البخـل والبخـلاء
إستراحـة
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ
رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُعَلِّمُنَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا تُعَلَّمُ الْكِتَابَةُ
اللَّهُمَّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ
الْجُبْنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ
وَأَعُوذُ
بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ.صحيح البخاري
وَيُظْهر عيبَ المرء في الناس بخلُه... وتستره عنهم جميعا
سخاؤه
تَغَطَّ بأثواب السخاء فإنني... أرى كل عيب والسخاء
غطاؤه
قال الأصمعي: كنت عند رجل من ألأم الناس وأبخلهم ، وكان عنده لبن كثير،
فسمع به رجل ظريف ، فقال: لأن أموت أو أشرب من لبنه J.
فأقبل مع صاحب له حتى إذا كان بباب صاحب اللبن،
تغاشى وتماوت، فقعد صاحبه عند رأسه يسترجع، فخرج إليه صاحب اللبن، فقال: ما
باله يا
سيدي؟ قال: هذا سيد بني تميم، أتاه أمر الله هاهنا، وكان قال لي:
اسقني
لبناً. قال صاحب اللبن: هذا هين موجود، ائتني يا غلام بعلبة من لبن.
فأتاه
بها. فأسند صاحبه إلى صدره وسقاه، حتى أتى عليها، ثم تجشأ J. فقال صاحبه لصاحب اللبن:
أترى هذه الجشأة راحة الموت؟
قال: أماتك
الله وإياه وفطن بأنه خدعة J.
وقال الجاحظ للحزامي: أترضى أن يقال لك بخيل؟ قال: لا أعدمني الله هذا
الاسم J،
لان يقال لي بخيل إلا وأنا ذو مال، فسلم لي
المال وسمني بأي اسم شئت J. قلت: ولا يقال لك سخي إلا
وأنت ذو مال، فقد جمع الله لاسم السخاء المال
والحمد، وجمع لاسم البخل المال والذم. قال: بينهما فرقٌ عجيب
وبون بعيد، إن في قولهم بخيل سبباً لمكث المال
في ملكي J،
وفي قولهم سخي سبباً لخروج المال عن ملكي، واسم
البخيل فيه حزم، واسم السخي فيه تضييع وحمد، والمال ناض نافع وكرم لأهله،
والحمد
ريح وسخرية وسمعة ، وما أقل غناء الحمد عنه إذا جاع بطنه ، وعرى ظهره، وضاع
عياله،
وشمت به عدوه.
ووقع درهم بيد سليمان بن مزاحم، فجعل يقلبه ويقول: في شق: لا
إله إلا
الله محمد رسول الله، وفي شق آخر: قل هو الله أحد، ما ينبغي لهذا أن يكون
إلا
تعويذاً ورقية. ورمى به في الصندوق J.
وكان أبو عيسى بخيلاً، وكان إذا وقع الدرهم بيده طنه بظفره،
وقال: يا
درهم، كم من مدينة دخلتها، وأيد دوختها، فالآن استقر بك القرار، واطمأنت بك
الدار.
ثم رمى به في الصندوقJ.
وقال رجل لثمامة بن أشرس: إن لي إليك حاجةً. قال: وأنا لي
إليك حاجة.
قال: وما حاجتك إلي؟ قال: لا أذكرها حتى تضمن قضاءها. قال: قد فعلت. قال:
فإن حاجتي
إليك ألا تسألني حاجة. فانصرف الرجل عنهJ.
إستراحـة
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ
رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُعَلِّمُنَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا تُعَلَّمُ الْكِتَابَةُ
اللَّهُمَّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ
الْجُبْنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ
وَأَعُوذُ
بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ.صحيح البخاري
وَيُظْهر عيبَ المرء في الناس بخلُه... وتستره عنهم جميعا
سخاؤه
تَغَطَّ بأثواب السخاء فإنني... أرى كل عيب والسخاء
غطاؤه
قال الأصمعي: كنت عند رجل من ألأم الناس وأبخلهم ، وكان عنده لبن كثير،
فسمع به رجل ظريف ، فقال: لأن أموت أو أشرب من لبنه J.
فأقبل مع صاحب له حتى إذا كان بباب صاحب اللبن،
تغاشى وتماوت، فقعد صاحبه عند رأسه يسترجع، فخرج إليه صاحب اللبن، فقال: ما
باله يا
سيدي؟ قال: هذا سيد بني تميم، أتاه أمر الله هاهنا، وكان قال لي:
اسقني
لبناً. قال صاحب اللبن: هذا هين موجود، ائتني يا غلام بعلبة من لبن.
فأتاه
بها. فأسند صاحبه إلى صدره وسقاه، حتى أتى عليها، ثم تجشأ J. فقال صاحبه لصاحب اللبن:
أترى هذه الجشأة راحة الموت؟
قال: أماتك
الله وإياه وفطن بأنه خدعة J.
وقال الجاحظ للحزامي: أترضى أن يقال لك بخيل؟ قال: لا أعدمني الله هذا
الاسم J،
لان يقال لي بخيل إلا وأنا ذو مال، فسلم لي
المال وسمني بأي اسم شئت J. قلت: ولا يقال لك سخي إلا
وأنت ذو مال، فقد جمع الله لاسم السخاء المال
والحمد، وجمع لاسم البخل المال والذم. قال: بينهما فرقٌ عجيب
وبون بعيد، إن في قولهم بخيل سبباً لمكث المال
في ملكي J،
وفي قولهم سخي سبباً لخروج المال عن ملكي، واسم
البخيل فيه حزم، واسم السخي فيه تضييع وحمد، والمال ناض نافع وكرم لأهله،
والحمد
ريح وسخرية وسمعة ، وما أقل غناء الحمد عنه إذا جاع بطنه ، وعرى ظهره، وضاع
عياله،
وشمت به عدوه.
ووقع درهم بيد سليمان بن مزاحم، فجعل يقلبه ويقول: في شق: لا
إله إلا
الله محمد رسول الله، وفي شق آخر: قل هو الله أحد، ما ينبغي لهذا أن يكون
إلا
تعويذاً ورقية. ورمى به في الصندوق J.
وكان أبو عيسى بخيلاً، وكان إذا وقع الدرهم بيده طنه بظفره،
وقال: يا
درهم، كم من مدينة دخلتها، وأيد دوختها، فالآن استقر بك القرار، واطمأنت بك
الدار.
ثم رمى به في الصندوقJ.
وقال رجل لثمامة بن أشرس: إن لي إليك حاجةً. قال: وأنا لي
إليك حاجة.
قال: وما حاجتك إلي؟ قال: لا أذكرها حتى تضمن قضاءها. قال: قد فعلت. قال:
فإن حاجتي
إليك ألا تسألني حاجة. فانصرف الرجل عنهJ.