القــصـه:


عمل أدبي يصور حادثة من حوادث الحياة
أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب
متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل
الفكرة فيها وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي وما يكتنفها من مصاعب
وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية معينة.






تعريفها:



يعرفها بعض النقاد بأنها:



حكاية مصطنعة مكتوبة نثرا تستهدف استثارة الاهتمام سواء أكان ذلك بتطور حوادثها أو بتصويرها للعادات والأخلاق أو بغرابة أحداثها.




الأنواع القصصية:

1- الرواية: هي أكبر الأنواع القصصية حجما.

2- الحكاية : وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.


3- القصة القصيرة: تمثل حدثا واحدا، في وقت واحد وزمان واحد، يكون أقل من ساعة



( وهي حديثة العهد في الظهور).

4- الأقصوصة: وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر.


5- القصة: وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجاهه في ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز.

هل عرف الأدب العربي هذه الأنواع القصصية قديما؟


( لعل
أهم شكل أدبي عرفه العصر الحديث هو الرواية بأنواعها وأشكالها المختلفة من
قصة وقصة قصيرة وأقصوصة ، حتى أنها أصبحت تحتل المكانة المرموقة التي كان
يحتلها الشعر في الأدب العربي القديم، فالرواية لم تفرض نفسها فقط بل غزت
كل الحقول الإبداعية المعاصرة، إذ أصبحت الشكل الحاوي والجامع لكل أشكال
الفكر المعروفة : من فلسفة ومأساة وملحمة ، وعلم اجتماع ، وسياسة واقتصاد،
وعلم نفس، ورؤى فنية وأدبية. وهي تقدم كل ذلك في أسلوب ممتع لا يتطلب عناء
تلك العلوم،.. بل إن الأدب العربي الحديث لم يزدهر وينهض مثلما ازدهر ونهض
في الرواية . وما ازدهار تلك الرواية ، وما تطورها إلا دليلا على أنها
ضاربة بجذورها وأصولها ومصادرها في الفكر العربي القديم، قدم هذه اللغة
وقدم أهلها، فلقد عرف الفكر العربي ، في مختلف محطاته ، ألوانا قصصية
مختلفة ومتنوعة ومتطورة. لكن مازالت بعض الدراسات العربية النقدية ترى أن
الرواية العربية هي بالأساس أخذ واقتباس عن الرواية الغربية، بينما تؤكد
البحوث في الرواية الغربية أن هذا الشكل من أشكال التعبير الفكري والأدبي،
قد ظهر إلى الوجود، بصورة أو بأخرى منذ ألفي سنة.

****
( أكاد أزعم أن الأمة العربية لا
ينافسها غيرها فيما صاغت من قوالب للتعبير عن القص والإشعار به، فنحن
الذين قلنا من غابر الدهر " يحكى أن ... وزعموا أن.... وكان ياما كان.. "
إلى آخر هذه الفواتح التي يمهد بها القصاص العربي في مختلف العصور لما
يسرد من أقاصيص ، وفي هذا المجال يقول جوستاف لوبون: " أتيح لي في إحدى
الليالي أن أشاهد جمعا من الحمُالين والأجراء ، يستمعون إلى إحدى القصص ،
وإني لأشك في أن يصيب أي قاص غربي مثل هذا النجاح، فالجمهور العربي ذو
حيوية وتصور، يتمثل ما يسمعه كأنه يراه"


لذلك إني لأومن ، بأن فن
القصة له جذور عربية أصيلة فلم يكن وافدا إلينا كلية من الغرب دون وجود
أية جذور عربية له في بيئتنا .. إننا سارعنا في الإنكار على الأدب العربي
أن فيه قصة، وماكان ذلك الإنكار إلا لأننا وضعنا نصب أعيننا القصة الغربية
، في صياغتها الخاصة بها ، وإطارها المرسوم لها، ورجعنا نتخذها المقياس
والميزان ، وفتشنا في الأدب العربي عن وجود أمثال لهذا المقياس فلم نجد..
والحقيقة أن الأدب العربي فيه قصص ذو صبغة خاصة به ، وإطار مرسوم له،
وإننا لنشهد فيه ملامحنا وسماتنا واضحة جلية ، فقد بدأت القصة العربية مع
بداية الإنسان فقد نشأت القصص الأسطورية مع الإنسان القديم .