شعر : عبد الرحمن بن إبراهيم بن سالم الطقي
في رثاء
فقيد العلم و الدعوة فضيلة الشيخ الدكتور / محمد سيد حاج الذي وافته
المنية
بحادث
سير في طريقه للقضارف لإلقاء محاضرة ، و ذلك ليلة الأحد 10 من جمادى الأولى
1431هـ الموافق له 24/4/2010م
عن عمر
لم يتجاوز الثامنة و الثلاثين قضى أكثره في الدعوة إلى الله تعالى ،
رحمه
الله رحمة واسعة ، و عوض الأمة الإسلامية عنه خيرا
أيا عينِ جودي
بالدموعِ الذوارفِ *** لفقدِ ربيبِ العلمِ عندَ القضارفِ
أبعدَ نعِيِّ الشيخِ من بعدِ هجعةٍ
*** نؤمِّلُ خيرًا في رنينِ الهواتفِ !
هتفْنَ بموتِ الحِبِّ موتِ محمّدٍ
*** فضاعفْنَ تقريحَ الكُبودِ التّوالفِ
فكادت شغافُ القلبِ تنماعُ حسرةً
*** و ينسدُّ بطناه بحزنٍ مضاعَفِ
فقد غاب من كنا نرجِّيه عالمًا ***
يجودُ على محْلِ النفوسِ بواكفِ
يُقسّمُ ميراثَ النبيينَ بينها ***
لكي يستظلَّ الناسُ من حـرِّ صائفِ
أسيارةً بالبَرِّ ، لا الجوِّ
سعيُها *** أ حقًّا حملتِ البحرَ نحو المتالفِ !
نفرْتِ كمُهْرٍ لم يُروِّضْه سائسٌ
*** و لم تسكني مثلَ البُراقِ لعارفِ
ألم تعلمي أن الذي عُفْتِ حملَه ***
و ألقيتِه للموتِ بين التنائفِ
جوادٌ كريمُ النفسِ هَيْنٌ مهذّبٌ
*** على خُلُقٍ كالنسْمِ أو ظلِّ وارفِ
تربّى على التوحيدِ مُذ كان يافعًا
*** و شبَّ على التقوى و نشرِ المعارفِ
وفي خدمةِ الإخوانِ أفنى حياتَه ***
بلى ، كان مرتادًا لبادٍ و عاكفِ
لقد كان دُكّانًًا و مُشرعَ واردٍ
*** و ملجأَ ملهوفٍ و بحرًا لغارفِ
أحاط بسورِ المجدِ من كلِّ جانبٍ
*** و حاز علاه من تليدٍ و طارفِ
أبا جعفرٍ ، حلّقتَ بالروحِ عاليًا
*** و أبقيتنا للحزنِ بين الخوالفِ
سموتَ كنجمٍ لاح في الأفقِ غابرًا
*** فنفسُك قد تاقت لأسنى الوظائفِ
وظيفةِ خيرِ المرسلينَ محمّدٍ ***
لتِبيانِ منهاجٍ و كشفٍ لزائفِ
إهابُك غضٌّ فيه نفسٌ أبيةٌ *** و
همّتُك الكبرى كشُمِّ السوالفِ
فلهْفي على زُغْبٍ صغارٍ تركتهم ***
كأفراخِ مرْخٍ صابهم ودْقُ واكفِ
ولهفي على شيخينِ أوفيت برَّهم ***
كيعقوبَ غشّى عينَه حُزنُ آسفِ
وزوجينِ كالأختينِ أُيِّمْنَ بعدكم
*** و قد عدت محمولاً لها في اللفائفِ
وربُّك مخلافٌ على كلِّ فاقدٍ *** و
في اللهِ خيرُ الخُلْفِ من كلِّ تالفِ
لقد كان فقدُ الشيخِ فاجعَ أمةٍ ***
و ثُكلاً لرباتِ الخدورِ العفائفِ
فقد فتحت أخلاقُه غُلْفَ أنفسٍ ***
بغيرِ رصاصٍ أو سيوفٍ رواعفِ
يُشيّعُ بالإجلالِ ما راح أو غدا
*** و يُتبعُ محفودًا و لا كالخلائفِ
فهذي النفوسُ الكُمْدُ من حول نعشِه
*** تناوَبُه قبلَ الأكُفِّ الرواجفِ
قضى داعيًا لله عمْرًا مباركًا ***
بدعوةِ حُسنى للرضا و المخالفِ
بصوتٍ كترتيلِ المزاميرِ صادقٍ *** و
رعدٍ بأذنِ الشركِ والظلمِ قاصفِ
ومِقوَلُه يسبي العقولَ حلاوةً *** و
يُسْلِسُ قوْدَ النافراتِ العنائفِ
فمن بينِ منقولِ الأدلةِ ناصعٍ ***
إلى منطقٍ جزلٍ و خيرِ الطرائفِ
سيبكيه طلابٌ ، و تبكي منابرٌ *** و
تبكيه إذ أودى جليلُ المواقفِ
تراه إلى العلياءِ دومًا مشمّرًا
*** و يُحجمُ عن فعلِ الأمورِ السفاسفِ
يسارعُ للخيراتِ حتى كأنه ***
يُطالعُ شخصَ الموتِ خلفَ السجائفِ
ويسعى لإصلاحٍ و يرأفُ بالعِدا *** و
ليس على الخصمِ الألدِّ بحائفِ
حييّاً عفيفًا لا يُذمُّ بشائنٍ ***
من الفعلِ أو هُجْرٍ من القولِ جائفِ
ويلهجُ بالإخلاصِ دومًا لسانُه *** و
يُثني على المولى بإخباتِ واجفِ
ويدحضُ شُبْهاتٍ شتيتًا دروبُها ***
بأنوارِ علمٍ ساطعاتٍ كواشفِ
يغوصُ بأعماقِ المحيطات ينتقي ***
لآلئَ علمٍ من دقيقِ اللطائفِ
سيبكيه إخوانٌ و أنصارُ سنةٍ *** و
طلابُ حقٍّ من جميعِ الطوائفِ
و تبكيه آثارٌ عظامٌ صوالحٌ *** عن
اللهِ لم يقطعْه شغلُ الصوارفِ
على صائمٍ تالٍ مُصلٍّ مُـمجِّدٍ
*** و معتكفٍ بالبيتِ ساعٍ و طائفِ
فللهِ ماذا ضمّ قبرٌ مطيرةٌ ***
رُباه ببحري من عظيمِ العوارفِ!
فحُييِّتَ من مثوًى و حُييِّتَ
روضةً *** و سُقِّيتَ من صوبِ الحيا المترادفِ
وندعوك يا اللهُ يا خيرَ سامعٍ *** و
خيرَ مجيبٍ للدعاءِ الموالفِ
وعبدُك لم نعهدْه للهِ عاصيًا *** و
ليس بجافٍ عن هدًى متجانفِ
فرحماتُك اللهمّ تغشى محمدًا *** و
عفوُك لا يحصيه وصفٌ لواصفِ
فكن جارَه ، نعمَ الجوارُ ابنَ
سيِّدٍ *** فقفْ طامعًا في الفضلِ يومَ المخاوفِ
فأجرُك عند اللهِ - إن شاء - ثابتٌ
*** و ربُّك للموعودِ ليس بخالفِ
خرجتَ إلى أهلِ القضارفِ داعيًا ***
فكان حِمامُ الموتِ أسرعَ خاطفِ
وإنا لنرجو أنْ ستغدو منعّمًا ***
هنالك في الجناتِ بين الوصائفِ
وتأمنُ في قبرٍ و من هولِ موقفٍ ***
و بشراك في الميزانِ بيضُ الصحائفِ
في رثاء
فقيد العلم و الدعوة فضيلة الشيخ الدكتور / محمد سيد حاج الذي وافته
المنية
بحادث
سير في طريقه للقضارف لإلقاء محاضرة ، و ذلك ليلة الأحد 10 من جمادى الأولى
1431هـ الموافق له 24/4/2010م
عن عمر
لم يتجاوز الثامنة و الثلاثين قضى أكثره في الدعوة إلى الله تعالى ،
رحمه
الله رحمة واسعة ، و عوض الأمة الإسلامية عنه خيرا
أيا عينِ جودي
بالدموعِ الذوارفِ *** لفقدِ ربيبِ العلمِ عندَ القضارفِ
أبعدَ نعِيِّ الشيخِ من بعدِ هجعةٍ
*** نؤمِّلُ خيرًا في رنينِ الهواتفِ !
هتفْنَ بموتِ الحِبِّ موتِ محمّدٍ
*** فضاعفْنَ تقريحَ الكُبودِ التّوالفِ
فكادت شغافُ القلبِ تنماعُ حسرةً
*** و ينسدُّ بطناه بحزنٍ مضاعَفِ
فقد غاب من كنا نرجِّيه عالمًا ***
يجودُ على محْلِ النفوسِ بواكفِ
يُقسّمُ ميراثَ النبيينَ بينها ***
لكي يستظلَّ الناسُ من حـرِّ صائفِ
أسيارةً بالبَرِّ ، لا الجوِّ
سعيُها *** أ حقًّا حملتِ البحرَ نحو المتالفِ !
نفرْتِ كمُهْرٍ لم يُروِّضْه سائسٌ
*** و لم تسكني مثلَ البُراقِ لعارفِ
ألم تعلمي أن الذي عُفْتِ حملَه ***
و ألقيتِه للموتِ بين التنائفِ
جوادٌ كريمُ النفسِ هَيْنٌ مهذّبٌ
*** على خُلُقٍ كالنسْمِ أو ظلِّ وارفِ
تربّى على التوحيدِ مُذ كان يافعًا
*** و شبَّ على التقوى و نشرِ المعارفِ
وفي خدمةِ الإخوانِ أفنى حياتَه ***
بلى ، كان مرتادًا لبادٍ و عاكفِ
لقد كان دُكّانًًا و مُشرعَ واردٍ
*** و ملجأَ ملهوفٍ و بحرًا لغارفِ
أحاط بسورِ المجدِ من كلِّ جانبٍ
*** و حاز علاه من تليدٍ و طارفِ
أبا جعفرٍ ، حلّقتَ بالروحِ عاليًا
*** و أبقيتنا للحزنِ بين الخوالفِ
سموتَ كنجمٍ لاح في الأفقِ غابرًا
*** فنفسُك قد تاقت لأسنى الوظائفِ
وظيفةِ خيرِ المرسلينَ محمّدٍ ***
لتِبيانِ منهاجٍ و كشفٍ لزائفِ
إهابُك غضٌّ فيه نفسٌ أبيةٌ *** و
همّتُك الكبرى كشُمِّ السوالفِ
فلهْفي على زُغْبٍ صغارٍ تركتهم ***
كأفراخِ مرْخٍ صابهم ودْقُ واكفِ
ولهفي على شيخينِ أوفيت برَّهم ***
كيعقوبَ غشّى عينَه حُزنُ آسفِ
وزوجينِ كالأختينِ أُيِّمْنَ بعدكم
*** و قد عدت محمولاً لها في اللفائفِ
وربُّك مخلافٌ على كلِّ فاقدٍ *** و
في اللهِ خيرُ الخُلْفِ من كلِّ تالفِ
لقد كان فقدُ الشيخِ فاجعَ أمةٍ ***
و ثُكلاً لرباتِ الخدورِ العفائفِ
فقد فتحت أخلاقُه غُلْفَ أنفسٍ ***
بغيرِ رصاصٍ أو سيوفٍ رواعفِ
يُشيّعُ بالإجلالِ ما راح أو غدا
*** و يُتبعُ محفودًا و لا كالخلائفِ
فهذي النفوسُ الكُمْدُ من حول نعشِه
*** تناوَبُه قبلَ الأكُفِّ الرواجفِ
قضى داعيًا لله عمْرًا مباركًا ***
بدعوةِ حُسنى للرضا و المخالفِ
بصوتٍ كترتيلِ المزاميرِ صادقٍ *** و
رعدٍ بأذنِ الشركِ والظلمِ قاصفِ
ومِقوَلُه يسبي العقولَ حلاوةً *** و
يُسْلِسُ قوْدَ النافراتِ العنائفِ
فمن بينِ منقولِ الأدلةِ ناصعٍ ***
إلى منطقٍ جزلٍ و خيرِ الطرائفِ
سيبكيه طلابٌ ، و تبكي منابرٌ *** و
تبكيه إذ أودى جليلُ المواقفِ
تراه إلى العلياءِ دومًا مشمّرًا
*** و يُحجمُ عن فعلِ الأمورِ السفاسفِ
يسارعُ للخيراتِ حتى كأنه ***
يُطالعُ شخصَ الموتِ خلفَ السجائفِ
ويسعى لإصلاحٍ و يرأفُ بالعِدا *** و
ليس على الخصمِ الألدِّ بحائفِ
حييّاً عفيفًا لا يُذمُّ بشائنٍ ***
من الفعلِ أو هُجْرٍ من القولِ جائفِ
ويلهجُ بالإخلاصِ دومًا لسانُه *** و
يُثني على المولى بإخباتِ واجفِ
ويدحضُ شُبْهاتٍ شتيتًا دروبُها ***
بأنوارِ علمٍ ساطعاتٍ كواشفِ
يغوصُ بأعماقِ المحيطات ينتقي ***
لآلئَ علمٍ من دقيقِ اللطائفِ
سيبكيه إخوانٌ و أنصارُ سنةٍ *** و
طلابُ حقٍّ من جميعِ الطوائفِ
و تبكيه آثارٌ عظامٌ صوالحٌ *** عن
اللهِ لم يقطعْه شغلُ الصوارفِ
على صائمٍ تالٍ مُصلٍّ مُـمجِّدٍ
*** و معتكفٍ بالبيتِ ساعٍ و طائفِ
فللهِ ماذا ضمّ قبرٌ مطيرةٌ ***
رُباه ببحري من عظيمِ العوارفِ!
فحُييِّتَ من مثوًى و حُييِّتَ
روضةً *** و سُقِّيتَ من صوبِ الحيا المترادفِ
وندعوك يا اللهُ يا خيرَ سامعٍ *** و
خيرَ مجيبٍ للدعاءِ الموالفِ
وعبدُك لم نعهدْه للهِ عاصيًا *** و
ليس بجافٍ عن هدًى متجانفِ
فرحماتُك اللهمّ تغشى محمدًا *** و
عفوُك لا يحصيه وصفٌ لواصفِ
فكن جارَه ، نعمَ الجوارُ ابنَ
سيِّدٍ *** فقفْ طامعًا في الفضلِ يومَ المخاوفِ
فأجرُك عند اللهِ - إن شاء - ثابتٌ
*** و ربُّك للموعودِ ليس بخالفِ
خرجتَ إلى أهلِ القضارفِ داعيًا ***
فكان حِمامُ الموتِ أسرعَ خاطفِ
وإنا لنرجو أنْ ستغدو منعّمًا ***
هنالك في الجناتِ بين الوصائفِ
وتأمنُ في قبرٍ و من هولِ موقفٍ ***
و بشراك في الميزانِ بيضُ الصحائفِ