مواقف طريفة من حياة الدكتور / عبد الله الطيب
هذه بعض المواقف الطريفة من حياة العلامة الراحل؛ والأديب السوداني الكبير، بروفيسور/ عبد الله الطيب، عملاق العربية الفصحى، وفارس بنت عدنان، عليه رحمة الله تعالى:
• كان مرةً يقدم محاضرة بالقاعة (102) بكلية الآداب، جامعة الخرطوم، فخاطبه أحد الحضور قائلاً: "أريد أن أسأل البروفيسور عن ..." ، فقاطعه أحد الطلاب المهووسين بالإعجاب بدكتور عبد الله الطيب، قائلاً: "يا أخي لا تقل يا بروفيسور.... فإنها كلمة أجنبية!! ولكن قل يا أستاذ"؛ فقال دكتور عبد الله الطيب: "لا بأس فكلاهما أجنبيتان!!!"
وهذا لأن الأولى لاتينية، والثانية فارسية.
• قال تلميذه المحبب إلى نفسه، دكتور/ الحبر يوسف نور الدايم: إني أحسب أنه لا يوجد بيت من الشعر قالته العرب إلا وأستاذنا عبد الله الطيب قد اطلع عليه، إن لم يكن يحفظه، وقد كنت ذات يوم في المكتبة الكبرى بجامعة الخرطوم وعثرت على كتاب قديم ممزق من كتب اللغة العربية، وبينما أنا أقلب في ذلك الكتاب عثرت فيه على بيت لشاعر جاهلي مغمور يصف تمرة، فحفظت ذلك البيت وكنت أظن أنني الوحيد في العالم كله الذي يحفظ ذلك البيت. وكان من عادة أستاذنا عبد الله الطيب أن يقيم مآدب للإفطار في رمضان يدعو إليها تلاميذه وأصدقائه ومحبيه، وبينما كنا معه ذات يوم في إحدى تلك المآدب، مددت يدي لأتناول تمرة من الطبق، وأنا أتمثل بذلك البيت، فما كدت أكمل صدر البيت: وكنتُ إذا ما قـُدِّم الزادُ مولعاً... فإذا بالأستاذ يكمل عجز البيت على الفور؛ قائلاً: بكلِّ كُمَيتٍ جلدةٍ لم توَسَّفِ.
• لقيه أحد اللغويين المصريين، فقال له: "أنتم (أي معشر السودانيين) تقولون: {عرف} بكسر الراء". فرد عليه فوراً، وعلى البديهة: "لا بأس، فنحن نخطئ في الماضي، وأنتم تخطئون في المضارع؛ فأنتم (أي معشر المصريين) تقولون {تعرَف}" بفتح الراء"!!!
والصحيح في لغة العرب أن الفعل (عرف) من باب: [ضرب يضرب]، إذن فهو [عرَف يعرف]، بحيث تكون الراء مفتوحة في الماضي ومكسورة في المضارع، فنحن السودانيين نكسر الراء في الماضي والمضارع، والمصريون يفتحونها في الفعلين جميعاً.
فتأمَّل كيف أن د. عبد الله الطيب ردَّ على هذا المصري من مضارع نفس الفعل الذي استشهد به!!!
• قدم الدكتور/عبد الله الطيب إلى الدوحة، في أواخر التسعينات من القرن الماضي، لإلقاء محاضرة بعنوان: (أزمة المثقف العربي)، وفي الليلة التالية دعاه مجموعة من شباب الجالية السودانية إلى العشاء والمسامرة في أحد فنادق الدوحة. وأثناء تلك الجلسة الممتعة مع هذا الأديب واللغوي الكبير، سأله أحد الحضور: " يا دكتور الناس ينسبون إليك هذه الأبيات:
ومدغشــلٍ بالقحطلـيـن تحـشـرفـت *** شـرَّافــتـاهُ فخـــرَّ كالخـُرْبـُعـْـطـُـــلِ
وتفشحط الفشحاط في شحط الحفا *** وانـداحَ من خِنشــارةِ البُـعْـطـُنـْجـُـلِ
ويقولون أن أحدهم سألك: ما هو البعطنجل؟ فأجبت: بأنه صغار الجـُلـُُعْـبُط، والمعنى واضح!!!
فضحك الدكتور وقال: "أنا أعلم أن الناس ينسبون إليَّ كثيراً مما لم أقله، ولكن لعلَّ هذا أن يكون من شعر الجن!"
ولقد وقفت على بيت شعر عجيب للدكتور عبد الله الطيب من قصيدة له طويلة يقول فيه:
ودمتم يا أحباب...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
هذه بعض المواقف الطريفة من حياة العلامة الراحل؛ والأديب السوداني الكبير، بروفيسور/ عبد الله الطيب، عملاق العربية الفصحى، وفارس بنت عدنان، عليه رحمة الله تعالى:
• كان مرةً يقدم محاضرة بالقاعة (102) بكلية الآداب، جامعة الخرطوم، فخاطبه أحد الحضور قائلاً: "أريد أن أسأل البروفيسور عن ..." ، فقاطعه أحد الطلاب المهووسين بالإعجاب بدكتور عبد الله الطيب، قائلاً: "يا أخي لا تقل يا بروفيسور.... فإنها كلمة أجنبية!! ولكن قل يا أستاذ"؛ فقال دكتور عبد الله الطيب: "لا بأس فكلاهما أجنبيتان!!!"
وهذا لأن الأولى لاتينية، والثانية فارسية.
• قال تلميذه المحبب إلى نفسه، دكتور/ الحبر يوسف نور الدايم: إني أحسب أنه لا يوجد بيت من الشعر قالته العرب إلا وأستاذنا عبد الله الطيب قد اطلع عليه، إن لم يكن يحفظه، وقد كنت ذات يوم في المكتبة الكبرى بجامعة الخرطوم وعثرت على كتاب قديم ممزق من كتب اللغة العربية، وبينما أنا أقلب في ذلك الكتاب عثرت فيه على بيت لشاعر جاهلي مغمور يصف تمرة، فحفظت ذلك البيت وكنت أظن أنني الوحيد في العالم كله الذي يحفظ ذلك البيت. وكان من عادة أستاذنا عبد الله الطيب أن يقيم مآدب للإفطار في رمضان يدعو إليها تلاميذه وأصدقائه ومحبيه، وبينما كنا معه ذات يوم في إحدى تلك المآدب، مددت يدي لأتناول تمرة من الطبق، وأنا أتمثل بذلك البيت، فما كدت أكمل صدر البيت: وكنتُ إذا ما قـُدِّم الزادُ مولعاً... فإذا بالأستاذ يكمل عجز البيت على الفور؛ قائلاً: بكلِّ كُمَيتٍ جلدةٍ لم توَسَّفِ.
• لقيه أحد اللغويين المصريين، فقال له: "أنتم (أي معشر السودانيين) تقولون: {عرف} بكسر الراء". فرد عليه فوراً، وعلى البديهة: "لا بأس، فنحن نخطئ في الماضي، وأنتم تخطئون في المضارع؛ فأنتم (أي معشر المصريين) تقولون {تعرَف}" بفتح الراء"!!!
والصحيح في لغة العرب أن الفعل (عرف) من باب: [ضرب يضرب]، إذن فهو [عرَف يعرف]، بحيث تكون الراء مفتوحة في الماضي ومكسورة في المضارع، فنحن السودانيين نكسر الراء في الماضي والمضارع، والمصريون يفتحونها في الفعلين جميعاً.
فتأمَّل كيف أن د. عبد الله الطيب ردَّ على هذا المصري من مضارع نفس الفعل الذي استشهد به!!!
• قدم الدكتور/عبد الله الطيب إلى الدوحة، في أواخر التسعينات من القرن الماضي، لإلقاء محاضرة بعنوان: (أزمة المثقف العربي)، وفي الليلة التالية دعاه مجموعة من شباب الجالية السودانية إلى العشاء والمسامرة في أحد فنادق الدوحة. وأثناء تلك الجلسة الممتعة مع هذا الأديب واللغوي الكبير، سأله أحد الحضور: " يا دكتور الناس ينسبون إليك هذه الأبيات:
ومدغشــلٍ بالقحطلـيـن تحـشـرفـت *** شـرَّافــتـاهُ فخـــرَّ كالخـُرْبـُعـْـطـُـــلِ
وتفشحط الفشحاط في شحط الحفا *** وانـداحَ من خِنشــارةِ البُـعْـطـُنـْجـُـلِ
ويقولون أن أحدهم سألك: ما هو البعطنجل؟ فأجبت: بأنه صغار الجـُلـُُعْـبُط، والمعنى واضح!!!
فضحك الدكتور وقال: "أنا أعلم أن الناس ينسبون إليَّ كثيراً مما لم أقله، ولكن لعلَّ هذا أن يكون من شعر الجن!"
ولقد وقفت على بيت شعر عجيب للدكتور عبد الله الطيب من قصيدة له طويلة يقول فيه:
ودمتم يا أحباب...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ألا بلغا عني المليحة اذ نأت ان هواها في الفؤاد مقيم
عبد الرحيمالسبت 07 يناير 2012, 4:17 am