[size=16][size=24][size=16]سعيد موظف في إحدى الدوائر الرسمية لبلده العربي قد لا يختلف كثيراً عن أي رجل في منتصف العمر إلا بصفة واحدة أصبحت حديث كل من يعرفه فهو يثق بكلام الجرائد بشكل غير طبيعي ويعتبره الصواب بعينه ولو أن الجريدة نشرت خبراً مفاده أن الشمس أصبحت تشرق من المغرب لما تردد لحظة واحدة في تصديق هذا الخبر، سعيد ورث هذه العادة من المرحوم والده الذي كان هو الاخر يثق بالجرائد بشكل أعمى وحتى عندما خسر العرب حرب 67 كان ابو سعيد يقرأ الجريدة مبتسماً ويقول لإبنه:
- دعك يا ولدي من الناس وحديثها الجريدة يا ابني تقول أن الجيوش العربية تقف على أبواب تل ابيب وأن قتلى اليهود ليس لهم عدد!!وان فلسطين ستكون حرة عربية خلال ايام !
وهكذا صار سعيد هو الآخر مدمن جرايد!! حتى بعد وفاة والده, واصبح سعيد لا يخرج من البيت إلا بعد أن يكون قد قرأ الجريدة من أول كلمة ولآخر كلمة وياخذ الجريدة معه كي تكون حجته ومرجعيته في أي نقاش.
في ذلك اليوم خرج من البيت إلى العمل كالعادة ومعه جريدته المحبوبة وفي طريقه مرّ على بائع الخضار وسلّم عليه وقال:
- ما هو سعر كيلو الطماطم يا حاج؟
- بأربعة دنانير.
- أربعة دنانير؟؟ سبحان الله!! الجريدة تقول سعر الطماطم بدينارين.
ردّ عليه البائع باستهزاء وقال:
- إذهب إذاً إلى الجريدة كي تبيعك الطماطم بدينارين.
أصّر سعيد على موقفه وترك البائع المتمرد الذي لايسمع كلام الجريدة وأوقف سيارة أجرة وقال للسائق:
- أريد الذهاب إلى الساحة الرئيسية للمدينة.
سأله السائق:
- وكم تدفع؟
أشار سعيد إلى الجريدة وقال:
- ليس هناك كم إدفع الجريدة تقول أن جميع سوا ق الأجرة ملزمون بتشغيل العداد.
انطلق سائق الاجرة وهو يقول بصوت مرتفع مستهزئا :
- يمكنك ان تركب الجريدة وتذهب الى عملك على ظهرها !!
وصل سعيد إلى عمله بالباص بعد أن رفض سواق الأجرة سماع كلام الجريدة وحساب الاجرة بالعداد. عندما جلس سعيد خلف مكتبه رنّ جرس الهاتف وكانت زوجته على الخط قائلة:
- الكهرباء مقطوعة ولن ترجع قبل 4 ساعات ولن أستطيع طبخ أي شيء.إجلب معك غداء من السوق وأنت راجع.
- ولكن الجريد ة تقول أن وزارة الطاقة إتخذت كل الاجراءات لعدم إنقطاع الكهرباء ولا حاجة للقلق.
ردّت زوجته ساخرة:
- حسناً إذاً دع الجريدة تطبخ لك طعام الغذاء!!!وعلى فكرة لم اجد الدواء اللذي وصفه الطبيب لابننا في اي صيدلية
- غير معقول ! الجريدة كتبت امس ان وزير الصحة اكد ان جميع الادوية متوفرة وليس هناك اي نقص
- حسنا ساغلي جريدة الامس واعطيها لابنك كي يشربها ويشفى من مرضه !!!
وضع سعيد سماعة الهاتف ليفاجأ بمدير الشئون الادارية أمامه يقول:
- السلام عليكم أخ سعيد أخشى أن لدي أنباء سيئة فقد قرر المدير العام الاستغناء عن خدماتك واحالتك على التقاعد الاجباري.
- ولكن الجريدة تقول أنه لا يحق لأي مسئول إجبار موظف على الخروج على المعاش قبل السن القانونية.
- والله المدير يبدوا أنه لا يقرأ جرائد!! إعتبر هذا اخطاراً وتبليغاً بإحالتك على التقاعد.
خرج سعيد من عمله مغموماً ومهموماً فراتب التقاعد لن يكفيه ولا يكفي عائلته وهو ما زال شاباً على التقاعد ومن شدة همه لم ينتبه وهو يعبر الطريق فضربته سيارة مسرعة وسقط مضرجاً بدمائه ولفظ أنفاسه فوراً تجمع المارة حوله وقال احدهم
- حرام الرجل توفى دعونا نغطي وجهه بشيئ
تلفت الرجل حوله فلم يجد سوى جريدة سعيد التي سقطت من يده فوضعها على وجهه حيث برز العنوان الرئيسي:
أمين العاصمة يصرح بأن الشرطة ستضع حدا للسرعة في شوارع العاصمة
- دعك يا ولدي من الناس وحديثها الجريدة يا ابني تقول أن الجيوش العربية تقف على أبواب تل ابيب وأن قتلى اليهود ليس لهم عدد!!وان فلسطين ستكون حرة عربية خلال ايام !
وهكذا صار سعيد هو الآخر مدمن جرايد!! حتى بعد وفاة والده, واصبح سعيد لا يخرج من البيت إلا بعد أن يكون قد قرأ الجريدة من أول كلمة ولآخر كلمة وياخذ الجريدة معه كي تكون حجته ومرجعيته في أي نقاش.
في ذلك اليوم خرج من البيت إلى العمل كالعادة ومعه جريدته المحبوبة وفي طريقه مرّ على بائع الخضار وسلّم عليه وقال:
- ما هو سعر كيلو الطماطم يا حاج؟
- بأربعة دنانير.
- أربعة دنانير؟؟ سبحان الله!! الجريدة تقول سعر الطماطم بدينارين.
ردّ عليه البائع باستهزاء وقال:
- إذهب إذاً إلى الجريدة كي تبيعك الطماطم بدينارين.
أصّر سعيد على موقفه وترك البائع المتمرد الذي لايسمع كلام الجريدة وأوقف سيارة أجرة وقال للسائق:
- أريد الذهاب إلى الساحة الرئيسية للمدينة.
سأله السائق:
- وكم تدفع؟
أشار سعيد إلى الجريدة وقال:
- ليس هناك كم إدفع الجريدة تقول أن جميع سوا ق الأجرة ملزمون بتشغيل العداد.
انطلق سائق الاجرة وهو يقول بصوت مرتفع مستهزئا :
- يمكنك ان تركب الجريدة وتذهب الى عملك على ظهرها !!
وصل سعيد إلى عمله بالباص بعد أن رفض سواق الأجرة سماع كلام الجريدة وحساب الاجرة بالعداد. عندما جلس سعيد خلف مكتبه رنّ جرس الهاتف وكانت زوجته على الخط قائلة:
- الكهرباء مقطوعة ولن ترجع قبل 4 ساعات ولن أستطيع طبخ أي شيء.إجلب معك غداء من السوق وأنت راجع.
- ولكن الجريد ة تقول أن وزارة الطاقة إتخذت كل الاجراءات لعدم إنقطاع الكهرباء ولا حاجة للقلق.
ردّت زوجته ساخرة:
- حسناً إذاً دع الجريدة تطبخ لك طعام الغذاء!!!وعلى فكرة لم اجد الدواء اللذي وصفه الطبيب لابننا في اي صيدلية
- غير معقول ! الجريدة كتبت امس ان وزير الصحة اكد ان جميع الادوية متوفرة وليس هناك اي نقص
- حسنا ساغلي جريدة الامس واعطيها لابنك كي يشربها ويشفى من مرضه !!!
وضع سعيد سماعة الهاتف ليفاجأ بمدير الشئون الادارية أمامه يقول:
- السلام عليكم أخ سعيد أخشى أن لدي أنباء سيئة فقد قرر المدير العام الاستغناء عن خدماتك واحالتك على التقاعد الاجباري.
- ولكن الجريدة تقول أنه لا يحق لأي مسئول إجبار موظف على الخروج على المعاش قبل السن القانونية.
- والله المدير يبدوا أنه لا يقرأ جرائد!! إعتبر هذا اخطاراً وتبليغاً بإحالتك على التقاعد.
خرج سعيد من عمله مغموماً ومهموماً فراتب التقاعد لن يكفيه ولا يكفي عائلته وهو ما زال شاباً على التقاعد ومن شدة همه لم ينتبه وهو يعبر الطريق فضربته سيارة مسرعة وسقط مضرجاً بدمائه ولفظ أنفاسه فوراً تجمع المارة حوله وقال احدهم
- حرام الرجل توفى دعونا نغطي وجهه بشيئ
تلفت الرجل حوله فلم يجد سوى جريدة سعيد التي سقطت من يده فوضعها على وجهه حيث برز العنوان الرئيسي:
أمين العاصمة يصرح بأن الشرطة ستضع حدا للسرعة في شوارع العاصمة