غنى الشعراء بالشباب كثيرا فمدحوه تارة وبكوا عليه تارة أخرى. ومما لا شك فيه أن الصبا والجمال ثروة لا تقدّر بثمن فقد جعلها أفلاطون ( أبو الفلاسفة ) بعد الصحة وقبل الثروة فالجمال ثروة قد لا نشعر بدفء شمسها إلا عندما تبدأ بالأفول لذا أرى تحسس هذه النعمة والحفاظ عليها .
والحفاظ على الشباب أجدى من دموع أبو العتاهية في مقولته المشهورة ألا ليت الشباب يعود يوماً ......
وقالوا في الأثر " درهم وقاية خير من قنطار علاج " لكن ماذا لو فات الأوان أو كان المطلوب عزيزا عندها لا أرى بأساً بقنطار علاج في مقابل عودة بعض ما أخذته السنون .
على مدى عشرات السنين دأب جراحو الجلد وجراحو التجميل وأطباء الجلد مرة بالتكامل ومرة بالتنافس في البحث والتجربة واحتملوا الخطأ والصواب حتى تم التوصل إلى ما نراه اليوم في مجال ( إعادة الشباب ) Facial Rejuvenation .
فهناك العديد من المؤتمرات العلمية وورش العمل والكتب المتخصصة والدوريات الشهرية التي تقام خصيصاً لهذا الهدف ، وقد جعلتها التقنية الحديثة في متناول كل باحث ومهتم بهذا المجال ولم تعد حكراً على الدول المتقدمة التي سبقتنا بسنين في الحضارة الطبية والتجميلية على حد سواء .
وتعتبر عملية حقن الدهون الذاتية Lipoinjection من أقدم الطرق المعروفة لإعادة شباب الوجه .
ما الذي يحدث لملامح وجوهنا عندما نكبر .... ؟
ما الذي يجعل وجهاً يبدو لنا شاباً فتياً وآخر أوهنه الكبر .... ؟
هل هو منظر الجلد فحسب !
هل هي تقاسيم الوجه وتناسبها مع بعضها البعض ؟
هل هو تماسك العضلات وقدرتها على التمرد على الجاذبية الأرضية ؟
أم أنها صلابة القاعدة العظمية للوجه
إنها كل هذه العوامل مجتمعة .
لكن لعل أهمها هو تقاسيم الوجه وتناسبها مع بعضها البعض ... والذي يتحكم فيه بدرجة كبيرة عامل الوراثة وهي ما يعطينا عمر الوجه حسب ما يبدو ( Morphological age ) بغض النظر عن بعده أو تطابقه مع العمر الزمني Chronological age .
فإذا نظرنا إلى شكل تخطيطي للوجه نجد أنه ينقسم إلى عدة مناطق رئيسة وكل منطقة إلى مناطق أصغر حسب خطوط ثابتة وزوايا متناسبة فما يحدث عند تقدم العمر ما هو إلا اختلال لهذه القياسات .
- بالنظر إلى تركيبة الوجه نجد أن هناك ثلاث دعامات رئيسة لشكل الوجه
عظمتي الوجنتين وعظمة الذقن وتسمى بلغة التجميل ( مثلث الجمال ) (Beauty Triangle) .
وعند تقدم العمر يحدث تغير في هذه الدعائم فتبدأ الخدين بالتسطح ويبدأ الذقن بالاسترخاء وربما التدلي أو البروز إلى الأمام
ثم يتبع ذلك إرتخاء تدريجي في أنسجة الوجه باتجاه الأسفل .. وإلى داخل الوجه ( اتجاه الأنف ) تبعاً للجاذبية وما نحاول عمله في حقن الدهون هو عكس هذه الاتجاهات ثم مساندته بعمل المساج الذي يجب أن يكون إلى الأعلى وإلى خارج الوجه ( باتجاه الأذنين ) عكس اتجاه الجاذبية .
يبتع هذه التغيرات ظهور ما يسمى بـ الأخدود الدمعي Lacremal groove تحت العين وما يسمى الصلة الأنفية على جانبي الأنف .
إضف إلى ذلك الخطوط الناتجة عن التجاعيد التعبيرية التي مع الزمن تصبح ثابتة وتزيد " الطين بله " إن صح التعبير ...
لعل أهمها تجاعيد حول العينين Periorbital وتجاعيد تقطب الجبهة Glabeller
من أهم العوامل المسببة لظهور هذه التغيرات هو اختلاف توزيع الدهون في منطقة الوجه مع تقدم العمر فيترسب حول الجفون ويضمر في الخدين كمثال بسيط لكن عملية حقن الدهون الذاتية تعمل على إعادة توزيع الدهون بشكلها الصحيح .
وهذا قد يضطر الطبيب إلى إزالة بعض الدهون من مناطق مثل منطقة تحت العينين قبل إجراء حقن الدهون وقد يستفاد من هذه الكمية البسيطة المزالة من تحت العين بحقنها في مناطق أخرى خاصة وسط الجبين .
وهذه العملية آمنة وبسيطة وتُعمل في العيادة تحت مخدر موضعي .
- يتم في أول زيارة للطبيب التأكد من مناسبة هذا الإجراء الجراحي للمراجع .. ثم إمكانية أخذ الدهون كذلك تحدد المناطق المتبرعة بالدهون والكمية التقريبية التي يحتاجها المراجع وتحديد تقريبي لعدد الجلسات والمدة بينها .. وهذا يحدد بعوامل لعل أهمها .. عمر المراجع .. التزاماته الاجتماعية .
-حيث أن هناك برنامجان لحقن الدهون الذاتية .. يتم مناقشتها مع طبيبك وتحدد في برنامج مسبق قبل البدء بالجلسة الأولى هذا لا يمنع أن العملية يمكن أن تكون في جلسة واحدة قد تحتاج إلى تعديلات " رتوش " خلال سنة 1 – 2 سنوات .
يتلخص الإجراء الجراحي فيما يلي :
تحديد المنطقة المتبرعة .. وتعقيمها ثم وضع المخدر الموضعي والذي يحتوي أيضاً على مواد قابضة للأوعية الدموية للحصول على دهون صافية حيث أن وجود كمية من الدم مهما كانت قليلة أثناء الحقن تجعل عملية الحقن لا تتم بالشكل المطلوب ، تترك بعد ذلك المنطقة المتبرعة لمدة من 20 إلى 60 دقيقة وذلك لإعطاء المواد المحقونة فرصة لتعمل بالصورة المرغوبة .
يتم بعد ذلك استخلاص الدهن من نفس الفتحة وبطرق خاصة دون استخدام جهاز الشفط الآلي وذلك للمحافظة على الخلايا الدهنية بقدر المستطاع من ثم يصفّى الخليط وتفضل أيضا الطرق اليدوية على استخدام جهاز الترشيح Centrifuger .
توضع بعد ذلك الدهون الناتجة في حقن خاصة يختلف حجمها من 1سم3 – 60سم3 حسب المنطقة المراد حقنها .. وحجمها والكمية المطلوبة تنظف المنطقة المتبرعة .. وتوضع لصقات طبية على الفتحات الجراحية دون الحاجة إلى خياطة جراحية . الجدير بالذكر أن هذه الفتحات صغيرة جداً .. ولا تعمل بالمشرط العادي بل بأداة ثاقبة تسمح للجلد بالالتئام بدون ظهور ندبات.
وبهذا يكون نصف الإجراء الجراحي لحقن الدهون قد تم بنجاح .
نأتي للنصف الآخر وهو الجزء الأكثر أهمية حيث يتم تحديد المنطقة المستقبلة للدهون بالتشاور بين الطبيب والمراجع .
وعملية الاختيار هذه تخضع لعدة اعتبارات لعل أهمها رغبة المريض ذاته لشكل والشكل الذي يراه مرضي ومناسب مع مراعاة عدم المبالغة .
يتم تخطيط الوجه قبل الحقن ثم تحقن فتحات الدخول بالمخدر الموضعي ( المركز هذه المرة ) .. نختار فتحات الدخول حسب المنطقة المراد حقنها وتختلف باختلاف شكل الوجه وقد تكون متعددة في نفس المنطقة وذلك لتجنب حدوث أي نزيف مهما كان بسيطا لأن ذلك يؤثر في نسبة الدهون التي سوف تستمر حية بعد الحقن .. كما أن تعدد الفتحات يفرض مساحة أكبر للجراح بالحركة أثناء الحقن وبالتالي التقليل من حدوث كدمات ورضوض بعد الحقن ... والتي إن حدثت تزول من تلقاء نفسها .
يفترض بالطبيب أن يختار مناطق غير ظاهرة مباشرة ومختفية مع طيات الوجه الطبيعية إن أمكن للحفاظ على الشكل التجميلي .
تبدأ عملية حقن الدهون تدريجيا حتى نصل إلى الكمية والشكل المطلوبين .
من الجدير بالذكر هنا أن هناك برنامجان للحقن إحداها يعتمد على ما يسمى بزيادة التصحح Over Correction ويتم حقن كمية زائدة عن الكمية المطلوبة .. ويحدث تورم للوجه قد تصل مدته إلى أسبوعين بعد العملية يخف تدريجياً ليعطي الشكل النهائي خلال 4 – 6 أسابيع ومن حسناته أن الجلسات تقل والتكلفة المادية أقل .
يناسب هذا النوع المراجعين المتفرغين واللذين لا يلتزمون بجدول يومي محدد سواء على الصعيد الاجتماعي أو العملي .
فيما البرنامج الآخر Over the weekend فيتم بطريقة تدريجية لا يلاحظ فيها التغير بشكل واضح بل على مراحل ومن حسناتها أن المراجع لا يضطر للتخلف عن حياته الاجتماعية أو العملية فيعتبر هذا النوع مناسب للصغار في السن والأشخاص ذوي الارتباطات الهامة .. حيث لا يكون هناك أي تورم أو كدمات ويمكن وضع المكياج مباشرة بعد الحقن والظهور للحياة الاجتماعية والعملية في نفس اليوم . بعد وضع الكمية المطلوبة حسب البرنامج المتفق عليه يلقي المراجع والطبيب نظرة نهائية للتأكد من تقبل المراجع للشكل الجديد وتفهمه للتغيرات المتوقعة
ثم يعمل مساج خفيف بعد ذلك ويتم إما وضع مشد وجهي خاص بهذه العملية ( Facial garment ) أو وضع لصقات و ذلك حسب توزيع الدهن والشكل المطلوب .. يتم إعطاء المراجع تعليمات العناية بالمنطقة ومعاملتها بطريقة تضمن سلامة الدهون المحقونة بقدر المستطاع ويخرج المراجع من العيادة بعد ساعة ونصف من دخوله إليها .
وبذلك تكون عملية حقن الدهون الذاتية قد تمت .
ماذا يحدث للدهن خلال الأيام والأسابيع الأولى ؟
يختلف ذلك باختلاف :
- المنطقة المحقونة ( الوجه أو غيره ) :
- كمية الدهن .
- البرنامج المتبع .
- عمر وصحة المريض .
- طريقة الحقن إذا عملت في طبقة أو عدة طبقات .
ولكن عامة يكون هناك تورم بسيط يختفي في مدة يومين إلى أسبوعين حسب برنامج الحقن يبدأ الدهن بالحياة ( يحدث تروية دموية ) ( Vascularization) من اليوم 3 – 5 يكون الدهن بعدها ضعيف ويحتاج لمعاملة لطيفة لمدة 4 – 6 أسابيع حيث يكون مماثل تقريباً للدهن الطبيعي . فيزيد أو ينقص مع زيادة أو نقصان الوزن وهذا هو الوقت المناسب لعمل الجلسة الثانية في البرنامج التدريجي Over the Weekend .
أما مع برنامج زيادة التصحيح فتكون الأحداث متشابهة تماما .. فيما عدا زيادة مدة التورم بعد الحقن حيث تصل من 3 إلى 4 أسابيع يفضل ارتداء المشد الوجهي معظم هذه الفترة لتجنب تحرك الدهن من مكانه Fat migration التي تعتبر من أحد مشاكل هذه الطريقة وإن كانت نادراً ما تحدث عادة يتم ثبات الدهن بعد 6 – 8 أسابيع وتكون الحاجة للجلسة الثانية في مدة قد تصل من سنة إلى سنتين وذلك حسب نسبة بقاء الدهون ورغبة المراجع .
لسهولة وأمان هذه العملية ظلت العملية المثلى لإعادة تشكيل ملامح الوجه بالشكل المرغوب فيه أو لما كان عليه أيام الصبا .. ولا ننسى أبدا أن جمالنا .. بأرواحنا وما نحمل من معاني ولكن ما الضرر من جمع الجمالين .
قال المفكر تولستوي :
نفس جميلة بوجه جميل ... مثل الجمال الأعلى
وقال المتنبي :
ليس الحسن في وجه الفتى شرف له إذا كان لم يكن في فعله والخلائق .
ومسك الختام :
قول خاتم الأنبياء ومعلم الأمة محمد صلى الله عليه وسلم : ( اللهم حسّن خُلقي كما حسنت خَلقي ) .
والحمد لله رب العالمين
والحفاظ على الشباب أجدى من دموع أبو العتاهية في مقولته المشهورة ألا ليت الشباب يعود يوماً ......
وقالوا في الأثر " درهم وقاية خير من قنطار علاج " لكن ماذا لو فات الأوان أو كان المطلوب عزيزا عندها لا أرى بأساً بقنطار علاج في مقابل عودة بعض ما أخذته السنون .
على مدى عشرات السنين دأب جراحو الجلد وجراحو التجميل وأطباء الجلد مرة بالتكامل ومرة بالتنافس في البحث والتجربة واحتملوا الخطأ والصواب حتى تم التوصل إلى ما نراه اليوم في مجال ( إعادة الشباب ) Facial Rejuvenation .
فهناك العديد من المؤتمرات العلمية وورش العمل والكتب المتخصصة والدوريات الشهرية التي تقام خصيصاً لهذا الهدف ، وقد جعلتها التقنية الحديثة في متناول كل باحث ومهتم بهذا المجال ولم تعد حكراً على الدول المتقدمة التي سبقتنا بسنين في الحضارة الطبية والتجميلية على حد سواء .
وتعتبر عملية حقن الدهون الذاتية Lipoinjection من أقدم الطرق المعروفة لإعادة شباب الوجه .
ما الذي يحدث لملامح وجوهنا عندما نكبر .... ؟
ما الذي يجعل وجهاً يبدو لنا شاباً فتياً وآخر أوهنه الكبر .... ؟
هل هو منظر الجلد فحسب !
هل هي تقاسيم الوجه وتناسبها مع بعضها البعض ؟
هل هو تماسك العضلات وقدرتها على التمرد على الجاذبية الأرضية ؟
أم أنها صلابة القاعدة العظمية للوجه
إنها كل هذه العوامل مجتمعة .
لكن لعل أهمها هو تقاسيم الوجه وتناسبها مع بعضها البعض ... والذي يتحكم فيه بدرجة كبيرة عامل الوراثة وهي ما يعطينا عمر الوجه حسب ما يبدو ( Morphological age ) بغض النظر عن بعده أو تطابقه مع العمر الزمني Chronological age .
فإذا نظرنا إلى شكل تخطيطي للوجه نجد أنه ينقسم إلى عدة مناطق رئيسة وكل منطقة إلى مناطق أصغر حسب خطوط ثابتة وزوايا متناسبة فما يحدث عند تقدم العمر ما هو إلا اختلال لهذه القياسات .
- بالنظر إلى تركيبة الوجه نجد أن هناك ثلاث دعامات رئيسة لشكل الوجه
عظمتي الوجنتين وعظمة الذقن وتسمى بلغة التجميل ( مثلث الجمال ) (Beauty Triangle) .
وعند تقدم العمر يحدث تغير في هذه الدعائم فتبدأ الخدين بالتسطح ويبدأ الذقن بالاسترخاء وربما التدلي أو البروز إلى الأمام
ثم يتبع ذلك إرتخاء تدريجي في أنسجة الوجه باتجاه الأسفل .. وإلى داخل الوجه ( اتجاه الأنف ) تبعاً للجاذبية وما نحاول عمله في حقن الدهون هو عكس هذه الاتجاهات ثم مساندته بعمل المساج الذي يجب أن يكون إلى الأعلى وإلى خارج الوجه ( باتجاه الأذنين ) عكس اتجاه الجاذبية .
يبتع هذه التغيرات ظهور ما يسمى بـ الأخدود الدمعي Lacremal groove تحت العين وما يسمى الصلة الأنفية على جانبي الأنف .
إضف إلى ذلك الخطوط الناتجة عن التجاعيد التعبيرية التي مع الزمن تصبح ثابتة وتزيد " الطين بله " إن صح التعبير ...
لعل أهمها تجاعيد حول العينين Periorbital وتجاعيد تقطب الجبهة Glabeller
من أهم العوامل المسببة لظهور هذه التغيرات هو اختلاف توزيع الدهون في منطقة الوجه مع تقدم العمر فيترسب حول الجفون ويضمر في الخدين كمثال بسيط لكن عملية حقن الدهون الذاتية تعمل على إعادة توزيع الدهون بشكلها الصحيح .
وهذا قد يضطر الطبيب إلى إزالة بعض الدهون من مناطق مثل منطقة تحت العينين قبل إجراء حقن الدهون وقد يستفاد من هذه الكمية البسيطة المزالة من تحت العين بحقنها في مناطق أخرى خاصة وسط الجبين .
وهذه العملية آمنة وبسيطة وتُعمل في العيادة تحت مخدر موضعي .
- يتم في أول زيارة للطبيب التأكد من مناسبة هذا الإجراء الجراحي للمراجع .. ثم إمكانية أخذ الدهون كذلك تحدد المناطق المتبرعة بالدهون والكمية التقريبية التي يحتاجها المراجع وتحديد تقريبي لعدد الجلسات والمدة بينها .. وهذا يحدد بعوامل لعل أهمها .. عمر المراجع .. التزاماته الاجتماعية .
-حيث أن هناك برنامجان لحقن الدهون الذاتية .. يتم مناقشتها مع طبيبك وتحدد في برنامج مسبق قبل البدء بالجلسة الأولى هذا لا يمنع أن العملية يمكن أن تكون في جلسة واحدة قد تحتاج إلى تعديلات " رتوش " خلال سنة 1 – 2 سنوات .
يتلخص الإجراء الجراحي فيما يلي :
تحديد المنطقة المتبرعة .. وتعقيمها ثم وضع المخدر الموضعي والذي يحتوي أيضاً على مواد قابضة للأوعية الدموية للحصول على دهون صافية حيث أن وجود كمية من الدم مهما كانت قليلة أثناء الحقن تجعل عملية الحقن لا تتم بالشكل المطلوب ، تترك بعد ذلك المنطقة المتبرعة لمدة من 20 إلى 60 دقيقة وذلك لإعطاء المواد المحقونة فرصة لتعمل بالصورة المرغوبة .
يتم بعد ذلك استخلاص الدهن من نفس الفتحة وبطرق خاصة دون استخدام جهاز الشفط الآلي وذلك للمحافظة على الخلايا الدهنية بقدر المستطاع من ثم يصفّى الخليط وتفضل أيضا الطرق اليدوية على استخدام جهاز الترشيح Centrifuger .
توضع بعد ذلك الدهون الناتجة في حقن خاصة يختلف حجمها من 1سم3 – 60سم3 حسب المنطقة المراد حقنها .. وحجمها والكمية المطلوبة تنظف المنطقة المتبرعة .. وتوضع لصقات طبية على الفتحات الجراحية دون الحاجة إلى خياطة جراحية . الجدير بالذكر أن هذه الفتحات صغيرة جداً .. ولا تعمل بالمشرط العادي بل بأداة ثاقبة تسمح للجلد بالالتئام بدون ظهور ندبات.
وبهذا يكون نصف الإجراء الجراحي لحقن الدهون قد تم بنجاح .
نأتي للنصف الآخر وهو الجزء الأكثر أهمية حيث يتم تحديد المنطقة المستقبلة للدهون بالتشاور بين الطبيب والمراجع .
وعملية الاختيار هذه تخضع لعدة اعتبارات لعل أهمها رغبة المريض ذاته لشكل والشكل الذي يراه مرضي ومناسب مع مراعاة عدم المبالغة .
يتم تخطيط الوجه قبل الحقن ثم تحقن فتحات الدخول بالمخدر الموضعي ( المركز هذه المرة ) .. نختار فتحات الدخول حسب المنطقة المراد حقنها وتختلف باختلاف شكل الوجه وقد تكون متعددة في نفس المنطقة وذلك لتجنب حدوث أي نزيف مهما كان بسيطا لأن ذلك يؤثر في نسبة الدهون التي سوف تستمر حية بعد الحقن .. كما أن تعدد الفتحات يفرض مساحة أكبر للجراح بالحركة أثناء الحقن وبالتالي التقليل من حدوث كدمات ورضوض بعد الحقن ... والتي إن حدثت تزول من تلقاء نفسها .
يفترض بالطبيب أن يختار مناطق غير ظاهرة مباشرة ومختفية مع طيات الوجه الطبيعية إن أمكن للحفاظ على الشكل التجميلي .
تبدأ عملية حقن الدهون تدريجيا حتى نصل إلى الكمية والشكل المطلوبين .
من الجدير بالذكر هنا أن هناك برنامجان للحقن إحداها يعتمد على ما يسمى بزيادة التصحح Over Correction ويتم حقن كمية زائدة عن الكمية المطلوبة .. ويحدث تورم للوجه قد تصل مدته إلى أسبوعين بعد العملية يخف تدريجياً ليعطي الشكل النهائي خلال 4 – 6 أسابيع ومن حسناته أن الجلسات تقل والتكلفة المادية أقل .
يناسب هذا النوع المراجعين المتفرغين واللذين لا يلتزمون بجدول يومي محدد سواء على الصعيد الاجتماعي أو العملي .
فيما البرنامج الآخر Over the weekend فيتم بطريقة تدريجية لا يلاحظ فيها التغير بشكل واضح بل على مراحل ومن حسناتها أن المراجع لا يضطر للتخلف عن حياته الاجتماعية أو العملية فيعتبر هذا النوع مناسب للصغار في السن والأشخاص ذوي الارتباطات الهامة .. حيث لا يكون هناك أي تورم أو كدمات ويمكن وضع المكياج مباشرة بعد الحقن والظهور للحياة الاجتماعية والعملية في نفس اليوم . بعد وضع الكمية المطلوبة حسب البرنامج المتفق عليه يلقي المراجع والطبيب نظرة نهائية للتأكد من تقبل المراجع للشكل الجديد وتفهمه للتغيرات المتوقعة
ثم يعمل مساج خفيف بعد ذلك ويتم إما وضع مشد وجهي خاص بهذه العملية ( Facial garment ) أو وضع لصقات و ذلك حسب توزيع الدهن والشكل المطلوب .. يتم إعطاء المراجع تعليمات العناية بالمنطقة ومعاملتها بطريقة تضمن سلامة الدهون المحقونة بقدر المستطاع ويخرج المراجع من العيادة بعد ساعة ونصف من دخوله إليها .
وبذلك تكون عملية حقن الدهون الذاتية قد تمت .
ماذا يحدث للدهن خلال الأيام والأسابيع الأولى ؟
يختلف ذلك باختلاف :
- المنطقة المحقونة ( الوجه أو غيره ) :
- كمية الدهن .
- البرنامج المتبع .
- عمر وصحة المريض .
- طريقة الحقن إذا عملت في طبقة أو عدة طبقات .
ولكن عامة يكون هناك تورم بسيط يختفي في مدة يومين إلى أسبوعين حسب برنامج الحقن يبدأ الدهن بالحياة ( يحدث تروية دموية ) ( Vascularization) من اليوم 3 – 5 يكون الدهن بعدها ضعيف ويحتاج لمعاملة لطيفة لمدة 4 – 6 أسابيع حيث يكون مماثل تقريباً للدهن الطبيعي . فيزيد أو ينقص مع زيادة أو نقصان الوزن وهذا هو الوقت المناسب لعمل الجلسة الثانية في البرنامج التدريجي Over the Weekend .
أما مع برنامج زيادة التصحيح فتكون الأحداث متشابهة تماما .. فيما عدا زيادة مدة التورم بعد الحقن حيث تصل من 3 إلى 4 أسابيع يفضل ارتداء المشد الوجهي معظم هذه الفترة لتجنب تحرك الدهن من مكانه Fat migration التي تعتبر من أحد مشاكل هذه الطريقة وإن كانت نادراً ما تحدث عادة يتم ثبات الدهن بعد 6 – 8 أسابيع وتكون الحاجة للجلسة الثانية في مدة قد تصل من سنة إلى سنتين وذلك حسب نسبة بقاء الدهون ورغبة المراجع .
لسهولة وأمان هذه العملية ظلت العملية المثلى لإعادة تشكيل ملامح الوجه بالشكل المرغوب فيه أو لما كان عليه أيام الصبا .. ولا ننسى أبدا أن جمالنا .. بأرواحنا وما نحمل من معاني ولكن ما الضرر من جمع الجمالين .
قال المفكر تولستوي :
نفس جميلة بوجه جميل ... مثل الجمال الأعلى
وقال المتنبي :
ليس الحسن في وجه الفتى شرف له إذا كان لم يكن في فعله والخلائق .
ومسك الختام :
قول خاتم الأنبياء ومعلم الأمة محمد صلى الله عليه وسلم : ( اللهم حسّن خُلقي كما حسنت خَلقي ) .
والحمد لله رب العالمين