هو الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان آل مشرف التميمي (1703 - 1791) عالم دين وداعية ومصلح سني، ومن فقهاء الحنابلة، ومجدد الإسلام
في المئة الثانية عشرة الهجرية بحسب رأي الدكتور وهبه الزحيلي[1]،
ومؤسس الدعوة الوهابية في شبه الجزيرة العربية.نسبه
هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن
بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن
علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبه بن سنيع بن نهشل بن شداد بن
زهير بن شهاب بن ربيعه بن ابي سود بن مالك بن حنظله بن مالك بن زيد مناه
التميمي من المشارفه من المعاضيد من ال ريس من قبيلة الوهبه من بني تميم،
أما والدة الشيخ محمد؛ فهي بنت محمد بن عزاز بن المشرفي الوهيبي التميمي،
فهي من عشيرته الأدنين، فيقال: (المشرفي) نسبة إلى جده مشرف وأسرته آل
مشرف، ويقال: (الوهيبي) نسبة إلى جده وهيب جد الوهبة، والوهبة يجتمعون في
محمد بن علوي بن وهيب، وهم بطن كبير من حنظلة.
[عدل] مولده
ونشأته
ولد محمد بن عبد الوهاب سنة 1115 هـ (الموافق من 1703م)، وذلك في مدينة
العيينة قرب الرياض[2].
تعلم القرآن وحفظه عن ظهر قلب قبل بلوغه عشر سنين، وقرأ على أبيه في
الفقه،[3].
وتذكر مصادر الترجمة أنه كان مشهوراً حينئذ بحدة ذهنه وسرعة حفظه وحبه
للمطالعة في كتب التفسير والحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام، حتى إن
أباه كان يتعجب من فهمه ويقول: لقد استفدت من ولدي محمد فوائد من الأحكام[3]..
وهكذا نشأ محمد بن عبد الوهاب فأبوه القاضي كان يحثه على طلب العلم
ويرشده إلى طريق معرفته، ومكتبة جده العلامة القاضي سليمان بن علي بأيديهم،
وكان يجالس بعض أقاربه من آل مشرف وغيرهم من طلاب العلم، وبيتهم في الغالب
ملتقى طلاب العلم سيما الوافدين باعتباره بيت القاضي، ولا بد أن يتخلل
اجتماعاتهم مناقشات ومباحث علمية يحضرها محمد بن عبد الوهاب.
[عدل] رحلته
وطلبه للعلم
توجه الشيخ للرحلة في طلب العلم فرحل إلى مكة
والمدينة والبصرة غير مرة، طلباً للعلم. ولم يتمكن من الرحلة
إلى الشام، ثم عاد إلى نجد
يدعو الناس إلى التوحيد. ولم يثبت أن محمد بن عبد الوهاب قد تجاوز الحجاز والعراق والأحساء في طلب العلم. فتفقه على المذهب الحنبلي
وتلقاه على يد والده بإسناد متصل ينتهي إلى الإمام أحمد بن حنبل. كما تلقى علم الحديث النبوي
ومروياته الحديثية لجميع كتب السنة كالصحاح والسنن والمسانيد وكتب اللغة
والتوحيد وغيرها من العلوم عن شيخيه: العلامة عبد الله الفرضي الحنبلي
والمحدث الشيخ محمد حياة السندي وأسانيدهما مشهورة معلومة.
أما ما قيل من أنه سافر إلى الشام كما ذكره خير الدين الزركلي في الأعلام، وإلى فارس وإيران وقم وإصفهان كما يذكره بعض المستشرقين
ونحوهم في مؤلفاتهم، فهذه الأشياء غير مقبولة؛ لأن حفيده عبد الرحمن بن
حسن وابنه عبد اللطيف وابن بشر نصوا على أن محمد بن عبد الوهاب لم
يتمكن من السفر إلى الشام، أما ما يذكر من أنه سافر إلى
فارس وغيرها من البلاد، فإن أغلبهم قد اعتمدوا على كتاب لمع الشهاب لمؤلف
مجهول، قال حمد الجاسر: ولا تفوت الإشارة إلى أن كثيراً ممن
كتبوا عن محمد انخدعوا بما جاء في كتاب لمع الشهاب،... إلى أن قال: وهذا
الكتاب الذي لا يصح التعويل عليه. وبالإجمال؛ فقد حرص مترجموا محمد على
تدوين كل ما يتصل برحلاته وبأسماء العلماء الذين تلقى العلم عنهم، وبذكر
البلاد التي زارها، ويكادون يتفقون على عدم صحة ما ورد في كتاب لمع الشهاب[4].
أما ما زعم أنه درس اللغتين الفارسية والتركية، والحكمة الإشراقية والفلسفة والتصوف ولبس جبة خضراء في
أصفهان؛ فليس بثابت، بل إنه أمر مستبعد، إذ ليس في مؤلفاته وآثاره ما يدل
على شيء من هذا، ثم إن من ذكر ذلك عنه كان ممن انخدع بمثل كتاب لمع الشهاب.
وقد رد على هذه الاشياء حمد الجاسر انظر: نفس المرجع السابق (ص 944).
بعد مضي سنوات على رحلته عاد إلى بلدة حريملاء التي انتقل إليها والده
بعد أن تعين عليها أمير جديد يلقب بخرفاش بن معمر
والذي لم يرق له بقاء الشيخ عبد الوهاب في القضاء، فعزله عنه، فغادرها
الشيخ عبد الوهاب إلى حريملاء وأقام بها وتولى قضاءها. فأقام محمد في
حريملاء مع أبيه يدرس عليه. انظر : الدرر السنية (12/5). لقد ابتلي الشيخ
عبد الوهاب.. فصبر على البلاء وثبت حتى جاوز الامتحان والابتلاء، وما ذلك
إلا تأييد الله له بروح منه وتقويته لإيمانه. وأمثلة ذلك في حياته كثيرة.
[عدل] عقيدته
كان محمد بن عبد الوهاب يدعو إلى عقيدة التوحيد، ولذلك سميت دعوة محمد
بن عبد الوهاب بالدعوة السلفية؛ نسبة إلى السلف الصالح في مصطلحات أهل
الحديث مثل ابن تيمية وابن القيم. وكانت جل دعوته
إعادة الناس إلى تحقيق التوحيد ونبذ الشرك الذي كثر آن ذاك مثل التعبد
بالقبور والتقرب بالأصنام والأشخاص والبناء على القبور والتعامل بالسحر
وغيرها من مظاهر تنافي عقيدة التوحيد في دين الإسلام والتي ختمها آخر
الأنبياء وتبعه بها الخلفاء الأربعة والصحابة والتابعين ومن بعدهم ، ودعوة
الناس لنبذ ما يخالفها من الأفكار التي كانت قد تفشت في ذلك العصر حسب
اعتقاده.
[عدل] تحالفه
مع محمد بن سعود
يروي ابن بشر في تاريخه أن الشيخ أخرج من العيينة طريداً، وكان سبب
إخراجه من العيينة هو أن ابن معمر أمير العيينة خاف من حاكم الإحساء من أن
يقطع عنه المعونة، فأخرج الشيخ من العيينة. فتوجه إلى الدرعية، وقد افتقد كل حظ من حظوظه الدنيوية المباحة؛
افتقد ثقة الأمير وثقة الناس من حوله به وبما يدعو إليه، وافتقد المسكن
والمكانة وجميع الحظوظ النفسية والغايات الدنيوية ومشى وحيداً أعزل من أي
سلاح ليس بيده إلا مروحة من خوص النخيل. لقد سار من العيينة إلى الدرعية
يمشي راجلاً ليس معه أحد في غاية الحر في فصل الصيف لا يلتفت عن طريقه
ويلهج بقول القرآن {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا
يحتسب} ويلهج بالتسبيح. فلما وصل الدرعية قصد بيت ابن سويلم العريني، فلما
دخل عليه؛ ضاقت عليه داره وخاف على نفسه من محمد بن سعود، فوعظه الشيخ
وأسكن جأشه وقال : سيجعل الله لنا ولك فرجاً ومخرجاً[5].
ثم انتقل الشيخ إلى دار تلميذ الشيخ ابن سويلم الشيخ محمد بن سويلم
العريني، وهناك بدأ التزاور بين خصائص أهل العلم من الدرعية، ولما اطلعوا
على دعوة الشيخ أرادوا أن يشيروا على ابن سعود بنصرته، فهابوه، فأتوا إلى
زوجته موضي بنت محمد بن عبد الله بن سويلم العريني وأخيه ثنيان، فأخبروها
بمكان الشيخ وصفة ما يأمر به وينهى عنه، فاتبعا دعوة الشيخ وقررا نصرته[6].
دخل محمد بن سعود على زوجته
فأخبرته بمكان الشيخ وقالت له: ((هذا الرجل ساقه الله إليك وهو غنيمة
فاغتنم ما خصك الله به))، فقبل قولها ثم دخل على أخوه ثنيان وأخوه مشاري،
فأشارا عليه بمساعدته ونصرته. أراد أن يرسل إليه، فقالوا: سر إليه برجلك في
مكانه وأظهر تعظيمه والاحتفال به، لعل الناس أن يكرموه ويعظموه، فذهب محمد
بن سعود إلى مكان الشيخ ورحب به وأبدى غاية الإكرام والتبجيل وأخبره أنه
يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده. وقال له: أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر
بالعزة والمنعة، فقال الشيخ: وأنا أبشرك بالعزة والتمكين وهذه كلمة لا إله
إلا الله من تمسك بها وعمل بها ونصرها؛ ملك بها البلاد والعباد، وهي كلمة
التوحيد وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم وأنت ترى نجداً
وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة وقتال بعضهم بعض؛ فأرجو أن تكون
إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك[7].
[عدل]
شروط
التحالف بين محمد بن سعود ومحمد بن عبد
الوهاب
شرط الأمير محمد بن سعود على الشيخ محمد بن عبد الوهاب شرطين :ـ
فقال محمد بن عبد الوهاب: ((أما الأول: الدم بالدم، والهدم بالهدم. وأما
الثاني: فلعل الله يفتح عليك الفتوحات، وتنال من الغنائم ما يغنيك عن
الخراج))[8].
[عدل] خلاصة
فكر الإمام محمد بن عبد الوهاب
يقول في الإيمان ما قاله السلف أنه قول وعمل يزيد وينقص. يزيد بالطاعة،
وينقص بالمعصية، كل هذا من عقيدته، وليس له في ذلك مذهب خاص،. وإنما أظهر
ذلك في نجد، وما حولها ودعا إلى ذلك ثم جاهد عليه من أباه، وعانده،
وقاتلهم، وكذلك هو على ما عليه من الدعوة إلى الله، وإنكار الباطل، والأمر
بالمعروف، والنهي عن المنكر ولكن الشيخ وأنصاره يدعون الناس إلى الحق،
ويلزمونهم به، وينهونهم عن الباطل، وينكرونه عليهم، ويزجرونهم عنه حتى
يتركوه. وكذلك جد في إنكار البدع والخرافات حتى اختفت بسبب دعوته. فالأسباب
الثلاثة هي أسباب العداوة، والنزل بينه وبين الناس. وهي
[عدل] مؤلفاته
أما عن مؤلفاته فهي كثيرة جداً نذكر بعضاً منها، فقد قام بتأليف عدد من
الكتب والرسائل، وقد عرفنا من مؤلفاته الكتب التالية :-
وله عدة رسائل صغيرة أخرى يوجد بعضها في كتاب روضة الأفكار المجلد الأول
الفصل الثالث والرابع[9].
[عدل] وفاته
في عام ست ومئتين وألف من الهجرة (1206 هـ، 1791م) توفي محمد بن عبد الوهاب في العيينة بقرب من الرياض، قال ابن غنام في الروضة
(2/154): كان ابتداء المرض به في شوال، ثم كان وفاته في يوم الاثنين من
آخر الشهر. وكذا قال عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (12/20)، أما ابن بشر فيقول: كانت وفاته آخر
ذي القعدة من السنة المذكورة. عنوان المجد (1/95). وقول ابن غنام أرجح
لتقدمه في الزمن على ابن بشر ولمعاصرته له وشهوده زمن وفاته وتدوينه
لتاريخه. وكان بلغ من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة، وتوفي ولم يخلف ديناراً
ولا درهماً، فلم يقسم بين ورثته مال. هو انظر: روضة ابن غنام (2/155).
[عدل] أولاده
للإمام محمد بن عبد الوهاب 6 أولاد هم:
[عدل] مراجع
في المئة الثانية عشرة الهجرية بحسب رأي الدكتور وهبه الزحيلي[1]،
ومؤسس الدعوة الوهابية في شبه الجزيرة العربية.نسبه
هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن
بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن
علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبه بن سنيع بن نهشل بن شداد بن
زهير بن شهاب بن ربيعه بن ابي سود بن مالك بن حنظله بن مالك بن زيد مناه
التميمي من المشارفه من المعاضيد من ال ريس من قبيلة الوهبه من بني تميم،
أما والدة الشيخ محمد؛ فهي بنت محمد بن عزاز بن المشرفي الوهيبي التميمي،
فهي من عشيرته الأدنين، فيقال: (المشرفي) نسبة إلى جده مشرف وأسرته آل
مشرف، ويقال: (الوهيبي) نسبة إلى جده وهيب جد الوهبة، والوهبة يجتمعون في
محمد بن علوي بن وهيب، وهم بطن كبير من حنظلة.
[عدل] مولده
ونشأته
ولد محمد بن عبد الوهاب سنة 1115 هـ (الموافق من 1703م)، وذلك في مدينة
العيينة قرب الرياض[2].
تعلم القرآن وحفظه عن ظهر قلب قبل بلوغه عشر سنين، وقرأ على أبيه في
الفقه،[3].
وتذكر مصادر الترجمة أنه كان مشهوراً حينئذ بحدة ذهنه وسرعة حفظه وحبه
للمطالعة في كتب التفسير والحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام، حتى إن
أباه كان يتعجب من فهمه ويقول: لقد استفدت من ولدي محمد فوائد من الأحكام[3]..
وهكذا نشأ محمد بن عبد الوهاب فأبوه القاضي كان يحثه على طلب العلم
ويرشده إلى طريق معرفته، ومكتبة جده العلامة القاضي سليمان بن علي بأيديهم،
وكان يجالس بعض أقاربه من آل مشرف وغيرهم من طلاب العلم، وبيتهم في الغالب
ملتقى طلاب العلم سيما الوافدين باعتباره بيت القاضي، ولا بد أن يتخلل
اجتماعاتهم مناقشات ومباحث علمية يحضرها محمد بن عبد الوهاب.
[عدل] رحلته
وطلبه للعلم
توجه الشيخ للرحلة في طلب العلم فرحل إلى مكة
والمدينة والبصرة غير مرة، طلباً للعلم. ولم يتمكن من الرحلة
إلى الشام، ثم عاد إلى نجد
يدعو الناس إلى التوحيد. ولم يثبت أن محمد بن عبد الوهاب قد تجاوز الحجاز والعراق والأحساء في طلب العلم. فتفقه على المذهب الحنبلي
وتلقاه على يد والده بإسناد متصل ينتهي إلى الإمام أحمد بن حنبل. كما تلقى علم الحديث النبوي
ومروياته الحديثية لجميع كتب السنة كالصحاح والسنن والمسانيد وكتب اللغة
والتوحيد وغيرها من العلوم عن شيخيه: العلامة عبد الله الفرضي الحنبلي
والمحدث الشيخ محمد حياة السندي وأسانيدهما مشهورة معلومة.
أما ما قيل من أنه سافر إلى الشام كما ذكره خير الدين الزركلي في الأعلام، وإلى فارس وإيران وقم وإصفهان كما يذكره بعض المستشرقين
ونحوهم في مؤلفاتهم، فهذه الأشياء غير مقبولة؛ لأن حفيده عبد الرحمن بن
حسن وابنه عبد اللطيف وابن بشر نصوا على أن محمد بن عبد الوهاب لم
يتمكن من السفر إلى الشام، أما ما يذكر من أنه سافر إلى
فارس وغيرها من البلاد، فإن أغلبهم قد اعتمدوا على كتاب لمع الشهاب لمؤلف
مجهول، قال حمد الجاسر: ولا تفوت الإشارة إلى أن كثيراً ممن
كتبوا عن محمد انخدعوا بما جاء في كتاب لمع الشهاب،... إلى أن قال: وهذا
الكتاب الذي لا يصح التعويل عليه. وبالإجمال؛ فقد حرص مترجموا محمد على
تدوين كل ما يتصل برحلاته وبأسماء العلماء الذين تلقى العلم عنهم، وبذكر
البلاد التي زارها، ويكادون يتفقون على عدم صحة ما ورد في كتاب لمع الشهاب[4].
أما ما زعم أنه درس اللغتين الفارسية والتركية، والحكمة الإشراقية والفلسفة والتصوف ولبس جبة خضراء في
أصفهان؛ فليس بثابت، بل إنه أمر مستبعد، إذ ليس في مؤلفاته وآثاره ما يدل
على شيء من هذا، ثم إن من ذكر ذلك عنه كان ممن انخدع بمثل كتاب لمع الشهاب.
وقد رد على هذه الاشياء حمد الجاسر انظر: نفس المرجع السابق (ص 944).
بعد مضي سنوات على رحلته عاد إلى بلدة حريملاء التي انتقل إليها والده
بعد أن تعين عليها أمير جديد يلقب بخرفاش بن معمر
والذي لم يرق له بقاء الشيخ عبد الوهاب في القضاء، فعزله عنه، فغادرها
الشيخ عبد الوهاب إلى حريملاء وأقام بها وتولى قضاءها. فأقام محمد في
حريملاء مع أبيه يدرس عليه. انظر : الدرر السنية (12/5). لقد ابتلي الشيخ
عبد الوهاب.. فصبر على البلاء وثبت حتى جاوز الامتحان والابتلاء، وما ذلك
إلا تأييد الله له بروح منه وتقويته لإيمانه. وأمثلة ذلك في حياته كثيرة.
[عدل] عقيدته
كان محمد بن عبد الوهاب يدعو إلى عقيدة التوحيد، ولذلك سميت دعوة محمد
بن عبد الوهاب بالدعوة السلفية؛ نسبة إلى السلف الصالح في مصطلحات أهل
الحديث مثل ابن تيمية وابن القيم. وكانت جل دعوته
إعادة الناس إلى تحقيق التوحيد ونبذ الشرك الذي كثر آن ذاك مثل التعبد
بالقبور والتقرب بالأصنام والأشخاص والبناء على القبور والتعامل بالسحر
وغيرها من مظاهر تنافي عقيدة التوحيد في دين الإسلام والتي ختمها آخر
الأنبياء وتبعه بها الخلفاء الأربعة والصحابة والتابعين ومن بعدهم ، ودعوة
الناس لنبذ ما يخالفها من الأفكار التي كانت قد تفشت في ذلك العصر حسب
اعتقاده.
[عدل] تحالفه
مع محمد بن سعود
يروي ابن بشر في تاريخه أن الشيخ أخرج من العيينة طريداً، وكان سبب
إخراجه من العيينة هو أن ابن معمر أمير العيينة خاف من حاكم الإحساء من أن
يقطع عنه المعونة، فأخرج الشيخ من العيينة. فتوجه إلى الدرعية، وقد افتقد كل حظ من حظوظه الدنيوية المباحة؛
افتقد ثقة الأمير وثقة الناس من حوله به وبما يدعو إليه، وافتقد المسكن
والمكانة وجميع الحظوظ النفسية والغايات الدنيوية ومشى وحيداً أعزل من أي
سلاح ليس بيده إلا مروحة من خوص النخيل. لقد سار من العيينة إلى الدرعية
يمشي راجلاً ليس معه أحد في غاية الحر في فصل الصيف لا يلتفت عن طريقه
ويلهج بقول القرآن {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا
يحتسب} ويلهج بالتسبيح. فلما وصل الدرعية قصد بيت ابن سويلم العريني، فلما
دخل عليه؛ ضاقت عليه داره وخاف على نفسه من محمد بن سعود، فوعظه الشيخ
وأسكن جأشه وقال : سيجعل الله لنا ولك فرجاً ومخرجاً[5].
ثم انتقل الشيخ إلى دار تلميذ الشيخ ابن سويلم الشيخ محمد بن سويلم
العريني، وهناك بدأ التزاور بين خصائص أهل العلم من الدرعية، ولما اطلعوا
على دعوة الشيخ أرادوا أن يشيروا على ابن سعود بنصرته، فهابوه، فأتوا إلى
زوجته موضي بنت محمد بن عبد الله بن سويلم العريني وأخيه ثنيان، فأخبروها
بمكان الشيخ وصفة ما يأمر به وينهى عنه، فاتبعا دعوة الشيخ وقررا نصرته[6].
دخل محمد بن سعود على زوجته
فأخبرته بمكان الشيخ وقالت له: ((هذا الرجل ساقه الله إليك وهو غنيمة
فاغتنم ما خصك الله به))، فقبل قولها ثم دخل على أخوه ثنيان وأخوه مشاري،
فأشارا عليه بمساعدته ونصرته. أراد أن يرسل إليه، فقالوا: سر إليه برجلك في
مكانه وأظهر تعظيمه والاحتفال به، لعل الناس أن يكرموه ويعظموه، فذهب محمد
بن سعود إلى مكان الشيخ ورحب به وأبدى غاية الإكرام والتبجيل وأخبره أنه
يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده. وقال له: أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر
بالعزة والمنعة، فقال الشيخ: وأنا أبشرك بالعزة والتمكين وهذه كلمة لا إله
إلا الله من تمسك بها وعمل بها ونصرها؛ ملك بها البلاد والعباد، وهي كلمة
التوحيد وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم وأنت ترى نجداً
وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة وقتال بعضهم بعض؛ فأرجو أن تكون
إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك[7].
[عدل]
شروط
التحالف بين محمد بن سعود ومحمد بن عبد
الوهاب
شرط الأمير محمد بن سعود على الشيخ محمد بن عبد الوهاب شرطين :ـ
- أن لا يرجع الشيخ عنه إن نصرهم الله ومكنهم.
- أن لا يمنع الأمير من الخراج الذي ضربه على أهل الدرعية وقت الثمار.
فقال محمد بن عبد الوهاب: ((أما الأول: الدم بالدم، والهدم بالهدم. وأما
الثاني: فلعل الله يفتح عليك الفتوحات، وتنال من الغنائم ما يغنيك عن
الخراج))[8].
[عدل] خلاصة
فكر الإمام محمد بن عبد الوهاب
يقول في الإيمان ما قاله السلف أنه قول وعمل يزيد وينقص. يزيد بالطاعة،
وينقص بالمعصية، كل هذا من عقيدته، وليس له في ذلك مذهب خاص،. وإنما أظهر
ذلك في نجد، وما حولها ودعا إلى ذلك ثم جاهد عليه من أباه، وعانده،
وقاتلهم، وكذلك هو على ما عليه من الدعوة إلى الله، وإنكار الباطل، والأمر
بالمعروف، والنهي عن المنكر ولكن الشيخ وأنصاره يدعون الناس إلى الحق،
ويلزمونهم به، وينهونهم عن الباطل، وينكرونه عليهم، ويزجرونهم عنه حتى
يتركوه. وكذلك جد في إنكار البدع والخرافات حتى اختفت بسبب دعوته. فالأسباب
الثلاثة هي أسباب العداوة، والنزل بينه وبين الناس. وهي
- إنكار الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص.
- إنكار البدع، والخرافات، كالبناء على القبور واتخاذها مساجد ونحو ذلك
الطرق التي أحدثتها طوائف المتصوفة - أنه يأمر الناس بالمعروف، ويلزمهم به بالقوة فمن أبى المعروف الذي
أوجبه الله عليه، ألزم به وعزر عليه إذا تركه وينهى الناس عن المنكرات،
ويزجرهم عنها، ويقيم حدودها. مثل قتل الساحر وجلد المخمور وقطع يد السارق.
[عدل] مؤلفاته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | لدى ويكي مصدر نص أصلي يتعلق بهذا المقال: محمد بن عبد الوهاب |
الكتب والرسائل، وقد عرفنا من مؤلفاته الكتب التالية :-
- كتاب التوحيد: وهذه الرسالة هي من أشهر مؤلفاته، والاسم الكامل
هذا الكتاب هو: كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد. وذكر فيه معتقده
حول حقيقة التوحيد وحدوده، والشرك ومفاسده.
- كتاب كشف الشبهات: ونستطيع أن نسميه تكملة لكتاب التوحيد،
والحقيقة أن جميع كتبه تتعلق بمحور واحد ويمكن أن يقال أنها كلها تكملة
لكتاب التوحيد.
- كتاب الأصول الثلاثة: وهي معرفة الرب، ومعرفة دين الإسلام،
ومعرفة الرسول.
- كتاب شروط الصلاة وأركانها: وقد شرحت هذه الرسالة شروط الصلاة
وهي: الإسلام، والعقل، التميز، رفع الحدث وإزالة النجاسة، وستر العورة
ودخول الوقت واستقبال القبلة، والنية، وذكرت أركان الصلاة وواجباتها.
- كتاب القواعد الأربع: حيث ذكر في هذه الرسالة اعتقاده في بعض
مسائل التوحيد.
- كتاب أصول الإيمان : وبين أبواب مختلفة من الإيمان بالأحاديث
النبوية. ويظهر من عبارة في بداية الكتاب أن بعض أولاد الشيخ قد أضاف إليه.
- كتاب فضل الإسلام: وقد وضح فيه معتقده حول مفاسد البدع والشرك،
وشروط الإسلام.
- كتاب الكبائر: ذكر فيه جميع أقسام الكبائر، واحدة واحدة، مفصلة
في أبواب، وقد دعمت الأبواب كلها بنصوص الكتاب والسنة.
- كتاب نصيحة المسلمين: وهذا كتاب مستقل قد جمع فيه أحاديث تتعلق
بجميع نواحي التعليمات الإسلامية.
- كتاب ستة مواضع من السيرة: وهي رسالة مختصرة توضح ستة أحداث من
السيرة النبوية، والمواضع الستة هي:
- ابتداء نزول الوحي.
- تعليم التوحيد والرد على الكفار.
- قصة تلك الغرانيق العلى.
- ختام أبي طالب.
- منافع الهجرة وعظاتها.
- قصة الارتداد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- كتاب تفسير الفاتحة: وهو تفسير موجز جداً لسورة الفاتحة.
- كتاب مسائل الجاهلية: وذكر فيه مئة وإحدى وثلاثين مسألة خالف
الرسول صلى الله عليه وسلم فيها معتقدات أهل الجاهلية.
- كتاب تفسير الشهادة: وهو تفسير لكلمة "لا إله إلا الله"، مع ذكر
أهمية التوحيد.
- كتاب تفسير لبعض سور القرآن: وهي مجموعة لبعض تعليقاته على آيات
وسور مختلفة من القرآن.
- كتاب السيرة: وهو ملخص من كتاب السيرة لابن هشام.
- الهدي النبوي: وهو ملخص لكتاب زاد المعاد للإمام ابن القيم.
وله عدة رسائل صغيرة أخرى يوجد بعضها في كتاب روضة الأفكار المجلد الأول
الفصل الثالث والرابع[9].
[عدل] وفاته
في عام ست ومئتين وألف من الهجرة (1206 هـ، 1791م) توفي محمد بن عبد الوهاب في العيينة بقرب من الرياض، قال ابن غنام في الروضة
(2/154): كان ابتداء المرض به في شوال، ثم كان وفاته في يوم الاثنين من
آخر الشهر. وكذا قال عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (12/20)، أما ابن بشر فيقول: كانت وفاته آخر
ذي القعدة من السنة المذكورة. عنوان المجد (1/95). وقول ابن غنام أرجح
لتقدمه في الزمن على ابن بشر ولمعاصرته له وشهوده زمن وفاته وتدوينه
لتاريخه. وكان بلغ من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة، وتوفي ولم يخلف ديناراً
ولا درهماً، فلم يقسم بين ورثته مال. هو انظر: روضة ابن غنام (2/155).
[عدل] أولاده
للإمام محمد بن عبد الوهاب 6 أولاد هم:
- الشيخ حسين
بن محمد بن عبد الوهاب، وقد توفي في حياة الإمام محمد بن عبد الوهاب. - الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب.
- الشيخ علي
بن محمد بن عبد الوهاب. - الشيخ حسن
بن محمد بن عبد الوهاب. - الشيخ إبراهيم
بن محمد بن عبد الوهاب توفي ولم يعقب. - الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد الوهاب توفي ولم يعقب.
[عدل] مراجع
|
- حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحقيقة دعوته، تأليف الأستاذ الدكتور
سليمان بن عبد الرحمن الحقيل ,الطبعة الأولى، 1999م - محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه، الأستاذ مسعود الندوي،
ترجمة وتعليق عبد العليم عبد العظيم البستوي، مراجعة الدكتور محمد تقي
الدين الهلالي، 1420 هجري - تاريخ العرب الحديث والمعاصر، دكتور عبد الرحيم عبدالحمن عبد الرحيم،
الطبعة الخامسة 1990م. - الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيته السلفيه ودعوته الإصلاحيه وثناء
العلماء عليه، أمر بطباعة الكتاب الملك فيصل آل سعود، 1395 هـ.