإنك إن زوجتها من شاب مؤمن دين، ثم نشب بينهما خلاف وقفت موقفاً محقاً، وقفت موقفاً مشرفاً، وفقت بينهما ولم تفرق، لم تأخذك العزة بالإثم، لم تأمرها أن تأتي إلى البيت، وأن تدع زوجها كي تكسر رأسه، ما فعلت هذا، وفقت بينهما، حسنت الزوج في نظر الزوجة، أثنيت عليه بما هو أهله بينت لها أخلاق الأزواج الشريرين، دعوت إلى هدى، يعني يجب أن تعلم أن كل حركة و سكنة فيها دعوة إلى هدى أو دعوة إلى ضلالة شئت أو أبيت، إلا في حالة واحدة، أنك إذا ذهبت إلى قمة جبل وبنيت غرفةً وسكنت وحدك، إذا اعتزلت عن الناس يمكن أن تتعطل عن الدعوة إلى هدى، أو إلى ضلال أما إذا كنت في أسرة، مع صديق لك، مع أخٍ، في محل تجاري، في معمل، في متجر، في مزرعة، في التعليم، طبيب، محامي، مهندس موظف، بأي مكان إذا معك إنسان آخر فأنت شئت أم أبيت، أحببت أم كرهت، رضيت أم لم ترض لابد من أن تدعو إلى هدى، ولا بد من أن تدعو إلى ضلال، شيء خطير الذي لا يصدق، هو يصدق لأن النبي قاله لكن أقول لا يصدق لعظم النتائج، أنك إذا فعلت معصية، فعلك للمعصية دعوة إليها، والأنكى من ذلك أن تدعو إلى فعل هذه المعصية، طبعاً ما من إنسان يتكلم إلا بشيء من المنطق، أنت شاب أول حياتك لا تكون متقوقع، لا تكون انعزالي، لا تكون جاهل بالحياة، تعلم كل شيء مارس الأمور، اعرفها عن كثب، يعني الحديث لفت نظري أنه من أصول الدين وأنا والله الذي لا إله إلا هو أقرا لكم أكثر من مائة حديث كي أعثر على حديث شريف يعد من أصول الدين، في أحاديث كثيرة، وكلها شريفة في أحاديث متعقلة بالبيوع فقط، بموضوع محدد جداً، هذا يعنى به الفقهاء ولكن أنا أتمنى أن اصل إلى أحاديث التي لها علاقة بأصول الدين، فأنت عندك حالتان إما أن تعيش وحدك بلا زوجة ولا ولد ولا أهل ولا عمل وهذا شيء مستحيل، ونادر جداً، وإما أن تعيش في مجتمع، أصغر حلقة فيه بيتك وأكبر حلقة فيه أن يوليك الله على قوم، يعني معلم عندك 55 طالب، مدير مدرسة عندك 700 طالب، مدير مشفى، مدير معمل عندك ثمانين عامل، كلما اتسعت دائرة من تشرف عليهم زادت مسئوليتك عند الله عز وجل، إذاً أنت أمام خيار صعب، إما أن تعيش وحدك في هذه الحياة، وعندئذٍ لست مضطراً لا أن تدعو إلى هدى، ولا إلى ضلالة أما إذا كنت عضواً في مجتمع مهما بدا صغيراً فإنك مقهور على أن تدعو إلى هدى أو إلى ضلالة، من حيث تريد أو لا تريد، من حيث ترضى أو لا ترضى.
أيها الأخوة الكرام:
من معاني الدعوة إلى الهدى أو إلى الضلالة السلوك، لو كان معك ابنك، ومرت امرأة سافرة متهكتة، وملئت عينيك من جمالها على مرأى من ابنك الصغير هل تدري أنك دعوت إلى ضلالة وأنت لا تدري، وأنت لا تشعر، إذا وزنت في محلك التجاري لإنسان ولم تأتِ العين على العين على مرأى من ابنك، أو صانعك، أو إنسان يقتدي بك دعوت إلى ضلالة وأنت لا تدري، يعني سنقول لو بقيت ساكتاً، لو نذرت للرحمن صوماً فلم تكلم إنسياً، لو فعلت هذا إنك داعية إلى الهدى أو الضلال شئت أم أبيت أحببت أم كرهت، لأن فعلك وحده دعوة إلى هدى، إنك إن صليت العشاء في جماعة، أو صليت الصبح في جماعة، أو سلكت السلوك الإسلامي الصحيح، إن دعوت الله حينما تدخل بيتك، إن دعوت الله حينما تقدم على عمل خطير، إن دعوت دعاء السفر على مسمع من ابنك فقد دعوت إلى هدى، يعني الطفل يرى أباه، حركاته، تثاؤبه، إذا تثاءب الأب ولم يضع يده على فمه دعوت إلى ضلال وأنت لا تدري، ماذا فعلنا يا أخي ابنك ينظر إليك، فتحت فمك على مصراعيه ولم تضع يدك على فمك يعني يجب أن تعلموا أن كل حركة و سكنة وكلمة وتصرف وموقف على مرأى من أي إنسان، إن ابنك، أو أخوك، أو صديقك، أو عاملك، أو صانعك، أو موظفك، فأنت بهذا تدعو إلى هدى أو تدعو إلى ضلالة.
من منا يصدق أنك إذا دعوت إلى هدى طبعاً أنا أضعكم أمام الموقف الطبيعي، إنسان ليس بداعية ولا شيء، ولا عالم، فقط من عامة الناس، عنده أسرة وعنده عمل، حتى على هذا المستوى الحديث ينطبق عليه، أم أن تقف بالناس خطيباً، أن تقف بالناس مدرساً، داعية هذا في حساب عسير جداً، أن هناك القدوة مركزة جداً، لك مظهر ديني لك، لك هوية دينية، لك خلفية دينية، لك شخصية دينية، لك انتماء ديني، لك دعوتك، لك كذا، تحاسب على السكنة.
﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً﴾
(سورة البقرة: 124 ).
متى جعله إماماً، بالزعبرة ؟
(( فأتمهن ))
﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا﴾
( سورة السجدة: 24 )
﴿ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)﴾
( سورة ياسين: 20 ـ21)
في هدى، إذاً هذا الحديث ينطبق على كل مسلم، مهما بدا شأنه صغيراً، مهما بدا خاملاً، مهما بدا ضعيفاً، مهما بدا على هامش الحياة أليس له أولاد ؟ أليس له جيران، صاحب متجر أليس عنده صانع ؟ معلم ابتدائي ما عنده طلاب، فلذلك اعلم علم اليقين أنك إذا دعوت إلى هدى إما بسلوكك، وإما بلسانك، أو دعوت إلى الهدى دعوة مركزة، اجتمع الناس حولك، وألقيت فيهم كلمة، وقفت فيهم خطيباً، جلست فيهم مدرساً، اعلم أنك إذا دعوت إلى هدى واحد من تلاميذك إذا قبل دعوتك واستوعبها وفهمها، وتمثلها، وطبقها، وسعد بها، مثلاً أنت بعالم التجارة ممكن أن تقول لواحد خذ هذا البيت يربح، تقول له، يشتري البيت، أخذه بـ 30 ألف قبل عشرين سنة صار بـ 15 مليون، ممكن، ممكن لأنك قلت له اشترِ هالبيت يأتيك 15 مليون ربح، غير ربحه، مستحيل في عالم التجار هي، إذا أنت تاجر ونصحت إنسان بشراء قطعة أرض أو شراء بيت، أو شراء هذه البضاعة، وربحت أضعاف مضاعفة، يعني واردة بالتجارة أنه بعد يومين، أو بعد شهر، يبعث لك 15 مليون الربح الذي ربحه، مبلغ يكافئ ربحه ويعطيك إياه هذا شيء مستحيل، والله الذي لا إله إلا هو في الدين ليس مستحيلاً، والدليل، إلا إذا ما صدقنا النبي، أما إذا صدقنا النبي عليه الصلاة والسلام، كلام رسول الله، أخرجه الإمام مسلم، لا ينطق عن الهوى، ما سمعت حديث من رسول الله إلا علمت أنه حق من الله تعالى، اسمع: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه أبداً، كل الأجر الذي كتب لهذا الشاب في أول حياته، وفي وسط حياته وفي خريف حياته، كل أعماله الصالحة نسخة طبق الأصل توضع في إضبارة الداعي.
لو فرضنا الناس سألوا كيف هي بالمصاري التي معنا، أنت قلت له اشتري ذهب، هذا مثلاً اشتري بيوت، هذا اشتري أراضي، هذا اشتري بضاعة، وذهبوا كلهم واشتروا حسب توجيهاتك، لك أنت حساب جاءك كذا مليون من فلان أرباحه نفسها لعندك، أرباح هذا لعندك، أرباح هذا لعندك، هذا كلام مضحك لا يصدق، أما في الدين يصدق، فأنت انتبه لأولادك، انتبه لجيرانك، انتبه لإخوانك، انتبه لأصحابك، لزملائك لمن يلوذ بك، النبي الكريم ما كان خطيب، ولا كان داعية، ماذا كان ؟
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾
( سورة الأحزاب: 21 )
يعني أعظم لقب لقبه الله إياه أنه أسوة حسنة، قدوة كان، فأنت لو أردت أن تسكت وكنت وفق أمر الله ونهيه دعوت إلى هدى، وهؤلاء الذين قلدوك، هؤلاء الذين اتبعوك، هؤلاء الذين أحبوا سيرك بالحياة، هؤلاء الذين أحبوا عقيدتك، اعتنقوها، هؤلاء الذين أحبوا مبدئك فتبنوه، هؤلاء لهم أجر ولك مثل أجرهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيء أجورهم هي هي، والمبلغ نفسه يحول إلى الذي دلهم على هذا الخير.
هذا كرم الله عز وجل، هذا من كرم الله عز وجل، من كرم الله عز وجل أن يعطيك مثل ما أعطاهم، وأن يهبك مثل ما وهب لهم، وأن يكرمك مثل ما أكرمهم، مثلاً لو فرضنا عندك بنت صغيرة، اعتنيت بها عناية فائقة، اهتممت بصلاتها، الآن يخافون على أسنانها أن يكون في عيب خلقي، يقول لك تقويم أسنان، حتى إذا غداً تزوجت، على العين والرأس، كلام صحيح، يقول لك دفعت 60 ألف ليرة، ماشي الحال حتى الخطيب لا ينفر منها، ما لك خائف على دينها، على صلاتها مالك خائف، على عقيدتها مالك خائف، أتسمح لهذه الفتاة أن تأتيها ثقافة غريبة عن ثقافة الدين، أن تغذى تغذية غير إسلامية، تنشأ نشأة لا تحب أن تكون مسلمة طاهرة، تحب أن تكون فتاة عصرية مثلاً، هذا الشيء رخيص عليك، لو فرضنا إنسان اعتنى ببناته عناية فائقة بعقيدة بناته بصلاة بناته، بسلوك بناته، بثياب بناته، ثياب الإسلامية الفضفاضة كما ذكرنا قبل درسين، وزوج هذه الفتاة من شاب مؤمن، وهذه الأسرة الصالحة أنجبت أولاد صالحين، هل تصدق أن هذه الأسرة أعمالها كلها خيراتها كلها، طهارتها، عفافها، استقامتها كلها في صحيفتك، هذا الذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام:
(( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ))
(أخرجه البخاري في الأدب ومسلم والثلاثة [أبو داود، الترمذي، النسائي)
والله وجدت هذا الحديث فيه من التشجيع على العمل الصالح ما لا نهاية له.
شيء ثاني: أقول هذا كثيراً ولعلكم تعذروني في ذلك، يعني أنت ما لك عند الله، ليس لك عند الله إلا ما لله عندك، إذا أردت أن تعرف ما لك عند الله فانظر ما لله عندك، أنت ماذا قدمت، ما العمل الذي تلقى الله به، يعني أنت ترضى أن تتعلم العلم وأن تكتفي بذلك، أنت اهتديت وعلى الدنيا السلام، والناس هم وشأنهم، يعني أنت حجمك عند الله بحجم عملك، ومن أكبر حجوم الأعمال الصالحة أن تسهم بهداية إنسان هذا المسعى الطويل، يعني لك قريب توسمت به الصلاح، عنده حياء عنده خجل، لكنه لا يصلي، تقربت منه، وزرته، وأقنعته، وبينت له ما لك سمعان في حديث أنت عن الصلاة، يعني الذي يريد أن يكون داعية يجب أن يكتب ويسجل ويحفظ، أنت تحضر درس علم وتارك زوجتك وأولادك وبيتك، ماذا تكلم في الدرس، تكلم الحديث الفلاني، اكتب عندك الحديث وتذكر تفسيره، يجب أن تكون زاد عندك، شاهدت إنسان فيه خير، بين له، بين له شيء من كتاب الله، تفسير آية، تفسير حديث، آية كونية تأثرت بها، موقف من مواقف الصحابة المشرف، في عندك آيات كونية في عندك آيات قرآنية، في عندك سنة نبوية، في عندك السيرة النبوية في عندك قصة، في عندك مواقف كثيرة جداً، إذا يهمك أمر أخرتك يهمك أن يكتب لك أجر مثل أجور الذين اهتدوا بهديك، افعل هذا، فكلما كثر الذين دعوتهم إلى الله عز وجل واستفادوا منك كلما كبر حجمك عند الله عز وجل.
﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾
( سورة الأحقاف: 19 )
﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾
( سورة المجادلة: 11 )
لك أنت درجة عند الله بقدر علمك وبقدر عملك، فالواحد ما يكون همه هو سمع الحق وانتهى الأمر، وهمه شغله، وكسب المال، والسنة ربحنا كذا، وعملنا جرد، وربحنا وما ربحنا، في قضية أخطر من ذلك الربح الحقيقي:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ﴾
( سورة الصف: 10 ـ 11 )
يعني الذي أتمناه عليكم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
((ما أحدث رجل أخا في الله إلا أحدث الله له درجة في الجنة.))
[ أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن أنسر ضي الله عنه ]
أنت بقدر ما تقنع الناس بالحق، تدعوهم إلى الهدى، في عقيدتهم في تصوراتهم، في عبادتهم، في معاملاتهم، في أخلاقهم، كلما قربتهم من الله عز وجل، كلما حببت الله إليهم، كلما دفعتهم إلى طاعته، كلما دفعتهم إلى فعل الخيرات، وترك المنكرات، كلما فعلوا خيراً في صحيفتك.
إذاً: يجب أن تعرف أن الدعوة إلى الله عز وجل، وأن هداية الخلق هي صنعت الأنبياء، وصنعت الأنبياء أعلى صنعة في الأرض ما من صنعة أشرف منها، لأن هذا الذي خلق الكون هؤلاء جميعاً عباده وهو يحبهم جميعاً فإذا قربت أحدهم إليه أزحت عنه كابوس الشرك، والشك أزحت عنه شقاء العقيدة الفاسدة، أزحت عنه شقاء الشرك، أزحت عنه الضلال، أزحت عنه كابوس البعد عن الله عز وجل، أزحت عنه الجفوة مع الله عز وجل، قربته من الله عز وحل، يعني والله لا أبالغ، إن شاء الله لا أبالغ، لو إنسان حصل تجارة يعني بالعام الواحد حققت ربح ألف مليون والله لا تعدل أن تهدي واحد إلى الله عز وجل، لأن الألف مليون لن تأخذها معك إلى القبر، لكن هذا الذي هديته إلى الله هذا يسعدك إلى الأبد، هذا زادك إلى الله، أنا أقول هذه الكلمة دائماً، إذا لاحظت أخ يعتني بأخ مهتم به. يعني مثلاً الحقيقة أن ممكن الإنسان يلقي درسين وإنسان يستمع ويمشي، واردة هذه، في كل مراحل التعليم ليس هناك علاقة بين الطالب والمعلم، لكن لو أخ من أخوانا حضران الدرس ولاحظ أن في أخ ما حضر اليوم، وكلف خاطره وسأل عنه، إما بمخابرة إما باتصال، إما بزيارة، يعني هذا السؤال لا تعرف مقدار تأثيره، يعني أنا لهذه الدرجة غالي على أخواني، معناها أنا عايش بأسرة ما لي عايش بمكان عام، أنا لي أسرة معناها، معنى عدم حضوري أقلق بعض أخواني معناها أنا لي قيمة عندهم، أنت تعرف لو سالت عنه هذا السؤال كم تشده إلى المسجد، هذه واحدة منهم، من دعا إلى هدى، تفقدت إخوانك، أنا لا أكلفك أن تتفقد الإخوان كلهم، واحد، تآخيا اثنين اثنين، هذا فلان أخي في الله، تفقد أموره بغيابه وبحضوره، لا سمح الله مرض، إذا أنت عرفت أنه مريض وزرته وأخذت له معك عرقين ورد، أو من دون شيء لأنك زرته أمام أهله أمام زوجته، والله جاء فلان زارك، وفلان كمان زارك، فلان زارك، يشعر الزوج بمكانته عند أهله، معناها والله هذا زوجي مهم، مانا عرفانين لهذه الدرجة أنه مهم، إذا كان زاروه عشرة إذا كان غاب درس قام عشرة زاروه، لم يعد يغيب أبداً، عشر فناجين قهوة مشكلة، هذه واحدة، تفقد أخوك إذا كان تغيب عن الدرس عمل صالح، أولاً ينمي العلاقات الأسرية، يجعلك عضو في أسرة أنت مو موضوع درس عام حضرناه ومشينا، أخ مريض إخوانه كلهم زاروه.
(( انتهى الوجه الأول من الشريط ))
الحلويات والفواكه، المزاح الطرائف، هذا حلو كثير، لكن في أيام زيارات مكلفة، لك أخ ساكن بالقدم، والله من باص لباص بدي شي ساعة لأصل لعنده، أنت لا تبحث عن الشيء الممتع، عن الشيء المؤجر في كثير من النشاط الممتع ما لك عليه أجر إطلاقاً، والله عاملين دور كل ثلاثاء، والله إخوانك وتحبهم، وسهرة وفي مزح وفي طرافة هذه مالك فيها أجر، أما أن تزور مريض في طرف المدينة، وتكلف خاطرك ثلاث ساعات لتصل له، تأخذ معك عرقين ورد، أو علبة شوكولا، أو كيلو فاكهة مثلاً، ألفت قلبه، وجبرت خاطره، شاف حاله له قيمة على إخوانه رفعت معنوياته، وبثيت به الحماس، والله شيء حلو الدين، أنا لست وحدي أعيش، أنا أعيش بين أسرة، هذه واحدة منهم، من دعا إلى هدى مرض وتفقدته، لزمه مساعدة ساعدته، أنا لا أشوف عمل أعظم، لازمه حاجة وأنت خبير فيها، من وقتك الثمين اذهب أنا أخذها لك، درت أنت وإياه من محل لمحل حتى أخذت له غرض سعره معتدل ونوعه جيد، يقول لك الله يجزيك الخير أنا لا أعرف بهذا الشيء و الله، يريد غرفة نوم وأنت عندك خبرة بغرف النوم، هو غشيم يعطونه غرفة كلها نشارة، باع طقم كنبات بياع، اشتراه شخص، أول ما جاءه ضيوف خفس، ركض لعنده قال له هذا خفس، قال له قعدتم عليه الظاهر، إذا كان غشيم يأكلها الواحد، إذا كان لك صديق يعرف بغرف الضيوف يعرف بغرف النوم عاونك، ليست الحياة كلها صلاة وصوم وحج وزكاة، الدين كله مساعدة قال عليه الصلاة والسلام:
(( لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا .))
[ أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج طب عن ابن عمر ].
في أعمال غير منظورة، تعاون أخ في تأمين دواء أحياناً، عنده بنت معها التهاب سحايا ويلزمها دواء، ولا يوجد أحد، وأنت عندك سيارة قلت له على عيني، درت من مكان لمكان لمكان وجلبت له الدواء، ليس كل الدين صوم وصلاة، بالعكس الصوم والصلاة والزكاة والحج هذه عبادات شعائرية، هذه العبادات عبارة عن محك للعبادة التعاونية لا تقدر أن تصلي إذا ما كان عملك طيب، وإلا الصلاة شكلية تصبح، والله حركات وسكنات لا تعني شيئاً، طقوس، يعني حركات إيمائية تصبح الصلاة، إذا ما في عمل صالح، فليس كل الحياة صوم وصلاة، جوهر الدين خدمة الخلق، لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا.
أنت بالرياضيات متفوق، ولك أخ حالته المادية رقيقة، وعنده ابن عاونته بدرسين ثلاثة وجهته جبرت خاطره، ما بدك الله يرضى عنك هذه دعوت إلى هدى، لكن لا تنسى، ما بتقدر تحكي عن الله كلمة إذا عملك سيئ، مكشوف لأنك والناس ما في أحد مغفل، كل الناس أذكياء إذا كان ظننتهم مغفلين أنت مغفل هذه خذها قاعدة، من ظن أن الناس مغفلون فهو المغفل، لا بتقدر تحكي عن الله كلمة إذا لم يكن عملك طيب هذه واحدة، ولا تفتح قلب الإنسان بلسانك، قلب الإنسان لا يفتح إلا بعملك الصالح، افتحه بعملك الصالح حتى ينفتح عقله بكلامك، أنا أجد المؤمن همه الأول، شغله الشاغل، اهتمامه الكبير أن يسهم في هداية الخلق ولكن أقول لكم هذه الكلمة وهي خطيرة جداً. ورد بإحياء علوم الدين قول للإمام الغزالي، أما هو قول غريب، يقول الإمام أبو حامد الغزالي، يعني العوام، معنى العوام ؛ قد تكون طبيب أنت، قد تكون بأعلى درجة علمية لكن معلوماتك الدينية ضعيفة جداً، فأنت عامي في الدين، وأنا هذا العبد الفقير أعطني ورقة تخطيط قلب أنا عامي فيها، يا ترى ماذا يوجد معه هذا، طبيب القلب ينظر إلى التخطيط يقول لك ما فيه شيء، أو تجده تغير لونه يقول لك عندك بعض الاضطراب بالنظم أو في عندك ارتجاف أذيني من نظرة الطبيب، أما جيب إنسان ما له طبيب بالقلب، وأطلعه على ورقة التخطيط لا يفهم شيء بها، نقول هذا عامي في هذا الموضوع، ليس معناها عامي يعني جاهل، قد يكون طبيب، قد يكون مهندس، قد يكون له مرتبة علمية كبيرة، لكن معلوماته الدينة ضعيفة، فإذا أراد أن يدعو إلى الله على كيفه، على تفسيره الشخصي قد يلقي ضلالات وهو لا يدري ماذا قال الإمام أبو حامد الغزالي العوام لئن يرتكبوا الكبائر أهون من أن يتكلموا على الله ما لا يعلمون، أين مجال العمل الصالح، إذا واحد معلوماته الدينة وسط، أنت أحسن له حتى يحبك، وادعيه للجامع، في واحد مختص بالحل يكفي عنك، الذي تعرفه صحيح تكلم فيه، المتأكد منه تكلم فيه، آية كونية، حكى لنا الأستاذ عن النملة مثلاً، ما فيها شيء واضحة، آية قرآنية محكمة ارويها له، حديث شريف محكم ارويه له أما أن تغوص بمسائل متعلقة بالعقيدة، والقضاء والقدر، وبصفات الله وبأسمائه الحسنى، وأنت ما عندك تمكن، تعطيه معلومات غلط، ويفهمها منك غلط، ويكفروك الناس، مسألة خطيرة جداً، إذا أنت ما لك متأكد من المعلومات، إياك أن تلقيها على الناس، لأنه يحصل خطأ كبير، لهذا من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، مو لازم الإنسان أن يكون مستهلك، يقول لك مستهلكين يقول لك سعر المستهلك على كل شغلة، أيام يكون المستهلك مستَهلك، هو نفسه استهلك، كيف يكون هذا المستهلك مستهلك يعني إذا كانت الحياة استهلكته، الحياة روتينية ما لها معنى، نوم طعام عمل راحة، ما في شيء بحياته جديد، ما له رسالة بالحياة، ما له هدف كبير، الموت خارج حساباته كلها، طيب هذا إنسان مستهلك انتهى، استهلكته الحياة همه بطنه همه رزقه، همه دخله، همه تجارته، ربنا عز وجل قال:
﴿وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)﴾
( سورة فاطر: 22 )
كأن هذا الإنسان في قبر، أنا أتمنى عليكم ألا تستهلكوا من قبل الحياة، الواحد يومه كأمسه كغده، عمل مستمر، أعمال كبيرة، يعني رجل أعمال، ما عنده وقت إطلاقاً مواعيد مغلقة كلها، يعني ما قيمة هذا الشيء، كنت ضربت على ذلك مثلا، لو أنت ذهبت إلى بلد أجنبي لتأخذ الدكتوراه، ومعلق آمال كبرى جداً على نيل هذه الشهادة، ولو حصلتها لكنت في مستوى رفيع جداً، أنت بحاجة إلى ألف فرنك فرنسي تعيش منهم وجدت شغلة ساعتين بألف فرنك بالشهر، وعندك ثمان ساعات دراسة ممتازة هذه الشغلة، جاءك عمل ثاني قال لك ألفين فرنك لكن أربع ساعات بالدوام، شيء مغري، أخذتهم، عمل ثالث ثلاث آلاف فرنك لكن ستة ساعات بالدوام، كل ما كثر دوام العمل نقص وقت الدراسة، جاءتك شغلة أربع وعشرين ساعة الدوام إقامة بالمعمل، لكن مائة ألف فرنك، لو أعطوك مهما أعطوك مادام هذا العمل استغرق وقتك كله أنت الخاسر الأكبر، لأن ضيعت الهدف الأكبر، الآن أي عمل إذا امتص كل وقتك ما خلاك تلتفت لربك، وأهملت صلواتك، وأهملت عبادتك، وأهملت قراءة القرآن الكريم، وأهملت مجالس العلم، هذا العمل خسارة كبيرة مهما عاد عليك بالربح الجليل.
القسم الثاني من الحديث:
ومن دعا إلى ضلالة.
يعني أقنعت الناس أن دارون محق بنظريته، الإنسان أصله قرد والله الآن أصبح قرد، دعوت إلى عقيدة فسدة، دعوت إلى ضلالة دعوت إلى أن فلان هو كل شيء، المال كل شيء، أخي الدراهم مراهم هذه ضلالة من قال لك مراهم، في عند ربنا مليون مرض لو معك مليون مرهم لا يصنعون شيء، في أمراض لا تحلها الدراهم، ضلالة هذه تقول مثلاً يعني إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب، هذه ضلالة هي، عال والله شو هذه المبادئ هي ، إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب، ضلالة هذه، أخي فلان لأن مليح الله ابتلاه، كمان ضلالة هذه، بدك تشجع على الطاعة فمن دعا إلى ضلالة، اعتقاديه، أو روى قصة فيها ظلم شديد، وما وجهها توجيه صحيح، ما قال لك هذا المظلوم قد يكون ظالم بمجال آخر أيام يكون شريك ظالم وشريك آخر مظلوم، بس هذا المظلوم كمان قد يكون في بيته ظالم، ما بتعرف، قد يكون ماله حرام، فالله أرسل له هذا الشريك الظالم تحكم فيه، فإذا أنت رويت قصة انتبه، في قصص لها مؤدى خطير، لها مؤدى يتناقض مع مبادئ الدين، لا تروي كل شيء إذا القصة تخدم هدف ديني ارويها وإلا قل لا أعرف والله، لعلها تكن لها خلفية ثانية، في فصل لا أعلمه فيها، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثار من اتبعه، لا ينقص من آثامهم شيء.
إذاً: من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها، ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها.
يعني واحدة نصيب وواحدة كفالة، فإذا شفعت، دللت واحد على معصية بهذه الطريقة تربح، هذه الطريقة فيها غش، هذه فيها تدليس هذه فيها كذب، إذا دللت على عقيدة فاسدة، أو على طريقة فاسدة، أو على سلوك فاسد، أو على معصية، أو على مخالفة، أو شجعته، أو فعلته، أحد أنواع الدعوة أن تفعل هذه المعصية، فعلتها، أو أوحيت أنها لا بأس بها، أو شجعت عليها، أو أقررتها، كان عليه من الإثم مثل آثار من اتبعه لا ينقص من آثامهم شيئا، خذوا الحديث مرة ثانية بدقة.
((عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثار من اتبعه، لا ينقص من آثامهم شيئا ))
[أخرجه مسلم ومالك وأبو داوود والترمذي].
وهذا الحديث كما قلت لكم أصل من أصول الدين.
في كتاب الجامع الصغير وهو من أحاديث البشير النذير، كتاب أحاديث جمعه السيوطي، وأحاديثه مرتبة وفق حروف المعجم، مرة قرأت بعض الأحاديث التي أولها حق المسلم على المسلم، حق الأخ على أخيه حق الجار على جاره، حق الزوجة على زوجها، حق الزوج على زوجته حق الوالد على ولده، حق الولد على والده، يعني أحاديث كثيرة، لكن حديثاً واحداً قرأته فقشر جلدي، حق المسلم على الله، الآن لا يحضرني حديث الجامع الصغير، أما الرواية الثانية.
ثلاثة حق على الله عونهم، حق على الله عونهم، من هؤلاء الثلاثة الناكح الذي يريد العفاف، يعني شاب يحب ألا يعصي الله عز وجل يريد أن يعف نفسه عن الحرام، هذه نيته، هذا إقراره، بظروف صعبة جداً والأبواب كلها مغلقة، والطرق كلها مسدودة، والأمور معقدة جداً لكن مال ما في عنده، مثل هذا الشاب إذا أراد أن يتزوج ليعف نفسه عن الحرام، وعنده إصرار شديد ألا يعصي الله عز وجل، فهذا الشاب حق على الله، أن يعينه إذا أراد العفاف، حق على الله، قلت لكم 12 حديث المسلم على المسلم، والجار على جاره، والأخ على أخيه، والصديق على صديقه، والابن على أبوه، والأب على ابنه، والزوجة على زوجها والزوج على زوجته، إلا حديث واحد حق المسلم على الله، يعني إذا أراد النكاح ليتعفف أن يعينه، والقصص التي تروى في هذا المجال لا تعد ولا تحصى، الله يسر له منزل يعني مأوى في طرف المدينة، في رأس الجبل في مكان آخر، يسر له زوجة صالحة، يسر له بعض المال، إخوانه عاونوه، فالواحد لا يحجم، النبي الكريم يقول:
من ترك التزويج مخافة العليلة فليس منا.
يعني معقول، الله عز وجل أمر ونهى، وأنت حريص على أن تأتمر بأمره، وأن تنتهي عما عنه نهى، وألا يعينك ؟ تريد أن تتزوج والزنا حرام، وإطلاق البصر حرام، والوقت وقت فتنة، والله ما يعينك لذلك ليس على الإنسان أن يسعى، وليس عليه إدراك النجاح، عليه أن يسعى، عليه أن يخطو الخطوة الأولى.
الدليل: قال عليه الصلاة والسلام: أو من شمائل النبي عليه الصلاة والسلام:
أنه ما شكى إليه أحد ضيق ذات يده إلا قال له اذهب فتزوج.
يعني وداويها بالتي كانت هي الداء، هو لحاله مو ماشي حاله، ما شكى إلى النبي عليه الصلاة والسلام واحد ضيق ذات يده إلا قال له اذهب فتزوج.
يعني إذا واحد كان وكيل على إطعام جماعة، فالجهة التي موكلته كم واحد عندك، عندي ثلاثة، يعطيه ثلاثة، خمسة خمسة هذا الشي بديهي، فإذا كان رب العالمين هو الرزاق، وأنت تزوجت، أصبحنا اثنين يا رب، كنا واحد أصبحنا اثنين، ثلاث أصبحنا، ومعروفة هذه إذا واحد جاءته بنت واستقبلها بقبول وبرضا، ورآها هدية من الله والنبي الكريم لما جاءته السيدة فاطمة، ضمها وشمها وقال ريحانة أشمها وعلى الله رزقها في ناس يقطب جبينه، ويكن كنة، بتلاقيه انزعج من زوجته، ما دخلها الزوجة ؟ هذه جاهلية، موقف جاهلي، المؤمن غير هيك، هذه البنت هدية، أهداه الله إياها، قد تأتي ويأتي رزقها معها وقد يأتي صهر لك أغلى عليك من أولادك، وأنت لا تدري، لا تعلم أين الخير، هذا الحديث تشجيع للشباب، يعني أنت اخطوا أول خطوة، وعلى الله الباقي.
((ثلاثة حق على الله عونهم، من هؤلاء الثلاثة: الناكح الذي يريد العفاف ))
[رواه الترمذي واللفظ له قال حديث حسن صحيح ]
والحديث الآخر:
إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي.
يعني باب كبير من أبواب المعاصي أغلقه وارتاح منه، يعني إطلاق البصر معصية، والزواج كما قال النبي أغض للبصر، فإذا إنسان مؤمن تزوج صار أقدر على غض البصر، هو المؤمن يغض بصره بكل الحالات، لكن في غض بصر عن غض بصر يختلف، واحد مكتفي واحد ما اكتفى، هذا المكتفي يعني قضية ارتاح منها قامها من باله، التفت لشيء ثاني، هذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام: إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي.
والحديث الثالث:
من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي.
والحديث الذي قلته قبل قليل: من ترك التزويج، ما قال الزواج لو قال من ترك الزواج لنصرف الحديث إلى الشباب، أما لمن قال من ترك التزويج انصرف الحديث إلى أولياء الفتيات والفتيان، والشباب والشابات:
من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منا.
في حكم فقهي صغير أردت أن أنهي به الدرس، هذا الحكم هو النميمة، تعريف النميمة كشف ما يكره كشفه، التعريف الدقيق كشف ما يكره كشفه، سواء كرهه المنقول إليه، أو المنقول عنه، أو كرهه ثالث أنت تكلمت كلمة، يعني أنا........... أن إنسان، أخ كريم حدثني عن قصة وقعت، شخص له محل تجاري في أحد أسواق دمشق وله جار، هذا الجار عنده فتيات في سن الزواج، جاء خاطب لهذه الفتيات، فهذا الخاطب ذهب إلى جار والد مخطوبته وسأله ما قولك في هذه الأسرة فقال له والله الناس كلهم خير وبركة، دعني من هذا يا أخي اسأل غيري أصر عليه، استحلفه بالله، أكد عليه، فأبدا هذا الجار أن والله لا ترتاح كثير، وهذا واجب، بالزواج واجب، قال له أستحلفك بالله، لو أن عندك شاب أتزوج هذا الشاب من هذه الفتاة، قال له لا والله، يبدو أنه مطلع على شيء لا يليق أن إنسان يكون زوج من هذه الأسرة، هذا السائل ذهب إلى والد الفتاة وبلغه ذلك، أن والله سألنا جارك قال هيك، فما عاد لنا مصلحة، السلام عليكم، الأمر تفاقم وتفاقم وصل إلى مستويات خطيرة في المجتمع، يعني قصة طويلة كثير، أبعادها خطيرة، أنت سألته ونصحك أليس هذا حمقاً، تنقل للطرف الثاني ما قاله الأول فيه، من هذه القصة خطر في بالي أن أعطيكم معنى النميمة، سواء، قال كشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول إليه أو المنقول عنه، أو كرهه ثالث، يعني نصحك هو، لكن يزعجه أن تنقل الكلام عنه، يزعجه جداً، طيب هذا الذي نقلت الكلام، هذا لا يزعجه، تكلم، أنا هذا رأي تكلم لفلان، المنقول له يزعجه، أحياناً المنقول عنه يزعجه، في أحيان أخرى المنقول له يزعجه وفي أحيان لا هذا ولا ذاك،، شخص ثالث، كان له مصلحة بعقد شراكة مع فلان قام ما عاد له مصلحة، عملت أنت فساد كبير، فلذلك سواءٌ كانت بالقول، أو الإشارة، أو الكتابة، تعريف النميمة بالضبط، كشف ما يكره كشفه، سواءٌ كرهه المنقول إليه، أو المنقول عنه، أو كرهه ثالث وسواءً كانت بالقول، أو بالإشارة، لم يتكلم، رفع حواجبه، قال لي والله رفع لي حواجبه بصراحة، نفس الشيء، هو لم يتكلم، رفع لي حواجبه نفض ثوبه، أيضاً هذه نميمة، قال سوءً بالقول أو بالإشارة أو بالكتابة وسواءً كان المنقول من الأقوال، أو الأعمال، وسواءً كان عيباً أو نقصاً حقيقة النميمة، إفشاء السر، وهتك السر عما يكره كشفه، قال من أدب المسلم أن يسكت عن كل ما يراه من أحوال الناس، إلا ما في حكايته فائدة لمسلم، انعقد مجلس وصار فيه تداول على سفك دم، أو على نهب مال أو على هتك عرض، هذه المجالس الثلاثة يجب أن تخبر عنها، هنا ما في أخي نميمة لا أقدر أن أتكلم، شو ما تتكلم، روحتهم سفك دم، أو هتك عرض، أو نهب مال، هذه المجالس التي يتداول فيها في هذه الموضوعات هذه لا غيبة فيها، ولا نميمة فيها، لأنك إن سكت أوقعت إضراراً بالمسلمين، لذلك وينبغي أن يسكت عن كل ما يراه من أحوال الناس إلا ما في حكايته فائدة لمسلم، أو دفع لمعصية، أو دفع لضرر فيختار أخف الضررين. واحد يشارك فلان وتعرفه فلان نصاب كبير أخي أنا لا أريد أن أغتاب أحد، آسف، يجب أن تغتابه، لكن ما له حق أن يسألك من قال لك هذا الكلام ، موضوع زواج، موضوع شراكة موضوع تجارة، موضوع تعامل، موضوع جوار، تعرف هذا البيت أساسه ضعيف، وكان في أمر بإخلائه، والشاري لا يدري والشاري مؤمن، لا يصح أن تخبي عنه، نبهه، هذا البيت فيه مشكلة تعرف بهذا الشيء في عيب خطير، وتعرف هذه السيارة غير صحيحة، أوراقها غير نظامية، والمظهر ما كشفه الشاري، لو اشتراها كان وقع في بلاء كبير جداً، بدك تبين له، هكذا حق المسلم على المسلم، إذاً إلا ما في حكايته فائدة لمسلم، أو دفع لمعصية، أو دفع لضرر فيختار أخف الضررين وأهون الشرين.
وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم النميمة هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد، يروا قصة مشهورة عن قاضي ذهب ليشتري عبد فوجد عبد رخيص كثير، وذكي وشاطر، ببلاش هذا، قال له لكنه نمام، قال لا يهم، هاته جاء لعند السيدة زوجة القاضي قال لها هذا زوجك يحب واحدة غيرك، أنا أنبهك وبلغه أنها عاملة له سحر تنوي أن تذبحك في الليل، عمل طريقة القصة طويلة ومعقدة هي ستأخذ شعرة من ذقنه في الليل ومعها مقص، وهو عنده علم أنها ستذبحه، قام ذبحها ودخل السجن، بقى رخيص طلع العبد مو غالي.
فالنميمة هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد وهي حرام قال الله تعالى:
﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11)﴾
( سورة القلم: 10 ـ 11)
وعن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه قال
(( سمعت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:لا يدخل الجنة قتات))
والقتات هو النمام، معنى ذلك أن النميمة من الكبائر، لا يدخل الجنة قتات، أي نمام، فإن كان ما ينم به نقصاً وعيباً بالمحكي عنه كان قد جمع بين الغيبة والنميمة، إذا كان نقل خبر فيه عيب أو نقص أصبح هذا النقد غيبة مع نميمة.
وقال الحسن من نم إليك نم عليك، هذه قاعدة.
_________________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كن أسـدا تــأكل الـثـعـالــب من بـقـايـاك *** و لا تكن ثـعـلـبـاً يــأكل من بـقـايــا الأسـد
اللهم إنا نسألك العفو والعافيه والمعافاه في الدنيا والآخــره