يعتبر الظلم من أخطر الآفات الاجتماعية والسياسية التي تهدد

أي مجتمع بالزوال والانهيار والدمار، وزيادة المشكلات وتعقيداتها

في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية .

وما ساد الظلم في مجتمع من المجتمعات الإنسانية إلا أدى

إلى تدمير ذلك المجتمع ، كما أشار القرآن المجيد إلى ذلك في قوله تعالى:

"فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" سورة النمل: الآية 52.

ولخطورة الظلم وتأثيره السيئ على مسيرة المجتمعات البشرية

فقد حَذَّر القرآن الكريم من ممارسة الظلم وتَوَعَّدَ الظالمين

بسوء العاقبة ولقد ورد ذكر الظلم في القرآن الكريم أكثر من 154 مرة

وكل هذا التحذير من الظلم، وتشديد العقوبة على الظالمين،

وتهديدهم بأن مصيرهم سيكون الخلود في النار؛

لأن الظلم من أقبح الأمور، وأعظم المعاصي،

وأكبر معاول الهدم والخراب لأنه يتعدى إلى حقوق الغير .


و لقد حذَّر الله سبحانه من الظلم بكافة أنواعه؛ ظلم المرء لنفسه،

أو لأهله وعشيرته، وظلم الأغنياء للفقراء، والأقوياء للضعفاء،

وظلم الحكامِ للمحكومين، بل وظلمِ الأمم بعضها لبعض،

وبيَّن أن عاقبة هذا كله الهلاكُ في الدنيا والعذابُ الأليم في الآخرة..


- وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا-



إن عقوبة الظلم ستنال من الجميع ،

فبقدر ما يستحقها الظالم على ما اقترفه من ظلم

فإنه يشمل الساكت عن الظلم ،

وكما قيل الساكت عن الحق شيطان أخرس

كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق .




انظروا ماذا فعل فينا الظلم ،

فنحن دنيوياً في تشرذم وتفرق وذل وهوان

،غير أن هنالك يوم موعود

لا ينفع فيه الندم سينال كل

ظالم فهو لن يستطيع له دفعا .




كيف يمكن تصحيح الوضع ورد المظالم إلى أهلها ؟


سؤال مهم وبسيط ، الجواب عليه الآتي :

- أن يعود الظالم لنفسه إلى الله وليعلم أن بقائه في هذه الفانية قليل

فإذا أدرك حقيقة هذا فهو عندئذ سيكف عن ظلمه .

- أن يكف عن ظلم نفسه وأن يعرف حقيقة ضعفه وبهذا يتحقق المطلوب.

- أن يرد الحق لكل مظلوم ناله بأذى ،

وخصوصا إذا المظلوم من جيرانه أو زملائه في العمل ،

ولا سيما أقاربه أو أبناء عمومته وإذا لم يستطع ذلك فليدعو له بالخير .

فظلم ذوي القربى أشد مرارةً ---- على المرء من وقع الحسام المهند

- أن يتذكر قول الله تعالى في الحديث القدسي

وهو القادر المقتدر، مخاطباً للبشر جميعا

"يا عبادي إنى حرِّمت الظلم على نفسي وجعلته مُحَّرمًا بينكم فلا تظالموا"

فإذا كان العدل سبحانه قد حرم الظلم على نفسه فماذا سيكون حال الظالم إذاً ؟